ما إن تغادر مدينة "السويداء" مجتازا مسافة 12 كم باتجاه الجنوب الشرقي عابراً قرية "الرحى"، حتى تفتح لك بلدة "الكفر" المتربعة بين أربع تلال ذراعيها مرحبة بزوارها عبر هوائها النقي وأشجارها الكثيفة والمتنوعة، ومشهد معركتها الشهيرة التي كانت باكورة انتصارات ثوار جبل العرب على المستعمر الفرنسي.

المهندس "وائل كحل" أحد سكان البلدة وأحد المهتمين بتاريخها تحدث لموقع eSuweda في 21/2/2011، عن معنى تسمية البلدة وأهم المواقع الأثرية فيها بالقول:

الكفر بالتسمية هي الأرض البعيدة عن الناس، وتعني أيضاً المزرعة أو الحقل والأصح وهي كلمة سريانية تعني القرية، ويبلغ ارتفاعها 1360-1650م فوق سطح البحر، وفيها آثار لمساكن وحصون في موقع تل الظهير تعود إلى العصر الحجري النحاسي 5000 –1200 قبل الميلاد، كما أن فيها آثاراً نبطية في تل "القليب" وغيره وتحتوي آثاراً رومانية ويونانية وإسلامية مختلفة تدل على عراقة هذه المنطقة، وقد وجدت فيها منحوتات كثيرة موجودة حالياً في متحف "السويداء"، وقد كان فيها كنيستان واحدة تعود لتاريخ عام 391 م، والثانية تعود لعام 692 م، باسم كنيسة القديس "جورج"، وقد سكنت "الكفر" حديثاً عام 1862، وكانت قبل ذلك تسمى "خربة الكفر" لصعوبة سكنها لأنها آخر قرية سكنت في الجبل

«الكفر بالتسمية هي الأرض البعيدة عن الناس، وتعني أيضاً المزرعة أو الحقل والأصح وهي كلمة سريانية تعني القرية، ويبلغ ارتفاعها 1360-1650م فوق سطح البحر، وفيها آثار لمساكن وحصون في موقع تل الظهير تعود إلى العصر الحجري النحاسي 5000 –1200 قبل الميلاد، كما أن فيها آثاراً نبطية في تل "القليب" وغيره وتحتوي آثاراً رومانية ويونانية وإسلامية مختلفة تدل على عراقة هذه المنطقة، وقد وجدت فيها منحوتات كثيرة موجودة حالياً في متحف "السويداء"، وقد كان فيها كنيستان واحدة تعود لتاريخ عام 391 م، والثانية تعود لعام 692 م، باسم كنيسة القديس "جورج"، وقد سكنت "الكفر" حديثاً عام 1862، وكانت قبل ذلك تسمى "خربة الكفر" لصعوبة سكنها لأنها آخر قرية سكنت في الجبل».

المهندس "وائل كحل"

وعن عدد سكان البلدة ومساحتها وأنواع الأشجار المثمرة والينابيع الموجودة فيها يتحدث المهندس "نضال أبو حسن" رئيس مجلس البلدة بالقول:

