ينتشر التين الصيفي في حقول قرية "الثعلة" بوصفها القرية الوحيدة التي نجحت في التعامل مع هذا الصنف غزير الإنتاج غالي الثمن، يعتمد عليه أهالي القرية كموسم صيفي قصير لكنه منتج بما فيه الكفاية.

من حقول التين الصيفي في هذه القرية حاولت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 تموز 2015، التنقل للتعريف بطريقة تعامل الفلاحين في هذه القرية مع التين في مواسم النضج، لكون الشجرة انتشرت في الحدائق المنزلية وامتدت ضمن بساتين كبيرة تدر الخير على أصحابها؛ كما حدثنا العم "فايز شاهين" من أهالي القرية، وقال: «في أسواق "السويداء" ينادى على التين الصيفي بتين "الثعلة"، وقد كان كثيرون من أهالي القرى المجاورة يستغربون شكل الحبة وحجمها الكبير، لكون التين في قريتنا من حيث الشكل والطعم يختلف عن التين "البياضي" الذي عرف منذ القدم في قرى "السويداء" واشتهرت به.

من أشجار البستان في العام الفائت ما أنتج قرابة مئة كيلوغرام، والكبيرة قد تصل إلى مئتي كيلوغرام في حال حصلت على الرعاية الجيدة، لكن هذا العام وبفعل نقص المياه، انخفض الإنتاج بنسب بسيطة لأننا تابعنا الري قبل القطاف بمدة بسيطة ساعدت على حماية الإنتاج من التساقط والخسارة

لتجد شجرة واحدة في المنزل من التين الصيفي تكفي لاستهلاك الأسرة لقرابة الشهر، وقد نبيع منها لأنها تحمل بكثافة؛ خاصة عندما ترتفع درجات الحرارة تجد ثمارها تنضج بسرعة كبيرة، ويصبح علينا قطافها بوقت مبكر لتتحمل النقل ولا تتعرض لـ"الهلط" وتصبح غير صالحة للبيع، ففي الأغلب يطلب التين الصيفي لجمال شكله الذي يزين الموائد ويصدر إلى الفنادق والمطاعم الكبيرة لذات السبب، مع العلم بقصر موسمه لكنه قادر على تحصيل أثمان مغرية للفلاح».

وسام الظاهر

بستان ضم أكثر من 50 شجرة يعدّ مشروعاً منتجاً يهتم به "وسام الظاهر" مدرّس اللغة الإنكليزية، ويعمل بالزراعة ويعتمد عليه كدخل إضافي ينتج خلال شهرين إنتاجاً مناسباً يستحق الجهد والتعب؛ كما حدثنا أثناء جولة في بستانه وقال: «هذا المشروع زرعه والدي بالزيتون والتين الصيفي منذ أكثر من عشرين عاماً لارتياحه لصنف التين الصيفي الذي اشتهرت به قريتنا؛ لكونه من الأنواع التي تنضج في وقت مبكر تستبق به فواكه الصيف المختلفة، وهنا يكون الاعتماد على القطفة الأولى وما نسميه الفوج الأول؛ هذا الفوج ترتفع أسعاره في الأغلب، وهو ما يعتمد عليه الفلاح لتعويض تكاليف الزراعة المختلفة لتستفيد منها الأسرة ويباع الفائض، وبالنسبة للمشاريع الكبيرة الفائض جيد نقطفه ونصدره إلى الأسواق كما حصل في هذا الموسم والعامين الماضيين، لكننا في مراحل سابقة كنا لا نتحمل هذا الجهد؛ حيث كانت سيارات التجار تصل إلى البساتين يقومون بالقطف ويشترون الإنتاج من الحقل.

لكن في كل الظروف فإن سعر الكيلوغرام الواحد الذي تجاوز 350 ليرة سورية للقطفة الأولى، ولم ينخفض عن 200 ليرة سورية؛ يعدّ ثمناً جيداً يجعل البستان رابحاً ويحوله إلى مشروع حقيقي نعتمد عليه ليدعم دخلنا، مع العلم أن هذه البساتين تعدّ فرصة الإنتاج الوحيدة لعدد من الفلاحين؛ حيث يكفي تشجير دونم من الأرض ورعايته لضمان إنتاج صيفي له أهميته».

برجس الحمود

حول الكميات التي يمكن للشجرة الواحدة أن تنتجها خلال القطفات المتعددة والموسم القصير يضيف بالقول: «من أشجار البستان في العام الفائت ما أنتج قرابة مئة كيلوغرام، والكبيرة قد تصل إلى مئتي كيلوغرام في حال حصلت على الرعاية الجيدة، لكن هذا العام وبفعل نقص المياه، انخفض الإنتاج بنسب بسيطة لأننا تابعنا الري قبل القطاف بمدة بسيطة ساعدت على حماية الإنتاج من التساقط والخسارة».

عن وصول الصنف إلى القرية وكيفية انتشاره حدثنا أحد معمريها؛ "برجس الحمود"؛ الذي أحضر الغرسة من "لبنان"، وقال: «بهدف التجربة اختبرت عدة غراس أحضرها لي صديق من لبنان ومن قرى تشبه قريتنا من حيث المناخ ونسب الأمطار، وكانت أول ثلاث غراس وصلت إلي زرعتها وأخي والثالثة أعطيتها لجاري، لكن دهشتنا كانت كبيرة عندما بشرت هذه الشجرة في العام الأول حيث يتفتح الورق وتظهر الثمار معاً، لتجد على الغصن أجيالاً ثلاثة كبيرة ومتوسطة وصغيرة؛ وهذا دلّنا بعد مراقبتها أنها تحمل أفواجاً ثلاثة تبدأ منتصف حزيران وتمتد إلى تموز وبداية آب.

الثمار أجيال ثلاثة

لكن الاعتماد على القطفة الأولى للبيع والكمية؛ لكونها تتميز بالحبات الكبيرة؛ حيث تنتج الشجرة كميات أكبر من القطفات التالية التي يمكن استثمارها لـ"المعقود"، لكن بعد التجفيف تحت أشعة الشمس تكون قابلة للاستمرار لمدة طويلة إلى جانب الضيافة؛ لكونها فاكهة محببة ولذيذة المذاق.

مع العلم أن رعاية الشجرة غير مكلفة وتحتاج إلى بعض الرشات والسقاية في "مربعانية" الصيف والشتاء، وللفلاحة المتكررة أثر في رعاية الشجرة وزيادة الإنتاج، وقد أتقن أهالي قريتنا طرائق الرعاية، وكانت النتيجة زيادة واضحة بانتشار الشجرة؛ حيث تنتشر في أطراف القرية وداخلها بحيازات مختلفة تبدأ من حديقة صغيرة وتنتهي بدونمات متعددة».

الجدير بالذكر، أن التين الصيفي يتعرض لحشرة حفار الساق؛ القادرة على القضاء على الشجرة، لكن المكافحة بالطرائق اليدوية كفيلة بحمايتها.