للفتيات طقوسهن الخاصة البعيدة كل البعد عن ألعاب الذكور "الخشنة"، وفي أغلب باحات البيوت العربية الكبيرة في "ريف السويداء" تستمع إلى تلك الأغاني الطفولية المرافقة لحركات الأيدي والأرجل، لتتحول إلى لعبة مغناة تدفع الذكور إلى الاشتراك في بعض فصولها.

مدونة وطن "eSyria" بحثت بتاريخ 24 آذار 2016، عن تلك الأغاني المرافقة لبعض الألعاب الحركية، والتقت الطفلة "شمس خالد باكير" الطالبة في الصف السادس، والمولودة في مدينة "شهبا"؛ لتتحدث عما تحفظه من أغاني الألعاب، فقالت: «الأغاني التي رددناها طويلاً حفظناها من الفتيات الأكبر منا سنّاً، وبعضها قامت المعلمات بترديدها أمامنا في الصف، خاصة تلك التي تتعلق بآداب الجلوس في المقعد، وهي الأغنية التي سمعتها في أكثر من مكان، وتقول كلماتها: (حشيشة قلبي هالطول... كبرت وصارت هالطول... هيك بيبحو السمكات... هيك بيطيرو العصافير).

الأغاني التي رددناها طويلاً حفظناها من الفتيات الأكبر منا سنّاً، وبعضها قامت المعلمات بترديدها أمامنا في الصف، خاصة تلك التي تتعلق بآداب الجلوس في المقعد، وهي الأغنية التي سمعتها في أكثر من مكان، وتقول كلماتها: (حشيشة قلبي هالطول... كبرت وصارت هالطول... هيك بيبحو السمكات... هيك بيطيرو العصافير). وهذه الأغنية تترافق مع حركات الأيدي والرؤوس، وهي تهدف إلى المحافظة على عمودنا الفقري مستقيماً، وأن نحافظ على الهدوء داخل قاعة الصف. وما زلت أحفظ أغنية "عيد الأضحى" التي كنا نرددها في "الوقفة الكبيرة"، والتي تقول: (بكرى العيد ومنعيد.. منذبح بقرة السيد)، وهي تترافق مع الرقص

وهذه الأغنية تترافق مع حركات الأيدي والرؤوس، وهي تهدف إلى المحافظة على عمودنا الفقري مستقيماً، وأن نحافظ على الهدوء داخل قاعة الصف. وما زلت أحفظ أغنية "عيد الأضحى" التي كنا نرددها في "الوقفة الكبيرة"، والتي تقول: (بكرى العيد ومنعيد.. منذبح بقرة السيد)، وهي تترافق مع الرقص».

لعبة "فر يا حمام"

ويذهب راوي الحكايات البدوية "شكيب الشاهين" إلى أن هذه الأغاني الطفولية البسيطة من تأليف الفتيات أنفسهن، أو الأمهات اللواتي كنّ يرددن بعض هذه الأغاني في ليالي الشتاء القاسية، ويتابع: «هذا يعود إلى زمن طويل لم تكن فيه الكهرباء ووسائل التسلية الإلكترونية متوافرة، فكانت هذه الأغاني البسيطة وسيلة من وسائل التسلية والترويح عن النفس، وبالوقت نفسه يرجع بعضه إلى حرص الأمهات على عدم ابتعاد الفتيات عن باحة البيت. ومن أكثر الأغاني التي كانت تردد ضمن حلقة صغيرة مؤلفة من الأطفال الصغار ووالدتهم أو جدتهم بعد أن يضعوا أكفّهم على الأرض، حيث تقوم الأم أو الجدة بلمس الأكف مع كل كلمة حتى تصل إلى الكلمة الأخيرة بالتسلسل، وتقول: (طنيمشي ومنيمشي.. يا حبة لعميمشي.. قالتلي ستي أم حسن.. روح جيب كوز بصل.. وقع مني وانكسر.. ضبي إيدك يا عروس.. قبل ما ينقدها الصوص)، وهنا يجب على الأطفال أن يرفعوا أيديهم قبل الوصول إلى الكلمة الأخيرة، وهذه الأغنية البسيطة معروفة في أغلب المناطق، وهناك من تزيد عليها عندما تطلب من الأطفال تعديل وضع الكفّ ليصبح على شكل قبضة، وكل طفل يضع قبضة كفّه فوق قبضة كفّ الطفل الثاني.. وهكذا مع ترديد عبارات مثل: (طالعوا بقراتكم فيردد الأطفال: ما منطالع)، وتتابع الأم عدة عبارات على نفس الحالة حتى تقول مع الأطفال في النهاية: (فرّ يا حمام)؛ إعلاناً عن انتهاء اللعبة».

أما ربة المنزل "هيا سالم" القاطنة في مدينة "شهبا"، فأضافت عما تحفظه من أغانٍ ترددها على مسامع أبنائها لتسليتهم، فتقول: «هناك أغانٍ كثيرة ما زلت أحفظها منذ طفولتي، ومنها لعبة "يا باح"، وهي نفس طريقة "طنيمشي يا منيمشي" عندما نطلب من أطفالنا وضع أكفهم على الأرض، وتقول كلماتها: (يا باح يا باح... يا علبة التفاح.. إجى العصفور تا يشرب.. وقع بالمية وراح)، وكذلك أغنية "العروس" التي تقول: (العروس جابت ولد.. والولد بدو حليب.. والحليب عند البقرة.. والبقرة بدها حشيش.. والحشيش براس التلة.. والتلة بدها مطرة.. والمطرة من عند الله، ضبي إيدك يا عروس.. قبل ما ينقدها الصوص). ومن أجمل الأغاني التي كنا نرددها في باحة المدرسة، والتي كانت تقتصر على الفتيات مثل أغنية "جدي وستي"، وكذلك "طاق طاق طاقية" التي يرددها الأطفال في كل المناطق السورية تقريباً، وهي: (رن رن يا جرس.. حول واركب على الفرس.. فات الثعلب فات فات.. بيذيلو سبع لفات).

الراوي شكيب الشاهين

وقد ألف الأطفال أغاني متعلقة بحركة الأصابع، مثل أغنية "المقص" التي تطورت لتصبح (حزورة) يلجأ إليها الأطفال عند انقطاع التيار الكهربائي».

الجدير بالذكر، أن هذه الأغاني قد تكون متشابهة في المعاني والكلمات في الكثير من مناطق "سورية"، لكن اللهجات تختلف بين منطقة وأخرى، إضافة إلى التعديلات على الجمل، لكن الحركات واحدة.

الطفلة شمس باكير