«يبلغ عدد سكان البلدة حالياً 9500 نسمة منهم 1050 مغتربين في دول الخليج و أمريكا وأوروبا، وتتمتع الكفر بهوائها النقي وصيفها اللطيف وهي مقصد الزائرين والسياح في فترة الصيف، ومن أشهر المناطق السياحية في القرية المنطقة الحراجية، التي تسمى للتعريف منطقة "المطار الزراعي" وهي تقع على سفح تل القليب الذي يعتبر رمز القرية، حيث يصل عدد الزوار الوسطي أيام العطل الرسمية إلى ثلاثة آلاف مصطاف، وتبلغ مساحة الكفر الكلية 2514 هكتارا منها 512 هكتارا منطقة سكنية وتشمل 100 هكتار أرض وعرة بازلتية "لجاة"، ومنها 271 هكتارا أراض حراجية مغطاة بأشجار السنديان والبلوط ويصل عمر بعض الأشجار إلى 600 عام حسب تقدير الخبراء الزراعيين، وما تبقى يقدر بــ 1700 هكتار أرض مزروعة بالكرمة والتفاح والفاكهة والزيتون، ومن أجمل ما في الكفر أنها لم تعد تتسع لشجرة واحدة فكلها مستثمرة ومشجرة وتنتج الكفر وسطياً 6000 طن عنب من الأنواع المختلفة منها 5000 طن عنب عصيري، كما تنتج الكفر وسطيا 8000 طن تفاح و400 طن زيتون وتكتفي ذاتياً بالكرز والأجاص والمشمش و الجانرك، ويعادل إنتاج قرية الكفر من مادة العنب نسبة 25 – 30 % من مجمل إنتاج محافظة "السويداء"، علماً بأن الزراعة بعلية وطبيعة أرض الكفر الجغرافية من أصعب المناطق الزراعية وهي وعرة جداً و اللافت هنا أن معظم أراضيها تم استصلاحها يدوياً وبالقدرة البشرية، كما تحتوي على عدد من الينابيع أهمها "نبع عين موسى – عين العليقة – عين الرصفة – نبع المنسلطة"، وهناك ينابيع تظهر كل عدة أعوام وفي المواسم المطرية الجيدة مثل "العين السخنة والعين الشمالية ونبع الفوارة وعين خريم"».

مشهد معركة "الكفر"

وعن أبرز سمات أهل القرية وواقعها الخدمي يتابع بالقول:

«من أهم سمات أهل القرية هو اهتمامهم بالعمل الشعبي والجهد الجماعي، حيث برز ذلك منذ بداية وجودهم في القرية والتي تعد أصغر قرية جغرافياً في المحافظة، وأكثرها كثافة سكانية كقرية، تم بناء جميع البيوت الحجرية القديمة بالعمل الجماعي غير المأجور وهو ما يسمى بالعامية "الفزعة"، وتم تأسيس شبكة كهرباء في مطلع الستينيات بالعمل الشعبي والتي تطورت بعد الحركة التصحيحية لتنير جميع المنازل والشوارع العامة وعلى مدار 24 ساعة، وشق الطرق الزراعية وتنظيف ينابيع المياه وشق الطرق التنظيمية بالعمل الشعبي وبناء مدرج كبير متعدد الأغراض يتسع إلى 2500 شخص بكلفة 6 ملايين ليرة تم جمعها من الأهالي والمغتربين، وهو معد لجميع المناسبات العامة ودون أجر لكل من يحتاجه في الأفراح والمآتم والمناسبات الخيرية والوطنية، كما تم إنجاز مشروع المبنى الجديد لمجلس قرية الكفر الذي تم تشييده بمدة خمسة أشهر فقط، وذلك بكلفة 13 مليون ليرة، وتم تشييد محال تجارية لـتأمين مورد ثابت للمجلس ويقدر ريعها الشهري بـ 168000 ليرة، ونحن نطمح لتنفيذ مشروع منطقة صناعية ومشروع سوق هال يلبي حاجة القرية لتسويق مادتي العنب والتفاح».

وادي حبران الذي يقطع بلدة "الكفر"

يذكر أن بلدة "الكفر" قد قدمت في مجمل معارك الثورة السورية الكبرى 24 شهيداً وكان عدد سكانها آنذاك 500 نسمة وكان جميعهم من المقاتلين، وقد أقيم لهذه المعركة نصب تذكاري مشاد في موقع المعركة التي وقعت في 23 تموز 1925، وحوله حديقة تسمى حديقة الشهداء، كما أن من أبرز معالم القرية نصب الشهداء التذكاري الذي يضم أسماء كل شهداء القرية في معارك عام 1948، و1967 و1973.