تتوسط قرية "عرى" دائرةً تحمل التنوع الإنساني والطبيعي بما يجعل الناظر لأرضها وتضاريسها مزهواً بتاريخ وعراقة تلك القرية الغابرة في القدم، ومندهشاً بمناخها الجميل ورائحة ترابها الزكية المتجددة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 5 شباط 2015، زارت القرية والتقت السيد "سمير حامد" رئيس بلدية "عرى"، فبيّن قائلاً: «تكثر في بلدتنا العديد من التلال والوديان والينابيع، جميعها تكسب القرية منظراً جمالياً؛ لأن طبيعة تلك التلال بركانية ومرتفعة وتشرف على البلدة القديمة والحديثة، ولا تزال تطل علينا برونق تاريخها المشرق، إذ تقع بلدة "عرى" في الجنوب الغربي من محافظة "السويداء"، وتبعد عن مركز المدينة مسافة 13كم، وتقع على خط العرض 32 و37، وخط الطول 36 و31، وتبلغ مساحتها حسب الحد الإداري 7000 هكتار، ومساحة المخطط التنظيمي 600 هكتار. تقسم أراضي البلدة إلى قسمين: قسم من الجهة الشرقية وتبلغ مساحتها تقريباً 2000 هكتار، عبارة عن أراضٍ تزرع بأشجار الزيتون والكرمة، وهي نهاية المنطقة الجبلية من الجهة الغربية، وقسم آخر تبلغ مساحته تقريباً 5000 هكتار وهو عبارة عن أراضٍ سهلة تعد امتداداً لسهل "حوران"، وتزرع بالمحاصيل الحقلية قمح وحمص وشعير.

تتميز قريتنا بتضاريس متعددة من التلال والوديان والسهول والينابيع، إذ في البلدة ثلاثة تلال: أولها تل "الحصن" البركاني، ويقع وسط البلدة وعلى سفوحه تقع "عرى" القديمة، والثاني "تل الحبس" ويتوضع على الحد الفاصل بين قريتي "عرى والمجيمر"، وفي هذا التل مغارة ارتفاعها عند المدخل يقارب المترين، وكلما توغلت فيها جنوباً يقل ارتفاعها حيث يصل إلى الصفر، وأقصى عرض للمغارة خمسة أمتار وطولها في حدود ثلاثين متراً، أما التل الثالث فهو "تل الهش" ويقع شرق القرية وهو مخروط بركاني سحبت من جانبه الشرقي كميات كبيرة من الرمل الأسود الهش. أما الينابيع فهي مترافقة مع الأراضي القابلة للزراعة، إذ كان فيها ينابيع لم يبقَ منها إلا اسمها؛ مثل: نبع "درارق" الواقع شمال البلدة، ونبع "سمر" في غربها، أما الباقي منها فهو "نبع عرى" الموغل في القدم؛ الذي جاء نعمة وهبة طبيعية لنا، ولم يتم البحث في تاريخه ولكن ربما تسميته بـ"نبع غسان" مؤشر حقيقي على تاريخه، خاصة أن الجبل عامة كان جزءاً من جغرافية "الغساسنة"، ويذكر النبع الشاعر "حسان بن ثابت" في معرض الفخر بقومه قائلاً: "إما تسألين عنا فإنا معشر نجب... الأزد نسبتنا والماء غسان". وتشتهر "عرى" وتتميز حقيقةً بهذا النبع، الذي ترى الاخضرار على جوانبه، وأرضه تمتد إلى مساحات شاسعة، وله أهمية كبرى في العوامل الاجتماعية والنفسية والراحة الذاتية؛ كالاستجمام في فصل الربيع، وخاصة في موسم الحشائش المغذية مثل الهندباء والخبيزة والفطور وغيرها من المواد الغذائية المهمة التي تتواجد في محيطه

أما حدود البلدة، فمن الشرق قرية "العفينة وقرية رساس"، ومن الشمال قرية "رساس" وقرية "كناكر"، ومن الغرب قرية "جبيب وخربا"، ومن الجنوب قرية "جمرين" التابعة لمحافظة "درعا" وقرية "المجيمر". ويبلغ ارتفاع أعلى نقطة في البلدة 1002م في تلة "الهشة"، وأخفض نقطة 920 متراً، والارتفاع الوسطي في ساحة البلدة 960 متراً.

الأستاذ سمير حامد

وصل عدد السكان حسب سجلات دائرة السجل المدني نهاية عام 2011 إلى 10638 نسمة، ولكن العدد الفعلي أكثر من 12000 نسمة نظراً لوجود أسر مقيمة من منتصف القرن الماضي في البلدة لقربها من مركز المدينة، ولكن سجلات النفوس التابعة لهم لم تنقل إلى البلدة، أما حالياً فعدد السكان حوالي 14000. وفيما يخص البنى التحتية؛ تخدم البلدة شبكة طرق طولها حوالي 50 كم، والحركة العمرانية تشهد ازدياداً مستمراً حيث أصبح عدد المنازل فيها أكثر من 2000 منزل».

وحول طبيعة التضاريس أوضح الأستاذ "أنور حامد" من مدرسي اللغة العربية المتقاعدين في القرية قائلاً: «تتميز قريتنا بتضاريس متعددة من التلال والوديان والسهول والينابيع، إذ في البلدة ثلاثة تلال: أولها تل "الحصن" البركاني، ويقع وسط البلدة وعلى سفوحه تقع "عرى" القديمة، والثاني "تل الحبس" ويتوضع على الحد الفاصل بين قريتي "عرى والمجيمر"، وفي هذا التل مغارة ارتفاعها عند المدخل يقارب المترين، وكلما توغلت فيها جنوباً يقل ارتفاعها حيث يصل إلى الصفر، وأقصى عرض للمغارة خمسة أمتار وطولها في حدود ثلاثين متراً، أما التل الثالث فهو "تل الهش" ويقع شرق القرية وهو مخروط بركاني سحبت من جانبه الشرقي كميات كبيرة من الرمل الأسود الهش.

مدخل القرية

أما الينابيع فهي مترافقة مع الأراضي القابلة للزراعة، إذ كان فيها ينابيع لم يبقَ منها إلا اسمها؛ مثل: نبع "درارق" الواقع شمال البلدة، ونبع "سمر" في غربها، أما الباقي منها فهو "نبع عرى" الموغل في القدم؛ الذي جاء نعمة وهبة طبيعية لنا، ولم يتم البحث في تاريخه ولكن ربما تسميته بـ"نبع غسان" مؤشر حقيقي على تاريخه، خاصة أن الجبل عامة كان جزءاً من جغرافية "الغساسنة"، ويذكر النبع الشاعر "حسان بن ثابت" في معرض الفخر بقومه قائلاً: "إما تسألين عنا فإنا معشر نجب... الأزد نسبتنا والماء غسان".

وتشتهر "عرى" وتتميز حقيقةً بهذا النبع، الذي ترى الاخضرار على جوانبه، وأرضه تمتد إلى مساحات شاسعة، وله أهمية كبرى في العوامل الاجتماعية والنفسية والراحة الذاتية؛ كالاستجمام في فصل الربيع، وخاصة في موسم الحشائش المغذية مثل الهندباء والخبيزة والفطور وغيرها من المواد الغذائية المهمة التي تتواجد في محيطه».

الأستاذ أنور حامد