كانت مبادرة إصلاح (غطاسات) مياه الشرب، التي قامت بها المدرسة الصناعية في "السويداء"، عاملاً في حلّ أزمة المياه بعد أن كانت معطلة، وتم تشغيلها بخبرة محلية وتكلفة قليلة.

حول تلك المبادرة، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 آب 2018، التقت الدكتور "عدنان مقلد" صاحب الفكرة والمبادرة، الذي بيّن قائلاً: «عانت محافظة "السويداء" شحّ المياه ومصادرها، وأدى تعطل (غطاسات) المياه إلى أزمة وضعف في سدّ الفجوة الطبيعية واحتياجات الناس من مياه الشرب والاستخدام المنزلي، لهذا كان لا بد من التفكير بإيجاد حلّ لهذه الأزمة؛ الأمر الذي دفعني إلى التشاور مع بعض مدرسي مدرسة الصناعة والمعهد الصناعي الذين أبدوا استعدادهم للقيام بمبادرة طيبة تحمل الثقة العلمية والعملية لإصلاح (الغطاسات) ولفّ محركاتها محلياً في حال تم توفير مستلزماتها الأولية، كان ذلك بخبرة محلية لمجموعة من الأساتذة العاملين في هذا المجال، وبالفعل تم التواصل مع المدير العام لمؤسسة المياه، ومدير التربية، لإبرام اتفاقية تعاون بينهما؛ حيث تمت التجربة الأولية على (غطاسات) منسقة لا عمل لها، وحين وفرت مستلزماتها كانت مبادرة الخبراء الفنيين من المدرسة الصناعية حاضرة وواثقة بإصلاحها وتشغيلها بتكلفة قليلة جداً، وبالفعل تم تشغيلها واستثمارها بأقل التكاليف المالية. وعملت تلك المبادرة على توفير ملايين الليرات التي ستكلف لو تم إصلاحها في المحافظات الثانية من نقل وسفر ومستلزمات، والأهم أن الفكرة خرجت من تنظير افتراضي إلى واقع ملموس».

لقد حققت مؤسسة المياه تقدماً ملحوظاً في التطور لسد الفجوة والعوز المائي، حيث جاءت هذه المبادرة بين مؤسسة المياه والثانوية الصناعية تتويجاً للعمل والرغبة الجامحة في توفير المياه للمحافظة، ونتيجة للتضافر الجهود بين مهندسي الصيانة في مديرية الصيانة بمؤسسة المياه وبين الثانوية الصناعية كان التكامل العلمي والعملي للوصول إلى نتائج مهمة جداً، وحققنا المطلوب بأقل التكاليف الممكنة باستثمار الخبرات المحلية الوطنية

وعن مراحل العمل أوضح "وحيد أبو سعيد" مدير الثانوية الصناعية، قائلاً: «حين قدمت لنا فكرة المبادرة، كان اندفاع الكادر الفني كبيراً، حيث تم العمل على إظهار الجوانب الفنية العلمية التي تتمتع بها الخبرات المحلية، وكذلك إثبات أننا قادرون بخبراتنا المحلية على سدّ الاحتياجات وتخفيف التكاليف، وإثبات أن العلم المدروس قادر على نقله بأسلوب عملي إلى الواقع، فقدمت لنا مؤسسة المياه مبدئياً (غاطساً) مستهلكاً ومنسقاً، وما إن دخل الورشة حتى تجمعت الخبرات حوله وبدأ العمل بتحدٍّ كبير، وبالفعل تم تأمين المستلزمات اللازمة بمبادرة من الدكتور "عدنان مقلد"، حيث دفع المبلغ المترتب لتسهيل العمل وتوفير المستلزمات، وبعد الاتفاق بين مؤسسة المياه ومديرية التربية لتأمين المستلزمات، جرى تجربة الضخ للغاطس المنسق بعد إصلاحه على بئر في قرية "الرحا" بحضور كل من ساهم في العمل من الجانبين، وكانت تجربة ناجحة.

وحيد أبو سعيد

ثم تمّ إبرام عقد بإصلاح 12 (غطاساً) بفضل الزملاء، ومنهم معاون مدير التربية للتعليم المهني سابقاً "عادل الصحناوي"، الذي كانت له المساهمة الكبيرة في توفير مناخ النجاح، وبعدها تم التعاقد على إصلاح ثلاثة (غطاسات) شهرياً، وعليه نكون قد ساهمنا بخبراتنا المحلية في توفير أجور نقل فقط إلى مدينة "حلب" على كل (غطاس) أكثر من 700 ألف ليرة سورية، عدا أجور الإصلاح والمستلزمات ونوعها. والعمل جرى بعد أن حضرت لجنة خبراء من مدينة "حلب"، وأثنت على ما تم، واعتبرت أن القطاع العام الوحيد الذي يعمل على الإصلاح بهذه الطريقة هي الثانوية الصناعية في "السويداء"، والأهم التفاعل الكبير بين كافة العناصر والكوادر التدريسية والعمالية لنجاح المبادرة التي تعدّ الأولى من نوعها».

وعن طبيعة العمل أوضح المدرّس "ربيع حرب" أحد منفذي إصلاح (الغطاسات) في الثانوية الصناعية، قائلاً: «حين طلب منا العمل كمدرسين في الثانوية، شعرنا بأن هناك تحدياً بيننا وبين الواقع وما يمر به البلد، ولا بد من إثبات أن السوري هو الأقدر على تجاوز الصعاب، إذ كنا نعاني شحّ المياه في مناطق متعددة من المحافظة، وبفضل العزيمة والإرادة التي يتمتع بها الزملاء قمنا بإصلاح (غاطس) منسق كتجربة، وحين تم تشغيله كان عرساً لدى الجميع، متيقنين أن العلم الذي ندرسه لم يذهب سدى، وأننا قادرون على تجسيده عملياً، والشعور بمساهمتنا بتجاوز المحن والصعاب وحل المشكلات التي تعترض توفير المياه للناس، هذا الشعور ولّد لدينا طاقة متجددة في إصلاح كافة الغطاسات المعطلة، وبالفعل نقوم بإصلاح ذلك على الرغم من وجود صعوبات في توفير مستلزمات العمل، وهذا ما نسعى إلى توفيره من بئر تجربة إلى مستودع للأدوات إلى مكان للإصلاح، ولكل تلك الاحتياجات نحتاج فقط إلى إرادة التوفير فقط».

ربيع حرب

وحول المتابعة والإشراف أشار المهندس "أديب سعيد" مدير الصيانة في مؤسسة المياه بالقول: «لقد حققت مؤسسة المياه تقدماً ملحوظاً في التطور لسد الفجوة والعوز المائي، حيث جاءت هذه المبادرة بين مؤسسة المياه والثانوية الصناعية تتويجاً للعمل والرغبة الجامحة في توفير المياه للمحافظة، ونتيجة للتضافر الجهود بين مهندسي الصيانة في مديرية الصيانة بمؤسسة المياه وبين الثانوية الصناعية كان التكامل العلمي والعملي للوصول إلى نتائج مهمة جداً، وحققنا المطلوب بأقل التكاليف الممكنة باستثمار الخبرات المحلية الوطنية».

المهندس أديب سعيد