عندما تزور منزل السيد "جمال مهنا" في قرية "أم الزيتون" ستفاجأ بمعرض للمقتنيات التراثية من تراث محافظة "السويداء"، مقتنيات يتجاوز عمرها مئات السنوات وعددها بالمئات.

موقع eSuweda زار معرض السيد "جمال" وتعرف أكثر على معرضه من خلال اللقاء التالي:

لعل أهم أهداف جمعية العاديات، هو الاهتمام بالتراث وحفظه من الضياع، وما يقوم به السيد "جمال" يصب في أولويات اهتماماتنا كجمعية، زرت مع أعضاء الجمعية منزله واطلعنا على ما يملكه من مقتنيات، والجميع شجعه على الاستمرار والمتابعة لأن ما يقوم به عمل هام ومميز، فهو يهتم بنوعية ما يقتني إضافة إلى سعيه لأن يكون معرضه شاملاً لكافة الأدوات التراثية دون استثناء

  • من أين جاءت فكرة إقامة معرض تراثي؟
  • السيد "جمال مهنا" في معرضه التراثي

    ** الفكرة بدأت منذ أكثر من خمس سنوات عملياً، بعد سفري إلى دول الخليج وزيارتي للأماكن التراثية فيها، وقد لاحظت أن تراثنا أغنى بكثير وأننا نملك إرثاً ينبغي الحفاظ عليه، ومنذ ذلك الوقت بدأت بجمع القطع التراثية، أحببت أن أقتني من كل بيت قديم قطعة، وعرضت شراءها على أصحابها، في البداية كان الأمر صعباً، إذ لا يملك الجميع قطعاً قديمة مما كنا نقتنيه في منازلنا قديماً، ومن الناس من تخلص من مثل هذه الأدوات لقدمها واستبدلها بكل جديد، ولكن يبقى في الأمر استثناءات كثيرة، إذ بدأت أتلقى العديد من الهدايا ومن عدد كبير من الناس الذين عرفوا بما أقوم به، واشتريت العديد من القطع أيضاً، حتى أصبح لدي في الوقت الحالي ألف قطعة تراثية.

  • ما اقتنيته من أدوات تراثية خصصت له مكاناً في منزلك، فهل ترغب بتحويل منزلك إلى متحف؟
  • آلة الفونوغراف وهي واحدة من القطع المميزة في معرض السيد "جمال"

    ** قد لا يكون الأمر بهذه الصيغة، فأنا ولعدم توافر مكان خاص لعرض قطعي التراثية فقد خصصت لها مكاناً في بيتي، وإن كنت وللمستقبل أفكر ببناء مكان خاص بها، شرط أن يكون مبنياً من الحجر الأسود ويشبه المنازل القديمة، وهذا يتطلب امكانية مادية غير متوافرة في الوقت الحالي، هذا الأمر مرهون بالمستقبل.

  • في معرضك العديد من المقتنيات التي تتميز بقدمها وتنوعها، لنتحدث عنها؟
  • جانب من المعرض يظهر فيه النحاسيات

    ** بدأت بعدد من المقتنيات من منزل والدي وكانت عبارة عن الختم القديم وسكين الحلاقة القديم، ومسن حجري وعدد من أدوات المطبخ كانت تستخدمها المرحومة والدتي، إضافة إلى عدد من الأوراق والوثائق القديمة التي كان يحتفظ بها والدي، والتي تتعلق بقريتي "أم الزيتون" وهي هويات قديمة وجوازات سفر قديمة وعملات قديمة، وحجج بيع وشراء الأراضي وشهادات الحرفيين، إضافة لعدد من الصور للمواقع الأثرية.

    كان ذلك مما قدمه لي والدي، ثم بدأت بجمع المزيد والمزيد من أدوات المطبخ وأدوات الحراثة والحصاد والدراس، وأدوات الزينة التي كانت خاصة بالنساء من المكحلة والمرايا والأمشاط وغيرها الكثير، إضافة إلى الأسلحة القديمة والخناجر والأطباق والصناديق والمفكرات، ولدي قطعة مميزة جداً وهي الفونوغراف.

    السيدة "دينا كرباج" زوجة السيد "جمال" والتي تعمل مدرسة لمادة الجغرافية، هي من أهم المشجعين للسيد "جمال" على ما يقوم به، قالت: «الاهتمام بالتراث هو جزء من ماضينا، الذي أصبح قاعدة بنينا عليها حاضرنا ونبني مستقبلنا، ما يقوم به زوجي أمر غاية في الأهمية، إذ أصبحنا نفتقد العديد من القطع الموجودة لديه في بيوتنا ومنازلنا، حتى في المتاحف الشعبية، وهذا كان دافعه لما قام به، هو حفظ تلك الذاكرة وهذا التراث من الضياع، دائماً أشجعه على ما يقوم به، ولا أتوانى عن تقديم المساعدة له في أي شيء يطلبه، دائماً لدي هاجس الاهتمام بنظافة وترتيب القطع، خاصة أنها موجودة في بيتي ويهمني أن تبقى مرتبة وتعطي انطباعاً جميلاً لمن يشاهدها».

    الكاتب والباحث "محمد طربيه" رئيس فرع جمعية العاديات في "السويداء" قال: «لعل أهم أهداف جمعية العاديات، هو الاهتمام بالتراث وحفظه من الضياع، وما يقوم به السيد "جمال" يصب في أولويات اهتماماتنا كجمعية، زرت مع أعضاء الجمعية منزله واطلعنا على ما يملكه من مقتنيات، والجميع شجعه على الاستمرار والمتابعة لأن ما يقوم به عمل هام ومميز، فهو يهتم بنوعية ما يقتني إضافة إلى سعيه لأن يكون معرضه شاملاً لكافة الأدوات التراثية دون استثناء».