بجهدٍ ذاتي أطلقت "مروى الخطيب" مفاجأة فنية لجمهور الفنانة القريبة من وجع الناس؛ "ميس حرب"، بعد أن اجتاحت أغنيتها "سلملي عالبلد" وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مثير، حيث صورت "الخطيب" الأغنية بطريقة الفيديو كليب، وأدخلت العود كآلة مرافقة، فكانت التفاصيل الحياتية البسيطة تشعر المتلقي بدفء الكلام ومتعة الذكريات.

«كل أغانيها تشبهنا بطريقة أو بأخرى، وعندما أصدرت أغنية "سلملي عالبلد" بطريقتها الخاصة، تأثرت جداً بكل كلمة، وأخذت تفاصيلها تدور برأسي كأنها قصة كل واحد فينا، ولهذا أحببت أن أصنع شيئاً خاصاً يصل للناس، فاشتغلت على ما احتفظت به في داخلي، ورتبت الأفكار كي تكون الأغنية بطريقة الفيديو كليب، مع مرافقة العود من عزفي».

إن التصوير والمونتاج مدهش، وكل اللقطات رائعة، وفيها إبداع كبير، وهو ما يفتح الباب لمشاريع قادمة

هذا ما قالته "الخطيب" المولودة في مدينة "شهبا" بـ"السويداء" عام 2000، موضحةً أنه أول ما خطر لها هو العزف مع الأغنية التي رددتها "حرب" دون موسيقا، فكان العود هو الآلة الوحيدة التي تحمل أنغاماً شجيةً تفتح الأبواب لكل كلمة، لكنها وجدت الكلمات بحاجة إلى صورة تعبر عن معانيها التي تلامس الواقع بشكل غارق بالصدق، وكلما صادفت مشهداً يناسب جملة من الأغنية تقوم بتصويره، وكانت كل اللقطات تظهر بشكل عفوي، وعندما انتهت كل المشاهد المرسومة في رأسها؛، بدأت بعملية المونتاج التي اشتغلتها عبر برنامج الهاتف المحمول، وليس عبر برنامج احترافي أو عن طريق الكمبيوتر.

من تصويرها

وأضافت: «عندما انتهيت ونشرت الفيديو كانت الدهشة غير متوقعة وردود الفعل التي رافقت صدوره أصابتني بالمفاجأة وغمرتني بالحب، بسبب الأصداء الإيجابية والتشجيع المنقطع النظير الذي تلقيته من الناس، واكتشفت أنه عندما ترغب بعمل شيء يجب عليك أن تصنعه بحب حتى لو كان عملاً بسيطاً ودون أيّ إمكانيات وسوف يصل للناس بسرعة».

أكملت "مروى" دراستها الاعتيادية، لكنها كانت تنمي مواهبها خطوة خطوة دون استعجال، وتتابع التعلم طالما أنها قادرة على ذلك، فهي كما قالت لمدوّنة وطن "eSyria" عاشقة للفن، وأضافت: «درست معهد معالجة فيزيائية، وتخرجت في عام 2020، لكن هوايتي الأساسية العزف على العود الذي يرافقني بكل خطوة، بعدها تعلمت الإيقاع وما زلت مستمرة لاحترافه، ولكن الشيء المميز الذي حرصت على الاحتفاظ به في داخلي هو التصوير، والذي يعبر عما يجول بخاطري من خلال صورة أو فكرة ألتقطها وأرسم معالمها حتى يحين الوقت لكي أطلقها حتى تراها عائلتي بالدرجة الأولى، فهي التي دعمت كل مواهبي، وساندت خطواتي».

معبد شهبا بعدسة "مروى"

وعن مواهبها المتعددة وكيفية استغلالها للوقت، قالت إنها بدأت العزف بعمر الثمانية على آلة الأورغ، ومنذ أربع سنوات بدأت العزف على العود بمركز "فرح" بإشراف المدرس "بشار عامر"، ولم تتوقف عن الدروس والعزف حتى هذا الوقت، وشاركت بأكثر من حفلة للمركز، وقالت: «دائماً كان العود رفيقي في أي مكان، وبأي ظرف، فهو ونيسي في فرحي وحزني، ومنذ فترة قصيرة أحببت التعلم على الإيقاع، فسجلت في دورة خاصة عند المدرس "أيمن أبو يحيى" وما زلت مستمرة بالدروس».

حكايتها مع التصوير بدأت منذ ثلاث سنوات بجلسة عادية مع الطبيعة كأي شخص يأخذ لقطات من كاميرا جواله المحمول، ومشاهد غير احترافية، لكنها كانت معبرة وجميلة، وتطورت شيئاً فشيئاً وبات أي منظر طبيعي يلفت نظرها، وهو ما شجعها على دراسة التصوير من خلال دورة نالت بنهايتها أعلى العلامات، «وعلى إثرها اشترى لي أشقائي كاميرا، ورحت ألتقط صور الناس وأضعها على صفحتي التي أنشأتها لهذا الغرض بهدف معرفة رأي الناس بعملي، وتلقيت الكثير من الدعم، وطلب الكثيرون مني جلسات تصوير خاصة رغم إحساسي بأني ما زلت مبتدئة وأحتاج للمزيد من التدريب، وعندما أجريت أول جلسة ونجحت بها؛ بات التصوير جزءاً مهماً في حياتي، حيث شاركت بأربع مسابقات أجريت على الإنترنت وفي كل مرة كنت أحصد المركز الأول، كل ذلك كان بالتوازي مع الدراسة وتنظيم الوقت بين العود والإيقاع والتصوير، فاليوم طويل، وبإمكان المرء الاستفادة من كل دقيقة» كما قالت.

لقطة للبحر بعدستها

المصورة المحترفة "ندى بدر" التي تعاملت مع "مروى" في محطة هامة من حياتها، قالت إنها شابة موهوبة منذ البداية، فعينها تتمتع بميزات التقاط الجمال والزوايا التي لا يراها غير الموهوب بالفطرة، وأضافت: «الذي لفتني في شخصيتها قدرتها على إظهار صورة جميلة وفكرة مبتكرة، وقدرتها على التعلم بسرعة بأقل الإمكانيات، وتميزها على الرغم من وجودها بين عدد كبير من المصورين المتمرسين، كما أنّ تقبلها للنقد البناء والملاحظات سبب كبير بتقدمها».

"ميس حرب" التي تفاجأت بالأغنية كما نشرتها "مروى"؛ قالت: «إن التصوير والمونتاج مدهش، وكل اللقطات رائعة، وفيها إبداع كبير، وهو ما يفتح الباب لمشاريع قادمة».

جرى اللقاء بتاريخ 29 تشرين الأول 2020.