الملخص : لم تثنِها الغربة ومسؤوليتها تجاه أسرتها عن حلم كبير ضحت من أجله "نوال النمر"، وكانت من بين خريجي الجامعة الوطنية لكلية التربية هذا العام في "فنزويلا"؛ وهي على مشارف عقدها السابع.

المرأة التي تزوجت بعمر مبكر، وأسّست أسرة متعلمة، تحدثت عن تجربتها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 تشرين الثاني 2018، وقالت: «لم تكن ظروف الغربة ميسرة لمتابعة الدراسة كما هو في بلادنا، فقد اغتربت مع أهلي منذ عام 1963، وكنت في بداية المرحلة الإعدادية، لكن في "فنزويلا" اضطررت للعودة إلى الصف الأول لأتعلم اللغة بطريقة سليمة كما رغبت، وأعدتها لأنال الشهادة الابتدائية من جديد، وبعدها تابعت الدراسة الإعدادية ونلتها بالمراسلة لأنني رغبت بالحصول على الشهادة، وتزوجت بعدها، وتحول كل اهتمامي إلى أسرتي.

تجربة نسائية فريدة، أسست مع زوجها أسرة مثالية، فحصلوا على الشهادات العالية، وكاتفت زوجها في العمل وتحمل الغربة، وعملت بإصرار على إكمال الدراسة لتنال الشهادة الجامعية بعزم ومن دون كلل، سيدة نشيطة مثابرة تحترم العلم وتسعى لاكتسابه بجدّ، وقدمت تضحيات كبيرة

وبفضل دعم زوجي ومساعدته -مع العلم أننا كنا قد رزقنا بثلاثة أولاد- تابعت التعليم للحصول على الشهادة الثانوية، ونلتها بتفوق بالمراسلة أيضاً؛ وهذا النظام موجود هنا، لكنني انقطعت عن الدراسة سنوات طويلة لأعتني بأولادي الذين وصل الكبير منهم إلى الجامعة، وكانوا بحاجة إلى الاهتمام والتفرغ والعناية بهم وبمستقبلهم. لكن بقي العلم أجمل أهدافنا كأسرة، وكنت في كل مرحلة أتحضر للمتابعة، لكن الظروف كانت أقوى منا؛ ليحصل أولادي على شهادات جامعية قبلي.

نوال النمر في حفل التخرج مع عائلتها

سنوات ابتعدت فيها عن الدراسة وكبرت المسؤوليات والأعمال، لأعود من خلال الجامعة المفتوحة وأسجل وأكمل دراستي عبر شبكة الإنترنت وأحصل على المحاضرات، وأتابع ما علي وألخّص وأعيد الدروس من دون كلل، لأنال الشهادة الجامعية وأحقق الحلم، وعلى الرغم من كل الصعوبات والجهد المضاعف، كانت النتائج متميزة لأصل إلى مرحلة التخرج وأتذوق فرحة النجاح مع زوجي وأولادي».

من أقاربها "سامر نصر" فني زراعي، عنها قال: «تجربة نسائية فريدة، أسست مع زوجها أسرة مثالية، فحصلوا على الشهادات العالية، وكاتفت زوجها في العمل وتحمل الغربة، وعملت بإصرار على إكمال الدراسة لتنال الشهادة الجامعية بعزم ومن دون كلل، سيدة نشيطة مثابرة تحترم العلم وتسعى لاكتسابه بجدّ، وقدمت تضحيات كبيرة».

مع زوجها صابر نصر

عزيمة كبيرة عبّر عنها زوجها المغترب "صابر نصر"، وقال: «تزوجنا عام 1967، وكانت شريكتي بالعمل والتضحية، سعينا لتأسيس عمل تجاري نؤمن من خلاله الاستقرار المادي المناسب لأولادنا، وكنا ندفعهم لمتابعة التعليم وتحقيق النجاح، لقد ضحت بكل وقتها ليكونوا متميزين كما تمنينا، وقامت بدورها كأم وزوجة منتجة ومعطاءة، وتابعت الدراسة بصبر وعزيمة كبيرة، وكانت المثل الجميل لنا جميعاً بالمحبة والإخلاص للهدف؛ لنعيش جميعاً فرحة تخرّجها وحلمها الذي تحقق».

ما يجدر ذكره، أن "نوال النمر" من "السويداء" عام 1950، مغتربة منذ أكثر من خمسة عقود، حصلت على الشهادة من الجامعة الوطنية في "فنزويلا"، كلية التربية في مدينة "تورين".

سامر نصر