مدرسة المتفوقين في "السويداء" مدرسة حديثة العهد مقارنة بغيرها من مدارس المحافظة، وهي تحتضن الطلاب من كل المدارس في الريف والمدينة بعد مرحلة التعليم الأساسي ممن حققوا معدلات عالية واجتازوا السبر الذي تجريه المدرسة لقبول الطالب في بداية العام.

موقع eSuweda قام بزيارة المدرسة وحاورالطلاب والكادر الإداري والتدريسي ليتعرف إلى هذه المدرسة، التي تعتبر إحدى المدارس النموذجية ليس لأنها تضم في صفوفها صفوة الطلاب فقط، بل لأن لها أسلوب جديد عملت على تكريسه وزارة التربية ضمن سلسلة من الخطط لتقديم الحافز وخلق أجواء تربوية مناسبة للطالب المتفوق.

فكرة تواجد المتفوقين في مدرسة واحدة فكرة تستحق العناء فهي ميزة للطالب الذي قُبل بناء على اختبارات مكثفة إلى جانب شرط العلامات العالية، وبالتالي فالأجواء التنافس بين الطلاب أثر كبير في تحريضنا على الاستمرار ومضاعفة الجهود كل هذا جعل المدرسة حلم كبير تبنى عليه أحلام المستقبل

شعور التميز سمة لطلاب المدرسة عبرت عنه الطالبة "وعد الحلبي" من "السويداء" الصف الحادي عشر العلمي وقالت: «فكرة تواجد المتفوقين في مدرسة واحدة فكرة تستحق العناء فهي ميزة للطالب الذي قُبل بناء على اختبارات مكثفة إلى جانب شرط العلامات العالية، وبالتالي فالأجواء التنافس بين الطلاب أثر كبير في تحريضنا على الاستمرار ومضاعفة الجهود كل هذا جعل المدرسة حلم كبير تبنى عليه أحلام المستقبل».

المدير عفيف رضوان يتوسط بعض أعضاء الكادر الاداري والتدريسي

تحفيز الطالب على الدراسة مشروع خلاق من وجهة نظر الطالب "كمي العيسمي" طالب حادي عشر علمي الذي قال لموقعنا: « تختلف مدرستنا عن غيرها من المدارس بما يتوافر فيها من إمكانيات تقدم فرصة للبحث والدراسة، مخابر متكاملة وسائل وتقنيات والأهم من ذلك الكادر التدريسي المتمكن، هنا يظهر المشروع الذي تسعى المدرسة لتحقيقه والذي يصب في غاية تحفيز الطالب لتقديم أفضل ما لديه، وبشكل عام فإننا ومن خلال المدرسة على إطلاع بمختلف المسابقات الطلابية العربية والمحلية، ولدينا فرصة للمشاركة وقد حقق بعض الزملاء نتائج متميزة وحصلوا على جوائز وهذا ما يشكل حافز إضافي على العمل والدراسة».

المدرسة "لمياء ابو سعدى" مدرسة علوم وخاضعة لعدد من دورات المعلوماتية ضمن برنامج دمج التكنولوجيا بالتعليم من خلال المعلوماتية حدثتنا بقولها: «هذا البرنامج تنظمه وزارة التربية واستفدنا من دورات تدريبية متطورة في هذا المجال وحاليا نقوم بالتدريب من خلال المدرسة، بهدف خلق نوع من التطور ومتابعة المناهج وتقديم المعلومات من خلال الكمبيوتر مما يكفل تطوير طرائق التدريس، هنا استثمار لطاقة الحاسوب بهدف الوصول لمرحلة تدريس كل المواد من خلاله، هذه الفكرة إحدى الأفكار الحديثة التي تركز عليها وزارة التربية لتطوير العملية التعليمية وأتوقع أننا كمدرسون لدينا نسبة من الحظ في الانضمام لهذا البرنامج ولمدرسة المتفوقين التي تعتبر مثالية لتطبيق هذا النمط من البرامج، نظراً لتوافر التجهيزات وما سيتبع ذلك من دورات شملت قسم المدرسين لتعمم في سنوات قادمة، من خلالنا كمدربين نعمل لصالح هذا البرنامج».

