مبادرات خلاقة قام بها طلاب الثانوية الصناعية بـ"السويداء"، للاستفادة من الحديد والأخشاب التالفة القادمة من القطاعات العامة، فصنعوا منها أدوات تلبي احتياجات المؤسسات التربوية وغيرها، بتكلفة صناعتها، وبحرف مختلفة.

حول حرفة الخشب في الثانوية الصناعية في "السويداء" ومبادرة الطلاب، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13 تشرين الأول 2018، التقت "عاطف المحيثاوي" رئيس قسم النجارة في الثانوية الصناعية، الذي أوضح قائلاً: «منذ زمن ونحن نعمل في قسم النجارة على جمع المقاعد والمواد الخشبية التالفة، ليس فقط من قطاع التربية، بل من قطاعات متعددة، وكانت بكميات كبيرة جداً، واحترنا أين نضعها كمنظر جمالي غير لائق في ثانويتنا التي حصلت على المركز الأول بنسب النجاح، وفكرنا ما الذي يجب فعله، فطرحنا الأمر على طلابنا، وكانت مبادرتهم باستغلال تلك الأخشاب وإعادة تصنيعها والاستفادة منها في ديكورات الثانوية من الجدران العازلة إلى السقف المستعار والطاولات الخشبية والأثاث والكراسي، وبالفعل كانت تجربة ناجحة جداً وحققت تلك الحالة تفاعلاً وعلاقة بين الطالب والعمل وقيمته، وبين الإدارة بتحسين المنظر الجمالي، وتطور العمل إلى صناعة المقاعد الخشبية وترميمها، حتى باتت مديرية التربية تلبي كامل الاحتياجات لجميع مدارس المحافظة من خلال عمل طلاب قسم النجارة في الصناعة، وهذا دفع بالعديد من المدرّسين والطلاب إلى التعاون في خلق مبادرات ذاتية في التصنيع واستغلال مواد أخرى يمكن استثمارها في المناظر الجمالية وصناعة الكراسي والمنصات من مواد مثل الحديد، وتمّت الاستفادة من البراميل وتطعيمها بالخشب وصناعة مقاعد مع طلائها بالدهان، حيث حقق ذلك تقدماً مهماً في خروج الطالب من الثانوية وهو يحمل مهنته، ومن جهة ثانية، فقد قدم خدمات للتربية، ووفراً بملايين الليرات من خلال إعادة ترميم المقاعد أو صناعتها من جديد بسعر التكلفة فقط أو من دون تكاليف اليد العاملة».

ربما الأمر لم يقف عند حدٍّ معين، بل دفع بالحرف الأخرى إلى الاستفادة من تلك التجربة، وذلك حين اعتمدنا مبدأ التصنيع كتمرين للطالب، وهذا منحه خبرة عملية وعلمية، وساعد على الارتقاء بمستوى التعليم، وتمّ ذلك أيضاً في حرف الحديد والخراطة وتصليح المواد التالفة وإعادة استثمارها مجدداً؛ الأمر الذي حقق عائداً اقتصادياً، وخبرة عملية واستغلال طاقة الشباب في الإبداع والصناعة وتوفير مستلزمات العمل والحياة بأقل التكاليف

وتابع "المحيثاوي": «ربما الأمر لم يقف عند حدٍّ معين، بل دفع بالحرف الأخرى إلى الاستفادة من تلك التجربة، وذلك حين اعتمدنا مبدأ التصنيع كتمرين للطالب، وهذا منحه خبرة عملية وعلمية، وساعد على الارتقاء بمستوى التعليم، وتمّ ذلك أيضاً في حرف الحديد والخراطة وتصليح المواد التالفة وإعادة استثمارها مجدداً؛ الأمر الذي حقق عائداً اقتصادياً، وخبرة عملية واستغلال طاقة الشباب في الإبداع والصناعة وتوفير مستلزمات العمل والحياة بأقل التكاليف».

وعن الأعمال الطلابية والتعاون بين الكادر التعليمي والحياة العملية، بيّن "أكرم عبيد" رئيس اللجنة النقابية في الثانوية الصناعية قائلاً: «ما تمّ إنجازه في قسم النجارة والحديد من جدران وسقوف وطاولات ومقاعد ومناظر جمالية وتأثيث مكاتب من صنع الطلاب، دفع الحرف الثانية إلى العمل على صيانة الثانوية الصناعية بالكامل من إصلاح شبكة الكهرباء والمياه، والتعاون لعمل قاعة متكاملة من المنصة إلى الكراسي وأجهزة الصوت والجدران وعزلها، وذلك بعد أن شعر الطالب بأن هناك أشخاصاً يهتمون به وبعلمه ومستقبله، خاصة أن الإدارة مع المدرّسين عملوا على إنشاء صندوق خيري من شأنه تقديم المساعدات للطلاب الذين يحتاجون إلى مدّ يد العون لهم من أجور نقل، وبعض ألبسة الثانوية، حيث خلق هذا الصندوق الخيري الذي لا يعلم من الدافع ولمن يدفع، حالة تكامل وجداني وإنساني وروابط عملية في إثبات العمل التقني والبراعة به. والشيء الآخر في العمل وانعكاسه على الوضع، فقد تمّت صناعة مدافئ من صنع الطلاب واستخدام الأخشاب التي لا يمكن الاستفادة منها فعلاً وجعلها حطباً للتدفئة، وتمّ توفير مادة المازوت التي استغلت في استثمار احتياجات أخرى تساهم في التنمية، ومبادرة الطلاب في جميع الاختصاصات التي تدرسها الثانوية جعلت من المكان حدائق مسورة بأشكال متنوعة من حديد، وتتضمن مقاعد جميلة من البراميل والخشب، وإعادة صيانة الكهرباء والمياه، وشبكات الصرف ودورات المياه بطريقة فنية، والأجمل العلاقة التبادلية بين الطلاب باحترام العمل وقيمته والمعلمين؛ الأمر الذي حقق النجاح مئة بالمئة».

الجدير بالذكر، أن الثانوية حققت نسبة نجاح وصلت إلى 100% في شهادة الثانوية، حيث تقدم للامتحانات 141 طالباً، ونجحوا جميعهم.