طاقة "أبو الحر" هي فتحة في جدار حجري عمقها 15 سم، وطولها 38 سم أما عرضها فهو 22 سم، وهذه الطاقة تحولت إلى محكمة تعنى بقضايا الشرف وتمييز ابن الحلال من ابن الحرام.

في قرية "عيون" الواقعة إلى الجنوب من مدينة "السويداء" وعلى بعد 30 كم، يوجد مقام لرجل صالح هو الشيخ "أبو الحر"، وهذه الطاقة هي جزء من المقام ويقال إنه هو من بناها.

قد ينفي العلم معجزة هذه الطاقة الصغيرة، ويقول الكثيرون إن العلم والتحاليل الطبية أضحت كفيلة بحل أي مشكلة تتعلق بالشرف، ولكن ما يحصل من قصص تتعلق بالمرور عبر فتحة هذه الطاقة والتي شهدت إحداها بأم عيني، يقنعك بصحة ما يعتقده الناس

موقع eSuweda أثناء زيارته لقرية "عيون" زار المقام بصحبة عدد من أهالي القرية وتعرف على المقام ومن خلال أحاديثهم تعرفنا إلى سر هذه الطاقة العجيبة.

الشيخ "سلمان حمد الشومري"

الشيخ "سلمان حمد الشومري" أكبر معمر في القرية وقد تجاوز التسعين عاماً قال: «بناء المقام هو بناء روماني ولا أعرف تاريخاً محدداً لبنائه، هذا المقام لشيخ صالح وتقي كان يسمى "أبو الحر" عاش في هذه المنطقة ومات فيها وشيد له هذا المقام.

سأروي لكم حكاية اكتشافه، عندما سكنت هذه القرية ومنذ مئة عام، كان هذا المقام عبارة عن بناء قديم هدم معظمه وفيه قناطر، وكان الناس ينقلون بعضاً من حجارته المهدمة لبناء بيوتهم، والغريب في الأمر أن حجراً واحداً لم يبق في مكانه بل سقطت جميعها من البناء وتسببت لمعظمهم بأضرار تجسدت في فقدهم لعدد من مواشيهم.

أحد الشباب يرينا بالقياسات التقليدية أبعاد الطاقة

وبدأ الناس يعتقدون أن هذه الحجارة تعود لمكان مقدس ولا يجوز نقلها من مكانها إلى أي مكان آخر، واختلفت الآراء فيما إذا هذا المكان هو مقام أحد الأولياء أو ربما لا، وأصبحوا يتناقلون عبارة تقول: "إذا كان مقاماً فليأخذ ضحيته" ويمررون قطيع أغنامهم من أمام المقام، وقد روى كل من شهد هذه الوقائع والتي تكررت لأكثر من مرة، أن أكثر الخراف صحة ينحرف عن مسار القطيع ويذهب إلى باب المقام وينام أمامه، وبالفعل كان يذبح على الفور قرباناً لهذا المكان المقدس».

السيد "معضاد الشومري" مختار القرية تحدث عن بناء المقام فقال: «تم بناء هذا المقام بتمويل من المحسنين وممن تبرع من أهل القرية، ويذكر أن البناء يتألف من ثلاث غرف مبنية بالحجر الأسود وملبسة بالرخام، وفي إحداها يوجد ضريح صاحب المقام، وهي الغرفة اليمينية أما الوسطى فيوجد فيها باب يفضي إلى الخارج، وفي الجهة الأخرى ثلاث درجات حجرية توصل إلى الطاقة المسماة باسم صاحب المقام.

مقام الشيخ "أبو الحر" كما يبدو من الخارج

هذه الطاقة بناها "أبو الحر" بنفسه وكان ولياً صالحاً يقصده الناس للقضاء فيما بينهم، فإذا شك في أمر أحدهم أنه ابن حرام كانوا يذهبون به إلى الشيخ "أبو الحر" والذي كان يأمره بالمرور عبر الطاقة فإن استطاع المرور برأه من تهمته، وإن لم يستطع تثبت عليه التهمة.

هناك العديد من الحكايات التي حصلت مع هذه الطاقة، جميعنا شهدنا مرور أحد الشبان من مدينة "صلخد" كان وزنه 115كغ عبر فتحة هذه الطاقة، في الوقت الذي لم تمر فيها طفلة صغيرة عمرها بضعة أشهر، واعترفت والدتها بخطيئتها وهذه الطفلة كبرت ولم يتقدم أحد لخطبتها لمعرفتهم بما حصل معها في الصغر، وأحداث كثيرة غيرها وجميعها تثبت أن سراً كامناً في هذه الطاقة».

"صادق الشومري" طالب جامعي من أهالي القرية قال: «قد ينفي العلم معجزة هذه الطاقة الصغيرة، ويقول الكثيرون إن العلم والتحاليل الطبية أضحت كفيلة بحل أي مشكلة تتعلق بالشرف، ولكن ما يحصل من قصص تتعلق بالمرور عبر فتحة هذه الطاقة والتي شهدت إحداها بأم عيني، يقنعك بصحة ما يعتقده الناس».

يوجد غرب المقام شجرة توت لم يستطع خبراء الزراعة تقدير عمرها ولكن بعض الناس أكد أن عمرها تجاوز 400 سنة، هذه الشجرة زرعها الشيخ "أبو الحر" وكان يأكل من ثمرها وإلى اليوم تنتج الثمار ويعتقد أهل القرية أن ثمارها تشفي من الأمراض الجلدية، ويوجد نبع ماء قريب من المقام يحمل اسم "أبو الحر" أيضاً.