يتربّع "تل الأحمر" على بقعة جغرافية ترتفع عن سطح البحر حوالي 1450 متراً، ويبتعد عن مركز مدينة "السويداء" ستة كيلومترات، ويتميز باخضراره والمشاريع التي تكتنف محيطه.

يشعر الزائر لمنطقة "تل الأحمر" منذ اللحظات الأولى بالأهمية التاريخية والأثرية التي تشكلها المنطقة، ومع أنّ التلّ المذكور لا يصنّف من بين التلال البركانية، إلا أنّ خصوبة تربته تشي بأنّها ذات منشأ بركاني، وهذا ما جعل المشاريع التنموية الزراعية تحيط بالتل من جهاته الأربع وتجعل منه منطقة بيئية نظيفة دفعت البعثات العلمية والأثرية لدراسته والتوصل إلى نتائج هامة.

الباحث في عمقه يجد فيه مغارة وهي باتجاه الشمال الغربي، مغلقة من الجهة الجنوبية الشرقية بجدار خفيف التقعر ذي شكل مقوس، وهناك ممر تنتظم حوله مجموعة من الفجوات المحفورة في الجدار بعمق حوالي مترين، زودت بمجموعة كوات محفورة على مستوى مرتفع، ويبلغ عددها خمساً في الجهة الشمالية واثنتين في الجهة الجنوبية، إنّ عدم التناسق هذا يُفَسرُ بوجود فتحتين في نهاية طرف الجدار الجنوبي، تمنحان الدخول إلى حجرات ثانوية، هذه الفتحات لربما تكون من أصل الحجرات المحفورة بالصخر، وقد فتحت عندما وسعت، حيث تتسق سلسلة من الحجرات الثانوية ونظراً للمواد الموجودة في الفناء المتهدم، لربما يكون الاستقرار في تل أحمر ذو هدف ديني شعائري، ويتضح من المذبحين الصغيرين من البازلت اللذين عثر عليهما خلال الحفريات ووضع قاعدة التمثال المنقوشة بكتابات، أنها دون شك مخصصة لعبادة الإله "بعل شامين"، والمواد التي تم جمعها على السطح تمتد من منتصف القرن الأول حتى القرن الخامس بعد الميلاد، ما يؤكد أن بداية الموقع تعود إلى ما قبل الفترة الرومانية، كما توجد موازيات لهذا المكان الديني المنحوت في الصخر، حيث تمثل شكلاً جديداً للأماكن المخصصة للعبادة

وحسب ما يذكر الباحث الأثري "وليد أبو رايد" في حديثه لمدوّنة وطن "eSyria"فإنّ : «الباحث في عمقه يجد فيه مغارة وهي باتجاه الشمال الغربي، مغلقة من الجهة الجنوبية الشرقية بجدار خفيف التقعر ذي شكل مقوس، وهناك ممر تنتظم حوله مجموعة من الفجوات المحفورة في الجدار بعمق حوالي مترين، زودت بمجموعة كوات محفورة على مستوى مرتفع، ويبلغ عددها خمساً في الجهة الشمالية واثنتين في الجهة الجنوبية، إنّ عدم التناسق هذا يُفَسرُ بوجود فتحتين في نهاية طرف الجدار الجنوبي، تمنحان الدخول إلى حجرات ثانوية، هذه الفتحات لربما تكون من أصل الحجرات المحفورة بالصخر، وقد فتحت عندما وسعت، حيث تتسق سلسلة من الحجرات الثانوية ونظراً للمواد الموجودة في الفناء المتهدم، لربما يكون الاستقرار في تل أحمر ذو هدف ديني شعائري، ويتضح من المذبحين الصغيرين من البازلت اللذين عثر عليهما خلال الحفريات ووضع قاعدة التمثال المنقوشة بكتابات، أنها دون شك مخصصة لعبادة الإله "بعل شامين"، والمواد التي تم جمعها على السطح تمتد من منتصف القرن الأول حتى القرن الخامس بعد الميلاد، ما يؤكد أن بداية الموقع تعود إلى ما قبل الفترة الرومانية، كما توجد موازيات لهذا المكان الديني المنحوت في الصخر، حيث تمثل شكلاً جديداً للأماكن المخصصة للعبادة».

الباحث الاثري وليد أبو رايد

وبلمحة جيولوجية حول "تل أحمر" أوضح الباحث الجيولوجي "مازن الخطيب" مدير فرع الجيولوجيا في "السويداء" بالقول: «يقع تل أحمر الى الشرق من مدينة السويداء بحدود 6 كم على طريق "السويداء ظهر الجبل" الى الجنوب من مكان يسمى "عين المرج" وقد أخذ اسمه من لون تربته السطحية ذات اللون الأحمر، وهو عبارة عن تلتين بركانيتين متجاورتين، إذ يعود العمر الجيولوجي لتل أحمر الى العصر الرباعي حيث انتشرت الصبات البازلتية العائدة لهذا العمر في هذه المنطقة والتي تدفقت من الشقوق التكتونية ذات الاتجاه شمال - شمال غرب والتي أدى انسدادها إلى حدوث انفجار شديد بفعل الغازات المتحررة من المهل الصاعدة إلى السطح، ما أدى لضغوط عالية وتشكل بركان "تل أحمر" ولقد بقيت هذه الصبات على شكل نوافذ تضاريسية لم تغمرها الصبات البازلتية الأحدث، فهو يتكون من مواد خبثية رمادية أو سوداء اللون أو حمراء "سكوريا"، يتخلل "السكوريا" "دايكات" بازلتية ذات لون رمادي غانق وبسماكة بحدود 20-30 سم ذات بنية مسامية بريشية يجمعها ملاط كربوناتي، ويبدو واضحاً مدى فعل التجوية الكبير الذي لحق بهذا التل وذلك من خلال غياب فوهاته، وهو اليوم يحمل ميزات هامة في تاريخنا المعاصر إذ تراه مخضراً بالمشاريع الزراعية وخاصة الشجار المثمرة من التفاح والعنب، كونه يرتفع عن سطح البحر مسافة كبيرة ويبلغ ارتفاعه وفق العلوم الطبوغرافية للتل بحدود 1445 متراً ويلاحظ وجود تكهفات ضمن جسمه مختلفة الأبعاد».

الجدير بالذكر أنّه تمّ اللقاء في تاريخ 29 آذار 2021 في مدينة "السويداء".

الأستاذ مازن الخطيب
تل المشاريع التنموية