يمثّل برج "الأجراس" بين آثار مدينة "قنوات" حكاية تاريخية؛ عُمد على اكتشاف ماهيتها بغية معرفة العصور التي نشأت بها، والحياة الاجتماعية التي كانت فيها ووظيفتها بدقة.

حول "برج الأجراس" الأثري ومعرفة مواصفاته والعمل به، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 كانون الثاني 2019، التقت الباحث الأثري "خلدون الشمعة"، الذي بيّن قائلاً: «لم تكن هناك أبحاث ودراسات في برج "قنوات" أو "الأجراس" كما يعرف تاريخياً، لكن قامت البعثة المشتركة بمجموعة من أعمال الإظهار والكشف والتنقيب والترميم في السرايا "مجمع الكنائس"، بالتحديد في الجزء الشمالي الشرقي من البازيليك "الكنيسة"، حيث يرتفع البرج في هذا القطاع بجوار السور الشمالي الشرقي لمجمع الكنائس، إذ نلاحظ تدرج ملحقات البازيليك من الغرب إلى الشرق بارتفاع طفيف، وأدراج وأرضيات مبلطة بالحجارة البازلتية الضخمة، ومجموعة من الغرف التي كانت ترفع سقوفها مجموعة من الأقواس الحجرية التي تعتمد بارتكازها على الجدران، وبالتسلسل حتى تصل إلى البرج ذي الأبعاد 7.5×10.45م. ولقد أتت عمليات الترميم الثانية للبرج التي أثبتت الفرضية أن البرج ملحق بغرف الكنيسة، وأثبت ذلك وجود نوافذ في الجدار الشرقي للغرف التي تنفتح على مكان إنشاء البرج، حيث أنشئ الجدار الغربي للبرج بجانب الجدار الشرقي للغرف مع عملية ربط للجدارين بحجارة بازلتية طولانية (الربد). وتظهر في قاعدة البرج الحجارة البازلتية الضخمة المنحوتة بدقة، ويظهر في المستوى الأول للبرج وجود قاعدة لقوس حجري مدمج بالجدار الشمالي؛ حيث تصل القنطرة بين الجدار الشمالي والجنوبي. ومن الواضح خلال هذه المدة في منطقة "حوران" و"جبل العرب" إلحاق وبناء الأبراج بجانب الأديرة والكنائس، التي تتميز "قنوات" بأهميتها لكونها كانت مركزاً ديناً مسيحياً ذا أهمية بالغة، خاصة بعد تعاظم شأن "الغساسنة" في المنطقة منذ بداية القرن الخامس الميلادي».

بدأت عمارة الأبراج من العصور البرونزية، حتى نهاية الفترة المسيحية وبداية الإسلامية، حيث تحولت إلى مآذن باختلاف وظيفي؛ هذا بوجه عام، أما أبراج أو أجراس "قنوات" خاصة، فتقع بين العصر النبطي؛ أي منتصف القرن الأول قبل الميلاد، حتى نهاية الفترة المسيحية في نهاية القرن السادس وبداية الفترة الأموية. وقد ذكرت "قنوات" باسم "كاناثا" في الكتابات المصرية. وفيما يخص أبراجها، فقد دلت آثارها على الوجود الهلنستي خلال القرن الأول قبل الميلاد، ويشير إلى ذلك وجود معبد آلهة الشمس. دخلت "قنوات" ومنطقتها تحت الحكم النبطي، ويشير إلى ذلك وجود معابد للإله "بعل شامين"، وبعد دخول الرومان باتت في إطار المدن العشر، وأضحت مركزاً إدارياً، ثم ضمت قبل نهاية القرن الثاني إلى الولايات العربية. وتشير آثار البلدة القديمة والسرايا خاصة إلى براعة السكان المحليين في توظيف الثقافات المجاورة بما يتلاءم مع معتقداتها وأساليبها المعمارية، ويشهد على ذلك حضور الحضارة الكلاسيكية بين منتصف القرن الثاني قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي متمثلاً بنهاية الفترة المسيحية، حيث عدّت "قنوات" مركزاً للأسقفية؛ وتتبع لبطرياركية "أنطاكية"، متمثلة بوجود معابد وثنية تعود إلى الفترتين الهلنتستية والرومانية، وعليه فإن الأبراج أو الأجراس حملت بين طياتها عصرين لكل منهما حضارته وطريقته وثقافته المنتشرة في ذلك العصر وفق الدراسات الأثرية التي تمّ البحث عنها

وعن عمارة الأبراج وتاريخها وعودتها إلى العصور القديمة، قال الباحث الأثري الدكتور "نشأت كيوان" رئيس دائرة الآثار بـ"السويداء": «بدأت عمارة الأبراج من العصور البرونزية، حتى نهاية الفترة المسيحية وبداية الإسلامية، حيث تحولت إلى مآذن باختلاف وظيفي؛ هذا بوجه عام، أما أبراج أو أجراس "قنوات" خاصة، فتقع بين العصر النبطي؛ أي منتصف القرن الأول قبل الميلاد، حتى نهاية الفترة المسيحية في نهاية القرن السادس وبداية الفترة الأموية. وقد ذكرت "قنوات" باسم "كاناثا" في الكتابات المصرية. وفيما يخص أبراجها، فقد دلت آثارها على الوجود الهلنستي خلال القرن الأول قبل الميلاد، ويشير إلى ذلك وجود معبد آلهة الشمس. دخلت "قنوات" ومنطقتها تحت الحكم النبطي، ويشير إلى ذلك وجود معابد للإله "بعل شامين"، وبعد دخول الرومان باتت في إطار المدن العشر، وأضحت مركزاً إدارياً، ثم ضمت قبل نهاية القرن الثاني إلى الولايات العربية. وتشير آثار البلدة القديمة والسرايا خاصة إلى براعة السكان المحليين في توظيف الثقافات المجاورة بما يتلاءم مع معتقداتها وأساليبها المعمارية، ويشهد على ذلك حضور الحضارة الكلاسيكية بين منتصف القرن الثاني قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي متمثلاً بنهاية الفترة المسيحية، حيث عدّت "قنوات" مركزاً للأسقفية؛ وتتبع لبطرياركية "أنطاكية"، متمثلة بوجود معابد وثنية تعود إلى الفترتين الهلنتستية والرومانية، وعليه فإن الأبراج أو الأجراس حملت بين طياتها عصرين لكل منهما حضارته وطريقته وثقافته المنتشرة في ذلك العصر وفق الدراسات الأثرية التي تمّ البحث عنها».

الباحث الأثري خلدون الشمعة
برج الأجراس قديماً
أثناء العمل