ربما كانت المعاناة الوحيدة لدى طلاب كليات المحافظة المتوزعة في عدة مناطق، تتجسد في صعوبة المواصلات، وبوجه خاص طلاب القرى، وعدم توفر سكن خاص لطلاب المحافظات الوافدين إلى المحافظة أو المسجلين في جامعاتها.

هذا ما دفع بالمستثمر "رضوان نصر" إلى التفكير بإنشاء سكن طلابي، وهو صاحب الخبرة في هذا المجال خلال مدة اغترابه في "الإمارات"، حيث قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 تشرين الثاني 2017: «عملت سابقاً مستثمراً في دولة "الإمارات"، وقد حصلت شركتي على شهادة الآيزو في تنفيذ السكن الطلابي في عدد من جامعات الخليج، ورغبت بنقل الفكرة إلى بلدي، خاصة عندما علمت بعدم توفر سكن للطلاب. تم الانتهاء من المشروع أواخر عام 2012 بتكلفة 2 مليار ليرة سورية، وهو موضوع في الخدمة منذ ثلاثة أعوام.

السكن الطلابي في "نجران" كان الحل لمشكلة السكن في جامعتي، فنحن لدينا سكن مجهز بكافة الخدمات أسوة بجامعة "دمشق"، وبأجر رمزي مقارنة بأسعار أجور العقارات التي أصبحت باهظة ومرهقة في المدة الأخيرة، وقد لا يستطيع طالب جامعي تحملها

يتكون السكن من 102 غرفة، وكل غرفة تتسع لثلاثة طلاب فقط، حيث تبلغ مساحتها الفعلية 18 متراً مربعاً مجهزة بسرير وخزانة لكل طالب، وشاشة تلفاز، وشرفة مستقلة ومطبخ وحمام، وفي كل طابق مطبخ مشترك لكافة الطلاب وغرفة استراحة، هذا إضافة إلى ملحقات السكن من المسبح و"مول" تجاري وملعبي كرة قدم وكرة سلة».

"رضوان نصر" صاحب مشروع السكن الطلابي

وأضاف: «يقع السكن في قرية "نجران"، الواقعة بين كليات "عريقة" و"المزرعة" و"السويداء"، والمواصلات مؤمنة من وإلى السكن، ونحن نهتم بأدق التفاصيل الخاصة بالطلاب، حتى في حالات المرض فالإسعاف على حسابي الشخصي، المهم راحة الطلاب والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.

رسم السكن رمزي مقارنة بالخدمات، ويراوح عدد الطلاب ما بين 70-200 من داخل وخارج المحافظة، وهناك سكن مجاني لأبناء الشهداء والمحتاجين».

طالبات في السكن مع السيد المحافظ "عامر العشي" أثناء زيارته

"ياسمين نوفل" من قرية "عرمان" طالبة في السنة الثانية كلية العلوم في "المزرعة"، قالت: «المواصلات ليست مؤمنة يومياً إلى قريتي، كما أنها مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً إذا أضفناه إلى وقت الدوام الطويل نوعاً ما في الجامعة، وجود السكن في قرية "نجران"، التي تبعد مسافة قريبة نوعاً ما عن الجامعة، فنحن نستغرق عشر دقائق في الباص كي نصل، ساهم بحل كبير لمشكلة المواصلات، إضافة إلى وجود الأصدقاء والزملاء، حيث نستطيع الدراسة معاً ونقضي أوقاتاً جميلة».

"ريم البردويل" من قرية "الهيت" طالبة في السنة الرابعة كلية العلوم، أضافت: «أنا مقيمة مذ كنت في العام الدراسي الأول، وهو العام الذي افتتح فيه السكن، المواصلات إلى قريتي غير متوفرة بعد الساعة الثانية ظهراً؛ وهذا سبب مشكلة كبيرة لي، السكن كان الحل لمعاناتنا كطلاب، فهو قريب من الكلية وفي منطقة آمنة، ومجهز بكل ما يحتاج إليه الطالب من شبكة إنترنت وتدفئة ومكتبة ومسبح.

صورة من إحدى الفعاليات

سعداء بجو الألفة بيننا كإدارة سكن وطلاب، وأصبح لدينا أصدقاء من كليات "عريقة" و"السويداء"».

"مصطفى المقداد" من محافظة "درعا"، والطالب في كلية الأدب الفرنسي في "المزرعة"، قال: «السكن الطلابي في "نجران" كان الحل لمشكلة السكن في جامعتي، فنحن لدينا سكن مجهز بكافة الخدمات أسوة بجامعة "دمشق"، وبأجر رمزي مقارنة بأسعار أجور العقارات التي أصبحت باهظة ومرهقة في المدة الأخيرة، وقد لا يستطيع طالب جامعي تحملها».

"عائدة نصر" مشرفة في السكن، قالت: «دائماً بوجود النظام كل شيء يسير على أكمل وجه، فهناك قوانين للحفاظ على سلامة الطلاب، وبوجه خاص الإناث، وهناك مراقبة واهتمام دائم، وإشراف كامل على كل شيء حتى مواعيد الاستيقاظ وغيرها، الطلاب أمانة في أعناقنا، ودائماً نحرص على سلامتهم وقضائهم أوقاتاً مريحة للدراسة، هناك جانب للترفيه، كأن نقوم بتنظيم الحفلات والفعاليات».

بقي أن نذكر، أنه يقام في السكن معسكر سنوي للطلاب، ويستضيف العديد من الفعاليات في المحافظة بوجه دائم.