بين حجارتها القديمة وجدرانها البازلتية ذاكرة غنية بأحداث متنوعة ووقائع هامة في تاريخ "جبل العرب" المعاصر، ومنها اللقاءات الوطنية والقرارات الجريئة لاتخاذ قرار الحرب ضد العثمانيين والفرنسيين.

حول تاريخها الاجتماعي والوطني، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 أيلول 2020 التقت مع "عمار مرشد رضوان" حفيد مؤسس مضافة آل "رضوان" الذي بين قائلاً: «منذ ثمانينات القرن التاسع عشر شيدت مضافة آل "رضوان" في قلب مدينة "السويداء"، والتي تقع إلى الجهة الغربية من المدرج الروماني، على يد المجاهد "حسين مرشد رضوان" المعروف بشجاعته وكرمه، والموصوف بما يتمتع به من حكمة ووقار في المشورة والرأي السديد.

بعد انتهاء الاحتلال العثماني، وقبيل الثورة السورية الكبرى، أطلق صاحب المضافة المجاهد "حسين مرشد رضوان" الرصاصة الأولى على اليوتنان الفرنسي "موريل"، الأمر الذي جعل السلطات الفرنسية تعمل على هدم المضافة، ولكنها تخلت عن هذا القرار في المرة الأولى، واعتقلت مجموعة من شباب الجبل رهائن الى "دمشق"، واستمرت أحداث الثورة السورية الكبرى، وشكلت المضافة مصدر خطر على الفرنسيين فأقدموا على هدمها نهائياً نظراً لموقف أهلها المعادي للفرنسيين، وتم إعادة بنائها عام 1937 بعد عودة المجاهدين من "وادي السرحان"

كانت المضافة قد بنيت حجارتها وفق النمط الروماني المعتمد لمعظم الدور التاريخية المشيدة في ذلك العصر بسواعد رجال أكفاء يتقنون بمحبة ووفاء المهنة العمرانية، كان ذلك ما بين عامي 1890، و1894، وقد شهدت هذه المضافة أحداثاً كبيرة وخاصة في مرحلة الاحتلال العثماني، وبدقة متناهية عام 1910 عندما اجتاح "سامي باشا الفاروقي" مدينة "السويداء" وخدع الأهالي بمناشير العفو العام عن الذين حملوا السلاح وشاركوا في المعارك ضد الحملات العثمانية، عندها تحت سقف مضافة آل "رضوان" جرى اجتماعاً حاشداً لكبار رجالات المدينة، وكانت قوات الاحتلال قد فرضت على الأهالي تسليم السلاح ودفع الضرائب بحيث تم الاتفاق على عدم تسليم أي قطعة من الأسلحة التي يملكها الثوار حتى ولو تعهد "سامي باشا" نفسه بإطلاق سراح الأمير "يحيى الأطرش" الذي تم اعتقاله في "حوران" بخدعة وغدر من قبله، ولكن مع الأسف بعض ممن كان الخوف قد تملك أفئدتهم شذوا عن مقررات هذا الاجتماع لشدة المظالم الإرهابية والرعب من وحشية الجيش العثماني، ولكن من نتاج هذا اللقاء إطلاق سراح "يحيى الأطرش" بعد أن خاض الثوار معركة كبيرة في قرية "مفعلة"، والتي سميت بمعركة "تل المفعلاني"، وبعد فك أسره بمدة وجيزة ونتيجة لمواقفه الوطنية ضد سياسة الأتراك أعيد اعتقاله وحكم عليه بالإعدام ثم بالنفي».

المؤسس للمضافة

وأوضح حفيد المؤسس "غسان مرشد رضوان" بالقول: «لم يكن المجاهد "حسين مرشد رضوان" أن يتقبل الظلم والاستبداد العثماني بعد أن تم إعدام باكورة الشهداء عام 1911، ومن بينهم "ذوقان الأطرش، ويحيى عامر، ومحمد القلعاني، ومزيد عامر، وهزاع عز الدين، حمد المغوش"، حيث دخل الغضب إلى قلوب الثوار، وشهدت المضافة المذكورة لقاءً وطنياً كبيراً عام 1916 بعد إعدام "جمال باشا السفاح" للشهداء في "بيروت"، و"دمشق"، وتجسد مقررات وأهداف هذا الاجتماع التنديد والاستنكار بهذا العمل الوحشي والتحضير للمواجهة؛ رغم وجود الحكومة المحلية المؤيدة لبني "عثمان"، وبعد أن تم الاتفاق مع الملك "فيصل" لدخول طلائع وفرسان "جبل العرب" إلى "دمشق" تم اللقاء في هذه المضافة لتحديد كيفية الخطة والعمل على إنجاحها، حيث انطلق فرسان "السويداء" والتقوا مع الثوار الذين أتوا من "العقبة"، ودخلوا مدينة "بصرى الشام"، ولاحقوا الجيش العثماني، وشاركوا في معارك "تلال المانع"، ودخلوا "دمشق" بحداء (زينو المرجة ترى المرجة لنا، زينو المرجة لتلعب خيلنا)، ورفعوا العلم العربي في الثلاثين من أيلول 1918، وخاطب الشاعر الشعبي "معذى المغوش" العلم يومها:

عرش المظالم انهدم وعز طب بلادنا

الاحفاد عمار وغسان مرشد رضوان

راحت عليكم يا عجم دحر الاعادي دابنا

وحنا حماتك يا علم بأرواحنا واكبادنا

من أدوات المضافة القديمة

وانتهت مرحلة الاحتلال العثماني لتبدأ مرحلة جديدة من النضال».

وبين المؤرخ "ابراهيم جودية" بالقول: «بعد انتهاء الاحتلال العثماني، وقبيل الثورة السورية الكبرى، أطلق صاحب المضافة المجاهد "حسين مرشد رضوان" الرصاصة الأولى على اليوتنان الفرنسي "موريل"، الأمر الذي جعل السلطات الفرنسية تعمل على هدم المضافة، ولكنها تخلت عن هذا القرار في المرة الأولى، واعتقلت مجموعة من شباب الجبل رهائن الى "دمشق"، واستمرت أحداث الثورة السورية الكبرى، وشكلت المضافة مصدر خطر على الفرنسيين فأقدموا على هدمها نهائياً نظراً لموقف أهلها المعادي للفرنسيين، وتم إعادة بنائها عام 1937 بعد عودة المجاهدين من "وادي السرحان"».