قدمت التشكيلية "نهلا قشعور" لوحات فنية تحاكي إحساسها الأنثوي، وناصرت بها قضايا المرأة، معتمدة على اللون القوي المثير والأحاسيس الداخلية لها، وحصلت على خبرتها من المشاركات العديدة التي أطرتها بالدراسة الأكاديمية.

وعن بداياتها تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 أيلول 2018، فقالت: «البداية من خلال المدرسة الابتدائية وحصص التربية الفنية، حيث كان هناك تميز عن زملائي فيها، لاحظه المعلمون وساعدوني بالمتابعة الجيدة والتحفيز على تقديم الجديد في كل مرة، والمشاركات بمسابقات رواد الطلائع على مستوى القطر، وهذا كان له أثر إيجابي في نفسي استمر معي حتى سن الشباب، حيث أطرته أكاديمياً».

الألوان روح اللوحة، وهذه الروح أتعامل معها وكأنني أتعامل مع كتلة من الأحاسيس والمشاعر المرهفة، وتكون المعبر عما يجول في خلجات تفكيري ونفسي الداخلية، وأسقطها على سطح اللوحة لتكون روح اللوحة بوجه عام ومباشر

وفيما يخص الألوان وعلاقتها بها وتوظيفها على سطح اللوحة، قالت: «الألوان روح اللوحة، وهذه الروح أتعامل معها وكأنني أتعامل مع كتلة من الأحاسيس والمشاعر المرهفة، وتكون المعبر عما يجول في خلجات تفكيري ونفسي الداخلية، وأسقطها على سطح اللوحة لتكون روح اللوحة بوجه عام ومباشر».

من لوحاتها

وعن دور البيئة والطبيعة التي تنتمي إليها، أوضحت: «من المؤكد أن للبيئة والطبيعة التي أعيش فيها دوراً كبيراً في أي عمل فني أنجزه؛ فللبحر مثلاً سحره، وللجبال أيضاً سحرها المميز والفريد، ووجودها في لوحاتنا هو شيء أساسي ليعبر أثرها المباشر وغير المباشر في نمطية اللوحة بوجه عام كنوع من التوظيف».

وللمدارس الفنية الأثر الكبير في حياة كل فنان، كان للفنانة "نهلا" خطها الخاص؛ وهو ما انعكس على طبيعة الألوان أيضاً، وتابعت: «الانتماء إلى مدرسة فنية معينة شيء مهم بوجه عام لكل فنان وبالنسبة لي أيضاً، لكونها تظهر الخط الذي أنتمي إليه، وتبرز الناحية الجمالية بمختلف أعمالي، وهذا ليس تعصباً لمدرسة فنية، وإنما انتماء.

خلال أحد معارضها

ولكن برأيي لا مانع من التنوع في بعض الأعمال لكونها تبرز العمل الفني الأفضل، وبالنتيجة الفنان حرّ، ولا يمكن تقييده بمدرسة معينة، وإنما هو الانتماء الفني إلى جمالية الفكرة وقدرة توظيفها ضمن مدرسة فنية.

وفيما يخص الألوان القريبة مني، فهي الألوان الترابية والنارية، كالأحمر ومشتقاته، إضافةً إلى اللونين الأبيض والأسود».

نهلا قشعور

وعن مشاركاتها في المعارض والمهرجانات الفنية، قالت: «كثيرة هي المعارض التي شاركت فيها، وخاصة خلال السنوات الثلاث الماضية، ومنها معارض فرع "طرطوس" لاتحاد الفنانين التشكيليين، وأبرزها كان معرض "ربيع طرطوس" على مدار ثلاث سنوات، ومشاركتي العام السابق في معرض للإدارة السياسية واقتنائها أحد أعمالي، والمشاركة هذا العام بمهرجان "تحية إلى جبران خليل جبران"، الذي أقيم في صالة معارض "طرطوس القديمة"، إضافة إلى عدة مهرجانات، منها في مدينة "الشيخ بدر"، و"الدريكيش"، وجميعها كان لها الأثر الإيجابي في اكتساب المزيد من الخبرة والمعرفة عبر الحوار المباشر وغير المباشر مع مختلف المدارس الفنية والخطوط اللونية».

وفيما يخص الحركة الفنية في محافظة "طرطوس" كان لها رأيها الخاص، أكدت خلاله أن "طرطوس" تتقدم فنياً بخطى واضحة وثابتة من خلال مشاركة الفنانين في مختلف المعارض والأثر الإيجابي لها والمنعكسات المباشرة منها.

لقد كان للفنانة "نهلا" خطاً فنياً تميزت به لمناصرتها المرأة بوجه عام، وقالت: «لكوني أنثى، وأعتمد إحساسي كدليل في أعمالي الفنية، فقد فرضت أنوثتي هذا المحور المناصر لقضايا المرأة بوجه عام، وهو ما أعدّه الرسالة الأبرز في مسيرتي الفنية ضمن لوحاتي، لأن المرأة هي الحياة، وهذا التوصيف ظهر جلياً في لوحة "الرداء الأحمر"، وهي لوحة فيها الكثير من الأنوثة المعبرة عنها بالرداء الأحمر الذي يكشف جزءاً كبيراً من أنوثة المرأة».

وتتابع: «تقريباً في أغلب لوحاتي أعتمد لوناً قوياً، وهذا يأتي من خلال البساطة في العمل، إضافة إلى التقنية، من خلال الخبرة الفنية التي اكتسبتها تراكمياً من خلال مشاركتي بالمهرجانات، إضافة إلى متابعتي لمختلف الأعمال الفنية لكبار التشكيليين».

وفي لقاء مع التشكيلي "سليمان أحمد" قال عن تجربة "نهلا قشعور": «تمتلك تجربة فنية مازالت في طور البحث عن شخصية تتميز بها عن باقي الفنانات التشكيليات في "طرطوس"، من خلال البحث المستمر عن الإبداع والتفرد، حيث تتسم أعمالها بالألوان البسيطة والصريحة، وتكوينات معمارية وتراثية حيناً، وأنثوية إنسانية حيناً آخر، فهي تعتمد في أعمالها على بساطة الموضوع واللون، فتأتي مريحة للمتلقي وواضحة وغير معقدة، وتعدّ الفنانة "نهلا" من الفنانات الشابات اللواتي أوجدن لهن حضوراً فنياً جيداً في الساحة الفنية التشكيلية».

يشار إلى أن الفنانة "نهلا جابر قشعور" من مواليد "طرطوس" عام 1982، وهي خريجة كلية الفنون الجميلة، قسم النحت.