الترويح عن النفس، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، إضافة إلى لقاء الشباب والمواهب الموسيقية، هو أهم ما يقصده السيد "ربيع العقباني" من مجيئه إلى "الحديقة البيئية" التي تقع جنوب بلدة "المزرعة"، إلى جانب طريق عام "السويداء- ازرع".

مدونة وطن "eSyria" التقت "العقباني" أثناء جولته في الحديقة يوم 6 نيسان 2015، فتحدث عن رحلته اليومية فيها بالقول: «تعد معلماً جديداً بالنسبة لأهالي البلدة، فلم يمض على افتتاحها سوى أربع سنوات، لكنها قدمت للأهالي فوائد كثيرة، فقد منح وجودها لسكان البلدة؛ وخاصة الشباب ملجأً للترويح عن النفس، عبر الاستمتاع بالمناظر الطبيعية التي تحتويها من أشجار وزهور، والأهم أنها تمثل ملتقى للمواهب الموسيقية في البلدة، فنرى عازفي العود والطبلة والكثير من الآلات الموسيقية الأخرى، يأتون ليقدموا بعض الأغاني الجميلة التي يطرب لها الناس المتفسحون ويجتمعون حولها، وهذا برأي -إضافة إلى كونه يساهم في خلق جو من المرح والسعادة- يساهم في تقديم المعرفة الموسيقية للمتواجدين، من خلال الأغاني المنتقاة من التراث والأنماط الحديثة -نوعاً ما- على حد سواء، والحديقة بوجه عام تمثل مكاناً للقاء الأجيال في البلدة، فتراها تجمع المسنين والشباب والأطفال، وتكون هذه الاجتماعات فرصة للحديث وتبادل المعلومات، ونقل تصورات الناس بمختلف أعمارها عن أي حدث أو خبر في البلدة».

تضم الحديقة نباتات "اللوكستورن" السياجي والسرو الحراجي والصنوبر المثمر، وفيها 1400 غرسة، كما تحتوي على عشب مزروع، يخلق مساحات خضراء امتدادية، وهناك نباتات مزهرة منها السرو العطري

مدرس اللغة العربية "أكثم الحسين"، يعزف على آلة العود، ويزور الحديقة دورياً، تحدث عن جمالية هذه اللقاءات بالقول: «من اللطيف أن ترى حديقة لها خصوصية، فهي ليست كسائر الحدائق العامة؛ بل تمثل مكاناً خاصاً للقاء المواهب الموسيقية، وترويجها للناس، فنحن عندما نجتمع في البيوت قد نكون مصدر إزعاج لبعض الناس في أوقات الراحة إن عزفنا وغنَّينا، أما في الحديقة فالمخاوف مبددة، إذ إن قاصديها يطربون لسماعنا كما تطرب الأشجار والأزهار».

المدرس ربيع العقباني في الوسط

بدوره رئيس مجلس بلدة "المزرعة"؛ "عماد العقباني"، تحدث عن موقع الحديقة وحدودها وما تضمه من أركان بالقول: «تقع الحديقة البيئية جنوب البلدة إلى جانب طريق عام "السويداء - ازرع"، يحدها من الشرق مبنى المركز الثقافي العربي، ومن الغرب الطريق المؤدي إلى قرية "الثعلة"، ومن الجنوب تجاورها بعض المساكن التابعة للبلدة، وهي تمتد على مساحة 7000 متر مربع، وتضم أربعة أركان: الأول يشمل جناح الشهيد "سليمان العقباني" وحديقة مشجرة بحدود 2000 متر مربع، والركن الثاني يضم صالة مكشوفة للاستخدام العام وتتبع لها أيضاً حديقة مزينة بالورود وبمساحة 1500 متر مربع، والركن الثالث يضم مسبحاً عائلياً بطول 16 متراً وعرض 8 أمتار، وعمق متدرج من متر ونصف المتر وحتى مترين، ويتبع له جناحان، أحدهما للمشالح وآخر للحمامات وغرف الملابس المقسمة للذكور والإناث، ويجاور المسبح أيضاً مركز بيع عام، يقدم المرطبات والسلع سريعة الاستهلاك، كما تضم الحديقة أيضاً بئراً جوفيةً بغزارة 1.5 إنش، ويطل المسبح على منتزه وممر للمشاة، والركن الرابع هو مربع ألعاب للأطفال، ويتوسط الحديقة شلال أخذ شكل الجرار القديم ليعبر عن التراث، وهو يرمز إلى مورد الماء الذي كانت النساء ترتاده سابقاً، أما ما تبقى من أرض الحديقة فيضم ممرات للمشاة ومساحات مزروعة بنباتات الزينة».

وعن أنواع النباتات التي تضمها الحديقة يتحدث الخبير الزراعي "آصف الحناوي" المسؤول عن الرعاية الزراعية فيها بالقول: «تضم الحديقة نباتات "اللوكستورن" السياجي والسرو الحراجي والصنوبر المثمر، وفيها 1400 غرسة، كما تحتوي على عشب مزروع، يخلق مساحات خضراء امتدادية، وهناك نباتات مزهرة منها السرو العطري».

رئيس البلدية عماد العقباني

يذكر أن قاصد الحديقة يستطيع دخولها من ثلاثة مداخل، اثنان منها للسيارات وواحد للمشاة، وقد تم توسيع الطريق العام المار من أمامها، وقد تم افتتاحها في الشهر السابع من عام 2011، وهي تبعد عن مدينة "السويداء" باتجاه الشمال الغربي 12كم.

مدخل الحديقة من جهة البلدة