الطالبة وعد الحلبي والطالب كمي العيسمي

يستحق الطالب المتفوق هذه المكافأة هذا ما عبر عنه الأستاذ "عفيف رضوان" مدير المدرسة في بداية حديثه لموقعنا الذي أضاف: «سنوات متكررة كان فيها التفوق حديث الأهالي والمعلمين والمجتمع بشكل عام، هنا في هذه المحافظة التي ترتفع بها نسبة التعليم والتي ودعت الأمية وامتلكت نخباً من الذين تجاوزت طاقاته حدود المراحل الدراسية التي كانوا يمرون بها، لذا كانت المدرسة مكافأة للمتفوق وللأهل بشكل عام، لأننا عندما نقدم للطالب فرصة الاندماج في أجواء المدرسة التي تتقارب فيها المستويات والقدرات الدراسية، نكون قد خلقنا بيئة فكرية وتعليمية مناسبة للاستمرار في التفوق، لأن التفوق ممكن لكن المحافظة عليه والتطور صراع حقيقي في كل مرحلة، والمعايشة اليومية للرفاق المتفوقين سيكون محرضاً ودافعاً لتقديم الأفضل.

ومع إحداث هذه المدرسة في بداية العام الدراسي 1998 – 1999 أخذت الأنظار تتجه إليها لاعتبارها متميزة من خلال طرق التدريس والكادر التدريسي، ولا ننسى هنا أننا نعتمد على دروس الإثراء التي تقدم فرصة إضافية للطالب للاستفسار والسؤال، وهي ساعات دراسية قيمة نشعر باهتمام الطلاب بها التابع للاستثمار الجيد لهذه الساعات من قبل الكادر التدريسي المتمكن».

حصة إثراء لشعبة الصف السابع

العدد النموذجي في الشعب الصفية ساهم في تقديم العون للمدرس والمنتسبين أضاف الأستاذ "عفيف": «لايتجاوز عدد الطلاب 286 طالب وهم مقسمون على عشر وهي شعبة الصف السابع تعليم أساسي وشعبة ثامن وأخرى تاسع وثلاث شعب عاشر وشعبتين حادي عشر وشعبتين بكالوريا، لذا فالأعداد القليلة والقبول المنظم المبني على أسس مدروسة حافظ على التوازن في العدد، وبالتالي قدم ميزة للطالب الذي لا يضطر للتواجد في شعب مكتظة وللمعلم الذي يسخر كامل طاقته لتدريس هذا العدد بشكل مناسب، ومما يجعل المدرسة مرغوبة وحلم لعدد من الأبناء خاصة أن نسبة التفوق في شهادة التعليم الأساسي والثانوي مرتفعة ونكفي أن نذكر ان الطالب الذي حصل على المرتبة الأولى في الثانوية العامة الفرع العلمي العام الماضي وضاح زهر الدين من أبناء المدرسة لدينا رصيد من العلامات المتميزة التي نهل من معين هذه المدرسة وكانت على درجة عالية من التميز ليس الدراسي بل العلمي والثقافي والخلقي الذي يشكل مصدر فخر للمدرسة وإدارتها، فالتفوق ليس كل الحكاية ولابد من بناء متكامل تتوازى من خلاله خطوات الطالب للتفوق والانطلاق للمستقبل على أرضية سلوكية أخلاقية متوازنة».

موقع المدرسة الذي في موقع متوسط بين دوار الملعب البلدي و دوار "الشعلة" مقابل صالة "السابع من نيسان" في أكثر المناطق حيوية في المدينة وبالقرب من كلية التربية يشكل ميزة إضافية للطلاب الذين يساهم قرب المكان في تخفيف الأعباء عنهم.