بدأت الحكمة والمدرّبة "أمية نوفل" مشوارها مع الرياضة بعمر العشرين، وتابعت مشروعها لتنذر نفسها ووقتها للرياضة التي وجدت فيها معنى الحياة، وتحقق ذاتها بذاتها من خلال تدريب عدد كبير من اللاعبين في لعبة "تيكونجستو".

من قرية تجاور مدينة "شهبا" خرجت بنية تقديم مسابقة للالتحاق بالمعهد الرياضي والتأسيس لفرصة عمل، مع أنها لم تكن رياضية، ولم تخض تجربة سابقة في الملاعب، فقدمت نفسها بصدق، لتحصل على قبول كان بداية مشرقة لمستقبل جميل، كما تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 نيسان 2018، وقالت: «من قريتي التي لم تتحقق لي فيها فرصة ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة انطلقت بحلم إكمال تعليمي لنيل الشهادة، لكن تدخل القدر في أن يكون المعهد الرياضي أحد أبواب المستقبل الذي توافق مع رغبتي، ووجدت فيه الكثير مما تمنيت، مع أنني تقدمت للمسابقة من دون موافقة والدي، لكن عند القبول، وبعد أن تفوقت في كل الاختبارات، وافق والدي، وبدأ مشواري الجميل مع الرياضة.

عندما أخذت الرياضة تفرض حضورها في حياتي، وتكوّن مستقبلي، باتت كل التجارب الرياضية حافزاً لي ومحرضاً للبحث عما يرضي طموحي، حيث التحقت بالتدريب على يدي المدرب "صلاح حيبا" في رياضة "التايكواندو"، وتابعت مدة جيدة، وبعدها انتقلت إلى رياضة "الكيك بوكسينغ" بتجربة مميزة بذلت فيها من طاقتي مع المدرب، لأحقق أفضل نتائج في بطولة "العرب" 2006، وأحصل على ذهبية أفضل لعبة، وفضية المركز الثاني

تفاعلت مع فروض المعهد، ووجدت في مرحلة الدراسة والتدريبات فرصة للحصول على معارف لم تكن لتتوفر لي في أوقات سابقة، لتتطور لياقتي وأتخصص في "الآيروبيك" بكل مجالاته، واتجهت إلى التدريب لأخوض التجربة في عدد من صالات ونوادي "دمشق"، حيث كان الاستقرار والتدريس بعد التخرج».

أمية نوفل أثناء التدريب

بحثت عن رياضتها المفضلة بإصرار وتحدٍّ، وأضافت: «عندما أخذت الرياضة تفرض حضورها في حياتي، وتكوّن مستقبلي، باتت كل التجارب الرياضية حافزاً لي ومحرضاً للبحث عما يرضي طموحي، حيث التحقت بالتدريب على يدي المدرب "صلاح حيبا" في رياضة "التايكواندو"، وتابعت مدة جيدة، وبعدها انتقلت إلى رياضة "الكيك بوكسينغ" بتجربة مميزة بذلت فيها من طاقتي مع المدرب، لأحقق أفضل نتائج في بطولة "العرب" 2006، وأحصل على ذهبية أفضل لعبة، وفضية المركز الثاني».

"تيكونجستو" لعبة متكاملة أرضت طموحها، وعدّتها جزءاً مميزاً في تجربتها الرياضية، وقالت: «"التايكواندو" و"الكيك بوكسينغ" ألعاب قتالية جميلة تلاقت في أجزاء منها مع هوايتي، لكن "تيكونجتسو"؛ وهي إحدى الألعاب الحديثة التي بدأت في "الأردن"، وانتشرت ودخلت "سورية" على يد مدربي الذي أتقنها وتميز بها، كانت أكثر جاذبية بالنسبة لي، فتلهفت للاستمرار ومتابعة التدريبات، لتصبح لعبتي الأولى؛ فهي لعبة متكاملة فيها الكثير من الطرائق الفنية، ومعها شعرت بسعادة، وكانت الطموح، وقد أتقنتها بفضل مدربي "صلاح حيبا"، الذي كان يقول إنني الوحيدة التي أتمكن من تقليد حركاته.

