تعدّ واحدة من أعمدة النادي "العربي"، بطل "سورية" في كرة القدم النسائية، ومهندسة الوسط التي تخلق مع شقيقتها التوأم حالة اطمئنان وقوة ضاربة للفريق الذي تكوّن قبل أربع سنوات، وبات العلامة الفارقة في الرياضة السورية.

مدونة وطن "eSyria" التقت اللاعبة "سارة زهر الدين" بتاريخ 6 حزيران 2019، لتتحدث عن بداياتها مع الكرة، فقالت: «تعلّقت بكرة القدم منذ الصغر، كنت أذهب إلى الملعب، وكلما سنحت لي الفرصة أمارس هوايتي في ركل الكرة، وأحضر المباريات المقامة في الملعب البلدي برفقة شقيقتي التوأم "يارا"، وأشاهد المباريات على التلفاز، وفي أوقات الفراغ هذه المدورة رفيقتي في المنزل. وتطورت هواياتي عندما كنت أتابع مهارات اللعب على وسائل التواصل الاجتماعي، وأشاهد مشاهدة معمقة كل ما يتعلق بالكرة من فيديوهات، وأحاول تطبيقها، فكانت هوايتي تكبر معي، وتدخل تلقائياً ضمن تفاصيل حياتي مع الدراسة».

كنت دائماً أنظّم وقتي بين الدراسة والرياضة، فحاولت أن ألتزم بالتمارين، وفي ذات الوقت أدرس جيداً لكي أحقق أعلى الدرجات، وأدخل الفرع الذي أحبه، والأكيد أن الرياضة لم تؤثر في دراستي طالما أنني أعرف ما أريد، وحالياً أدرس في كلية الصيدلة مع شقيقتي "يارا" لنكمل الطموح معاً في الدراسة والملعب

أثبتت "سارة" أنها قادرة على التشبث بالمجد من طرفيه، ووازنت بين الرياضة الحديثة العهد في المحافظة ودراستها، وقالت: «كنت دائماً أنظّم وقتي بين الدراسة والرياضة، فحاولت أن ألتزم بالتمارين، وفي ذات الوقت أدرس جيداً لكي أحقق أعلى الدرجات، وأدخل الفرع الذي أحبه، والأكيد أن الرياضة لم تؤثر في دراستي طالما أنني أعرف ما أريد، وحالياً أدرس في كلية الصيدلة مع شقيقتي "يارا" لنكمل الطموح معاً في الدراسة والملعب».

الشقيقتان التوأم "سارة" و"يارا"

وتتابع عن مرحلة الاحتراف: «بدايتي مع كرة القدم رسمياً كانت في أول بطولة مدارس على مستوى "السويداء" عام 2014، حيث مثّلنا مدرسة "المتفوقين" في هذه البطولة، وانضممت إلى باقي اللاعبات اللواتي تم انتقاؤهن من البطولة ليكوّنّ منتخب مدارس "السويداء"، بعدها انتسبت إلى النادي "العربي" الذي اعتمد لعبة كرة القدم النسائية ضمن ألعابه الكثيرة. وكان وجود والدي كمدرّب للفريق عامل مهم وجانب إيجابي لكونه أكثر شخص يعرف إمكاناتي وشقيقتي، وقادر على فهمنا، وفي الملعب تكون العلاقة معه علاقة مدرّب ولاعبة مثل باقي اللاعبات. ألعب في مركز وسط مهاجمة، وهو المركز الذي أعشقه واعتدته، فهو المكان الذي تتم فيه هندسة اللعب، وتمويل المهاجمات بالكرات الحاسمة، وصناعة الفرص والأهداف».

وعن أهم اللحظات التي عاشتها في الملاعب، تضيف: «كانت تلك البطولات التي توّجنا فيها بالذهب بعد معاناة وتعب وجهد، حيث حزنا بطولة "سورية" للناشئات عام 2016، وكانت تلك البطولة أغلاها وأجملها لكونها الأولى بعد تكوين الفريق. وفي عام 2018 حزنا أيضاً بطولة "سورية" للسيدات، وهذه السنة حققنا بطولة "سورية" للسيدات تحت 20 سنة 2019. ولهذه الإنجازات استدعوني مع عدد من لاعبات النادي؛ لنشارك بتجارب انتقاء المنتخب السوري للسيدات عام 2017، وحضرنا المعسكرات التدريبية، وتم اختياري وشقيقتي "يارا" للتشكيلة النهائية التي ستسافر إلى "فيتنام" لخوض التجربة الآسيوية، لكن السفر كان في وقت الانقطاع والتحضير للشهادة الثانوية، فقدمنا اعتذارنا عن عدم السفر».

في الملعب

ترجع اللاعبة "سارة" تفوقها وزميلاتها إلى المدربين "مفيد زهر الدين"، و"رفعت خداج"، و"فراس الحمد"، و"نسيم معروف"، و"يزن مرشد"، الذين أسسوا لنجاح الفريق، واستطاعوا بناء فريق قوي فاز بثلاث بطولات خلال أربع سنوات.

المدرّب الخلوق "نسيم معروف"، قال عن رؤيته لشخصية "سارة": «هي واحدة من أهم اللاعبات في الفريق، المهندسة التي تقرأ الملعب بعين ثاقبة، وتقرأ تحركات الخصم بعناية. ميزاتها أنها تهندس الخطط بعد وصول الكرة إليها، لتمول بها المهاجمات المتحفزات، واللواتي بتن مع الوقت يعرفن كيف كيف وأين تضع الكرة. لا تحب تسجيل الأهداف بقدر ما ترغب بصناعتها. والميزة الأهم تفوقها العلمي وانكبابها على الدراسة بجدية مطلقة؛ وهذا ما يجعلها قدوة لزميلاتها».

فريق النادي "العربي" لكرة القدم النسائية

يذكر، أن اللاعبة "سارة مفيد زهر الدين" من مواليد مدينة "السويداء" عام 2000، طالبة سنة ثانية في كلية الصيدلة بجامعة "دمشق".