بين السنديان والبلوط وأشجار التوت المجاورة لقرية "مياماس" يتوضع بئر "الاسكافي" في منطقة عرفت باسم "دير ماسك" حيث الجمال والخضرة التي تجذب الزائر لاستطلاع هذه البئر التي ردمت وبقي منها بعض الأثر.

المنطقة الموصوفة بالجمال شغلت بال المهتمين وكان لها نصيب بالزيارات من قبل جمعية "العاديات" و"أصدقاء البيئة" بناء على دعوة من أهاليها للتعريف بالبئر والمنطقة البعيدة عن الإعلام لغاية هذه الفترة، موقع eSuweda شارك المهتمين الزيارة واستطلع منهم بعض أخبار البئر الذي حمل اسم "الاسكافي" حسب حديث الأستاذ "خالد هنيدي" متطوع في مجال البيئة وقال: «تبعد قرية "مياماس" عن السويداء حوالي 20 كيلومتراً وهي قرية معروفة لكن قلة من الناس يعرفون منطقة "دير ماسك" التي تحتضن بئر "الاسكافي" حسب التسمية التي يطلقها أهالي القرية، وهي بئر قديمة تظهر حجارتها السوداء المنحوتة للعيان ولم يعد للمياه فيها سبيل لكونها ردمت منذ زمن طويل، لكن اللافت للزائر لهذه المنطقة ذلك الامتداد الواضح للأشجار الحراجية المختلفة إلى جانب شجرة توت قديمة، وهي من أغنى المناطق وأجملها، وتمتلك مقومات بيئية سياحية أرشدنا إليها أعضاء جمعية "العاديات" الذين جمعوا معلومات قيمة عن المكان لتكون لنا رحلة معرفية لهذا المكان المميز».

تبعد قرية "مياماس" عن السويداء حوالي 20 كيلومتراً وهي قرية معروفة لكن قلة من الناس يعرفون منطقة "دير ماسك" التي تحتضن بئر "الاسكافي" حسب التسمية التي يطلقها أهالي القرية، وهي بئر قديمة تظهر حجارتها السوداء المنحوتة للعيان ولم يعد للمياه فيها سبيل لكونها ردمت منذ زمن طويل، لكن اللافت للزائر لهذه المنطقة ذلك الامتداد الواضح للأشجار الحراجية المختلفة إلى جانب شجرة توت قديمة، وهي من أغنى المناطق وأجملها، وتمتلك مقومات بيئية سياحية أرشدنا إليها أعضاء جمعية "العاديات" الذين جمعوا معلومات قيمة عن المكان لتكون لنا رحلة معرفية لهذا المكان المميز

سمع بالبئر من شيوخ القرية فجهد الكاتب والباحث "كمال الشوفاني" عضو جمعية "العاديات" لإعداد بحث متكامل عن موقع البئر وسمات المكان حسب حديث له لموقعنا قال فيه: «تعرفنا على منطقة "دير ماسك" التي يقع فيها البئر بالمصادفة ضمن زيارة الجمعية للشيخ "أبو منصور فضل الله نمور" من أهالي قرية "مياماس" حيث أرشدنا للوصول للبئر الذي يقع في هذه المنطقة المرتفعة غرب القرية التي يتعارف عليها باسم "دير ماسك"، حيث لا آثار تذكر للدير، وقد حاولنا تكرار الزيارة للشيخ الذي حدثنا عن البئر الموجود ضمن منطقة أثرية لكنها غير مدروسة من قبل الآثار ولم يتم تحديد تاريخ حقيقي له، فالبئر مهدم وفيه بقايا للجزء العلوي وحسب رأي المهتمين بالآثار فسماكة الجدران قد تدل على أنه عائد إلى الفترة ما قبل الرومان.

الأستاذ كمال الشوفاني والشيخ أبو منصور فضل الله نمور في مضافته

وفي زيارة للخربة حيث البئر رأينا مكان البئر وما بقي من آثاره في خربة "دير ماسك" القديمة ولم يكن الوصول إليه يسيراً بسبب كثافة أشجار السنديان وشجيرات السماق التي حجزت منافذه، فالزائر للمكان يعرف أن البئر ليس مجرد بئر تقليدي أي حفرة في الأرض بل يتألف من غرفتين مبنيتين بأحجار منحوتة ومزخرفة يتجمع الماء بالغرفة الشرقية منها ليخرج عبر الأبواب إلى الغرفة الغربية التي يمكن الوصول إليها بسهولة، اليوم لا يوحي المكان أبدأ بوجود بئر هنا فقد تهدمت الغرفة الغربية بالكامل وملأت حجارتها الفراغ الذي كان موجودا حتى سواكف أبواب الغرفة الشرقية التي كانت تحوي ماء البئر.

وعندما زرنا البئر مؤخرا وجدنا أن العابثين أزالوا بعض الحجارة لتظهر سواكف الغرفة الشرقية بشكل واضح إنهم يبحثون عن الكنوز بالطبع، ومعهم حق في ذلك فلو أزالوا الحجارة وأعادوا البناء كما كان لوجدوا كنزاً بالفعل عندما يعود البئر إلى سابق عهده ينضح ماء زلالا قلما نجده هذه الأيام».

جانب من خربة دير ماسك

الشيخ "أبو منصور فضل الله نمور" من أهالي قرية "مياماس" ومرشدنا للبئر الذي رثاه في إحدى قصائده من فرط حزنه على ردم البئر الذي احتضن ذكريات أهالي القرية قال: «إنه كان هناك جرن كبير من الحجر أمام البئر كان الناس يملؤونه ماءً فيسقي قطيعا كاملا من الأغنام، وكانت مياه البئر صافية باردة ولذيذة الطعم، ورغم الطلب عليها واستخدامها من اهالي القرية والقرى المجاورة لم يكن الماء ينقص من البئر مهما سحب منها، وهذا دليل أنها كانت مياه نبع غزير، وكان أهل القرية والمناطق المجاورة يلجؤون للبئر ليرتاحوا من عناء العمل في الحقول خصوصا أيام الحصاد الحارة ، فكان البئر منهلاً رئيسيا لهم ولقطعانهم التي ترعى الأراضي المجاورة، وأنا كرجل تجاوزت من العمر الثمانين بقيت مواضباً على زيارة المكان خاصة في موسم الربيع وهذا ما جعلني أنظم وباللهجة المحكية قصيدة رثيت بها هذا البئر الذي آمل أن يعاد حفره عل المياه النقية تعود إلينا كما كانت لعهود وعهود مضت».

ومن القصيدة التي نضمها الشيخ "أبو منصور فضل الله نمور":

البئر من الأعلى

يا بير يلّي كوّموا فيك الحجار

ياما شربنا الماء منك براحاتِ

شُلَّت يداهم دمروا فيك آثار

من نابشين قبور تلك الرُّفاةِ

يا بير معنا للأبد حي تذكار

يا حيف تْجنّوا عليك شلة غُباتِ

أوابد تذكر أهلها وتحكيلنا أخبار

من جيلٍ إلى جيل متعاقباتِ.