الرياضي مازن مداح

وقد شاركت في بطولات عدة، لكن عمري في تلك المرحلة غير مؤهل لبدايات كلاعبة أكثر من عدة أعوام. وكانت لديّ فرصة كبيرة للتحكيم والتدريب، وبالفعل دخلت مجال التدريب بسلاسة ورغبة كبيرة في نشر اللعبة على قدر استمتاعي بها كلعبة، وحاولت بالفعل نشرها إلى جانب اكتساب خبرات التحكيم؛ لأصبح محكمة على المستوى العربي، إلى جانب التدريب على مستوى محافظتي. وقد حكمت بطولات عربية كثيرة دعمت تجربتي وحققت شهرة في هذا المجال، لأكون من أكثر الحكام دعوة لهذه البطولات.

وبفعل الظروف المحلية وما تتعرض له "سورية" من أحداث أثرت في إمكانية المشاركة ومنح "الفيز" للمشاركة خارجياً، اتجهت إلى الداخل تبعاً لهذه الظروف».

أسّست مشروعها الرياضي الخاص لتبقى على صلة مع لعبتها، لثقتها بأن الرياضة ليس لها عمر، وقالت: «تلمست من خلال تجربتي أن الرياضة نشاط صحي وإنساني لا يمكن الانقطاع عنه، وبالنسبة لي الرياضة شريان الحياة، وقبل الانتقال إلى "السويداء"، أسّست نادياً خاصاً، وأعدت التجربة في "السويداء"، وأسست صالتي الخاصة التي تهتم بتدريب السيدات في مجالات الآيروبيك وغيرها، لكنني سعيت لتكون مكاني المفضل لتدريب شبان وشابات لرياضتي المفضلة "تيكونجستو"، ليصبح لها عدد جيد من المتدربين والمتدربات لهدف في نفسي، وهو نشر هذه اللعبة التي ترتقي لتكون من أجمل الفنون القتالية التي تحتاج إلى لياقة عالية وجهود كبيرة، وأتصور أنني حققت جزءاً كبيراً من حلمي».

حيوية ومتابعة حلمها أن يكون للرياضة مكان في حياة الشباب؛ فكرة أضافها بطل الملاكمة ومدرّب الألعاب القتالية "مازن مداح"، وقال: «الرياضي قيم وأخلاق وتواصل واهتمام، وهو ما تمثله "أمية نوفل" بوصفها حكمة عربية حكمت بنزاهة في عدة بطولات على مستوى المنطقة العربية، وتابعت رياضتها المحببة ليس فقط في مجال تطوير مهارتها والمحافظة على لياقتها، بل اهتمت بنشر اللعبة وتدريب كل الفئات لتحريض الشباب على الرياضة، وامتلاك لياقة عالية، وتعلم الألعاب القتالية بالأسلوب الفني السليم، لكون التدريب لديها قائماً على قواعد صارمة ودقيقة تسخر لها طاقاتها، وقد خرجت عدداً من الأبطال، وهذا جزء من حلمها.

وفي جعبتها الكثير، وهي قادرة على تطوير أنماط التدريب والاهتمام بتفاصيل لها أثر كبير في صناعة البطل، ومن خلال متابعتها، أعرف أنها لن تتوقف عن الرياضة، ومع سنوات العمر تحاول تكثيف خبرتها على الرغم من ارتباطها بعدد كبير من الأعمال، لكن الرياضة لديها تبقى لها الأولوية».

وعن خبرتها التدريبية، تحدثت لاعبة التيكونجستو "ليلى بوز" بالقول: «تعرّفت إلى المدربة "أمية نوفل" قبل سبع سنوات، وبدأت التدريب معها، واكتسبت منها المهارات القتالية الفنية، والأهم من ذلك اكتسبت الروح النقية التي كانت تتعامل بها معنا.

لديها روح الفريق والصدق في التعامل، وهي دائمة التجدد، وخبرة لا تنضب، تواكب كل تطور وجديد، وكانت حكمتي على البساط عام 2011 في بطولة الجمهورية لـ"لتايكوانجتسو".

ومع الوقت أصبحت مثلي الأعلى بما تحمله من خبرة قتالية وروح جميلة، كما لم تنسَ أن تتابعنا في كل فعالية تخص اللعبة؛ وهو ما قرّب المسافة بيننا، حتى وصلنا إلى مرحلة الصداقة».

يذكر أن اللاعبة والمدرّبة "أمية نوفل" من مواليد عام 1977، قرية "مردك" المجاورة لمدينة "شهبا"، خريجة معهد رياضي سنة 2000، تمتلك رصيداً مميزاً من الجوائز وشهادات التدريب والتحكيم، وهي أوائل مدرّبات "تيكونجنستو" للرجال والسيدات.