يعاني أهالي "جبل العرب" شحّ المياه، ودخلت القرى والبلدات في أزمة مياه الشرب أثناء فصل الصيف، لكن وفرة السدود خلال فصل الشتاء، والإجراءات المتخذة خفّفت من الأزمة.

حول حاجة المحافظة إلى المياه، مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 نيسان 2017، "سليم حديفة" من أهالي مدينة "السويداء"، الذي بيّن قائلاً: «منذ زمن يعاني حيّ "الاستقلال" شحّ المياه، وربما يعانيه الكثير من الأحياء والمناطق الريفية، حتى باتت هذه المشكلة تمثّل عبئاً مالياً كبيراً علينا، إضافة إلى ندرة توفر الكميات اللازمة، وكانت المبررات من العاملين في المؤسسة أن انقطاع الكهرباء، ونقص المحروقات هما السبب، علماً أننا كنا نلمس أن هناك تحيزاً في توزيع المياه من قبل القائمين على الصنبور الرئيس للحيّ، وشعرنا بالعطش فعلاً، لكننا نستبشر خيراً أن السدود خلال فصل الشتاء قد امتلأ القسم الأكبر منها؛ وهذا يشعرنا بالتفاؤل أكثر لأننا قادرون على تلبية حاجاتنا».

لعل ما مرّ به البلد يحتاج الى إمكانيات كبيرة من الأعمال في استخدام مياه السدود، وزيادة عدد المصافي والمضخات والغاطسات، وتنقية المياه، وقد عملت مياه "السويداء" بطاقة جيدة لتوفير ذلك على الرغم من العجز المائي الواضح المعالم، وانقطاع الكهرباء التي من شأنها ضخ المياه من الآبار؛ لأن هناك آبار معطلة وخرجت من الخدمة، ومنها نتيجة أعمال تخريبية، والمعالجة تتم بالتعاون بين مؤسسات الكهرباء والمياه لتوفير الاحتياجات اللازمة

الشيخ "جودت كمال" من أهالي قرية "سالة" في الريف الشرقي للمحافظة، قال: «لعل ما مرّ به البلد يحتاج الى إمكانيات كبيرة من الأعمال في استخدام مياه السدود، وزيادة عدد المصافي والمضخات والغاطسات، وتنقية المياه، وقد عملت مياه "السويداء" بطاقة جيدة لتوفير ذلك على الرغم من العجز المائي الواضح المعالم، وانقطاع الكهرباء التي من شأنها ضخ المياه من الآبار؛ لأن هناك آبار معطلة وخرجت من الخدمة، ومنها نتيجة أعمال تخريبية، والمعالجة تتم بالتعاون بين مؤسسات الكهرباء والمياه لتوفير الاحتياجات اللازمة».

مدير المياه م. وائل شقير

بدورنا نقلنا تلك الشكاوى والمعاناة إلى المهندس "وائل شقير"، المدير العام لمؤسسة المياه والصرف الصحي في "السويداء"، الذي قال: «لعلّ المنعكسات السلبية على نواحي الحياة، وخاصة على قطاع المياه، كان نتيجته خروج العديد من المشاريع المركزية من الخدمة التي كانت تؤمن مياه الشرب للمدينة والريف، وأهمها مشروع "المزيريب"، وآبار "الرشيدة، وخربا، والثعلة، والأصلحة، والدياثة"، وغيرها. وتقدر الكمية التي خسرتها المحافظة من المياه يومياً بنحو 2500 متر مكعب؛ وهو ما يعادل ربع الحاجة المائية اليومية، إضافة إلى زيادة عدد المستفيدين والطلب على مياه الشرب، والضغط على البنى التحتية، ومنها شبكات المياه، ونقص الطاقة اللازمة لتشغيل الآبار والمحطات، وتراجع مخازين السدود ونفادها، وتتالي سنوات الجفاف، وقدم التجهيزات والمعدات والآليات؛ كل هذه الظروف قد وضعت المؤسسة أمام تحديات كبيرة لمواجهة الأزمة، فوضعت لذلك الخطط والبرامج التي بنيت للحفاظ على جاهزية المشاريع القائمة ورفع كفاءتها، والتركيز على تأمين مصادر جديدة للمياه للمناطق الأكثر حاجةً في المحافظة، والتركيز على تنمية متوازنة لمصادر المياه بين مدينة "السويداء" وريف المحافظة».

وتابع "شقير" عن الإجراءات التي تم اتخاذها لتحسين الواقع المائي في المحافظة، ويقول: «في مدينة "السويداء" تمت إعادة استثمار محطة تصفية "سد الروم" بعد ورود مخزون مائي للسد وبأسلوب مقنن، حيث تم الاستجرار حسب الحاجة الفعلية، وكذلك تجمعات "قنوات، ومفعلة، ومصاد، والرحى"، واستثمار تسع مجموعات توليد جديدة لتشغيل الآبار المتوضعة. وقد قامت المؤسسة بوضع محطة تحويل نقالة على خط تغذية آبار "محطة الثعلة"، وإعادة تشغيل بئرين من آبار المحطة التي كانت قد خرجت من الخدمة في عام 2015، وكذلك تشغيل "بئر السجن" المدني التابعة لقيادة الشرطة؛ وهو ما وفر الكميات التي كانت تستجرها يومياً لمصلحة المدينة.

سليم حديفة

ونقل مصدر تزويد صهاريج القطاع العام من إحدى آبار المدينة إلى بئر الموارد المائية غرب "السويداء"؛ وهو ما وفر كمية كانت تستجرها هذه الصهاريج يومياً، وقد نتج ارتفاع كميات المياه المنتجة يومياً في ذروة الصيف بين الشهر السادس والعاشر، وانخفض بذلك العجز المائي في ذروة فصل الصيف».

أما عن حلّ المشكلة في ريف المحافظة، فأوضح: «لقد تمّ استثمار جميع الينابيع التي تدفقت في الشتاء والربيع، وأهمها "نبع عرى، والتنورية، والخوابي، والهورة"، والتخفيف من الاعتماد على الآبار في المناطق التي تغذيها هذه الينابيع، واستثمار محطة "سد جبل العرب" بعد ورود مخزون مائي للسد وبأسلوب مقنن يومياً لمصلحة مدينة "صلخد" والعديد من القرى والتجمعات السكنية التي تتبع لها، واستثمار محطة سد "المشنف" بعد ورود مخزون مائي للسد وبأسلوب مقنن يومياً لمصلحة قرى ناحية "المشنف"، وربط آبار الموارد المائية في كل من "صما البردان، وشنيرة" مع شبكات مياه الشرب فيها، إضافة إلى ربط بئر الموارد "ملح" مع منظومة آبار "خازمة"، واستثمار بئر مديرية الزراعة في منطقة "الدياثة" بعد إعادة التجهيز الجزئي للبئر، وإدخال آبار جديدة في الخدمة موزعة على أنحاء المحافظة، وقد نتج في ريف المحافظة ارتفاع إجمالي كميات المياه المنتجة يومياً في ذروة فصل الصيف؛ وبذلك انخفض العجز المالي في ذروة فصل الصيف، وخاصة هذا العام لوفرة المخازن في السدود».