ما أن تطل الأيام العشرة الأولى التي تسبق عيد الأضحى المبارك على مدينة "السويداء"، حتى تعود ظاهرة السوق الشعبي إلى الظهور في المنطقة التي تمتد من آخر شارع "الشعراني" وحتى مجمع "المزرعة الاستهلاكي".

فقد بات هذا السوق تقليداً سنوياً ينتظره الناس ليشتروا منه مستلزمات العيد، مما جعله يتطور حتى بات لا يغفل شيئاً من الحاجيات، فترى فيه كما يقال بالمثل العامي "من البابوج حتى الطربوش".

منذ عشر سنوات أتردد إلى هذا السوق في الأيام التي تسبق عيد الأضحى، وذلك لشراء الألبسة والحلويات والسكاكر والشوكولا والمعمول وبعض الهدايا لأحفادي الصغار، وأي شيء أحتاج إليه، وأنا أقصد هذا السوق لأن أسعاره أرخص، وبنفس الوقت عرض البضاعة فيه تعطي مساحة للنظر والاختيار

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20/10/2010 جالت في السوق لتتابع حركته في أيام العيد، والتقت الشيخ "محمد الشومري" من أهالي المحافظة، الذي تحدث عن سبب اختيار هذا السوق على مدار السنوات العشر الماضية ليكون مقصده لشراء حاجياته، بالقول: «منذ عشر سنوات أتردد إلى هذا السوق في الأيام التي تسبق عيد الأضحى، وذلك لشراء الألبسة والحلويات والسكاكر والشوكولا والمعمول وبعض الهدايا لأحفادي الصغار، وأي شيء أحتاج إليه، وأنا أقصد هذا السوق لأن أسعاره أرخص، وبنفس الوقت عرض البضاعة فيه تعطي مساحة للنظر والاختيار».

التاجر "ماهر غرز الدين".

الأستاذ "وائل جربوع" رئيس مجلس مدينة "السويداء" تحدث عن تاريخ هذا السوق وسبب وجوده بالقول: «هذا السوق هو ظاهرة خاصة بالعيد فقط، وهو موجود منذ أكثر من عشرين سنة، ويتم اليوم التغاضي عنه لأن للعيد صفة التسامح والمحبة، فنحن لا نسمح بإقامته بشكل دائم، ولكن لا ننسى أنه يشكل فرصة لصغار الكسبة من بائعي البسطات أن يعتاشوا، ويكسبوا بعض المال من أجل تأمين مستلزمات عيدهم هم أيضاً.

كما أن السوق فرصة لبعض الناس لكي يحصلوا على أسعار أفضل نتيجة التنافس بين البائعين، وكثرة عرض السلع، ونحن في مجلس المدينة نتعامل مع هذه الظاهرة لكي تبقى ضمن جماليتها وفوائدها، حيث نقوم بتوجيه الدوريات اليومية من ساعات الصباح الأولى وحتى ساعة إغلاق السوق لكي نراقب الحركة الشرائية، ونطوق أي مشاكل من الممكن أن تحدث نتيجة الازدحام، وهناك توجيهات من السيد المحافظ في العام القادم لتجهيز مكان لهذا السوق لا يؤدي إلى ازدحام الشوارع أو إيذاء المحلات الموجودة، وبذلك نكون قد حافظنا على ظاهرة السوق الشعبي وبنفس الوقت أزلنا الأسباب التي تمنع وجوده».

أثناء حركة العيد.

وعن المراقبة الصحية للسوق يتحدث الدكتور "عماد السلامة" رئيس الشؤون الصحية بمجلس المدينة بالقول: «نحن في الشؤون الصحية نشكل دوريات يومية من أطباء ومراقبين، حيث تتم متابعة البضائع المعروضة في السوق، من حيث تاريخ المنشأ وبطاقة البيان، وهناك أيضاً دوريات من مديرية الصحة ومديرية التموين بالإضافة إلى الدوريات المشتركة من الجهات الثلاث معاً، ونحن نركز في المراقبة على المواد غير الناشفة من الحلويات في حال وجدت، وفي حال اكتشاف أي مخالفة تتم إزالة البسطة فوراً، كما أن هناك متابعة للشكوى المقدمة من قبل الإخوة المواطنين على السوق بالإضافة إلى التنسيق مع مشفى "السويداء" في حال تواجد أي حالة تسمم».

أما عن سبب إقبال الناس على السوق يتحدث التاجر "ماهر غرز الدين" بالقول: «إقبال الناس سببه هو السعي وراء السعر الأرخص، ولكون هذا السوق هو سوق شعبي فإنه بالحالة العادية يعرض البضاعة التي تناسب الطبقة المتوسطة والفقيرة، وبنفس الوقت فإن بعض التجار يعتبرون هذا السوق فرصة لتصريف بضاعته فيعرضونها بهامش أرباح أقل، فنرى أن سعر الكنزة مثلاً 150 ليرة وسعر البنطال هو 250 ليرة وسعر الحلويات من برازق ومعمول بـ 100 ليرة للكيلو الذي يباع بالمحلات بـ 125 ليرة، كذلك الموالح من فستق وبزر سعر الكيلو 100 ليرة وفي المحلات بـ 125 ليرة.

الدكتور "عماد سلامة".

ويذكر أن هذا السوق يتواجد منذ عشرات السنين في نفس المكان بالتوقيت الذي يسبق العيد بعشرة أيام، ويعتبره أهالي "السويداء" ظاهرة تخص العيد، وهناك مشروع لوضع هذا السوق في مكان مخصص له وذلك للمحافظة على هذا المهرجان العفوي كظاهرة إيجابية وتجاوز أزمة السير التي بات السوق يشكلها بسبب زيادة عدد السيارات وزيادة العدد السكاني».

(*) تم تحرير المادة في عام 2010