قدمت الموسيقية "لمى الضايع" من روحها الموسيقية في مجال تعليم العزف والقراءة الموسيقية بأسلوب متقن واحترافي لكونها هاوية وأكاديمية، وابتكرت لطلابها التعليم المباشر وتشعبوا في أنحاء الوطن العربي، لتغدو بصمتها محلية وعربية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 نيسان 2019، الموسيقية "لمى الضايع" لتحدثنا عن بداياتها مع الموسيقا ومن كان الداعم لموهبتها لتنميتها، وتقول: «بدأت مع الموسيقا منذ كان عمري تسع سنوات، حيث تعلمت العزف على آلة "الأكورديون" وأجدتُه بدليل حصولي على المركز الأول في أكثر من مسابقة ضمن منظمة الطلائع والشبيبة، وبعدها تابعت دراستي الأكاديمية في معهد إعداد المدرسين، وشاركت بعدد من المهرجانات المحلية والدولية.

الموسيقا هي السلاح السلمي الذي يستخدمه الفنانون للتعبير عن الهموم والأوجاع، ولا سيما التي تتركها الحروب في النفس البشرية، فيمكن للأغنية أن تبكينا، أو تفرحنا وتثير فينا روح الحماسة والوطنية، لذلك هي أسلوب ممتاز من الأساليب المعبرة والملهمة لبث روح الحماسة وترجمة مشاعر الشعوب وعلاقتهم بأرضهم وقضيتهم

وفي الحقيقة، لقد كانت والدتي رحمها الله مصممة على تعليمي الموسيقا، وكانت دائماً السند الأقوى لي، ولن أنسى كم تحمّلتْ الأعباء من أجل توفير ثمن آلة "الأكورديون" لي، وكيف كانت تعطي الأولوية دائماً في تفاصيل حياتها لنشاطاتي الفنية، إيماناً منها بموهبتي التي تعززت ثقة وإصراراً من تلك المواقف الأسرية، كما بدأ الطموح بالنسبة لي يصبح هاجساً لكوني وصلت إلى ما كنت أحلم به، وهذا حفزني لتقديم المزيد للوصول إلى الأفضل الذي أنشد».

العازفة لمى الضايع

وتتابع في توضيح نشاطاتها ومشاركاتها الفنية المحلية والعربية، وتقول: «شاركت بالعديد من المهرجانات المحلية لمنظمات "الشبيبة" و"الطلائع"، وقد أوفدتني المنظمة للمشاركة بمهرجان "السلام" في "بلغاريا"، وشاركت بمهرجان "شتاء قطر"، وأقمت عدداً من الأمسيات مع كورال "المحبة" في "لبنان" و"سورية"، والآن أتحضر للمشاركة بمهرجان في "الأردن"، وقد قمت بتكوين فرقة للأطفال منذ عدة سنوات، قدمنا من خلالها العديد الأمسيات، ومازالت النشاطات مستمرة».

لكل منا رسالة في الحياة، وعن رسالتها من الموسيقا التي ترغب بإيصالها إلى الملتقين بوجه عام، تقول العازفة "لمى": «الموسيقا هي الخير والمحبة، وهي أبجدية أخرى مختلفة مغايرة بواحة لمشاعر عجزت عن البوح بها الحروف والكلمات، فهي لا تحتاج إلى شرح أو توضيح، بل تخرج من القلب وتصل إلى القلب مباشرة، وهي أكثر الأمور التي تمنحني الراحة النفسية، لذلك على الجميع الاقتراب من الموسيقا لتطهيّر الأرواح وزرع الفرح والمحبة في النفوس».

مع عبد الله حسن

وعن رأيها بأهمية الموسيقا في زمن الحرب، قالت: «الموسيقا هي السلاح السلمي الذي يستخدمه الفنانون للتعبير عن الهموم والأوجاع، ولا سيما التي تتركها الحروب في النفس البشرية، فيمكن للأغنية أن تبكينا، أو تفرحنا وتثير فينا روح الحماسة والوطنية، لذلك هي أسلوب ممتاز من الأساليب المعبرة والملهمة لبث روح الحماسة وترجمة مشاعر الشعوب وعلاقتهم بأرضهم وقضيتهم».

وتتابع: «في الحقيقة إنني أحاول ترك بصمة خاصة لي في عالم الموسيقا، خاصة مع آلة "الأكورديون" الأقرب إلى روحي والمترجم الحقيقي لمشاعري وأحاسيسي، وذلك من خلال عملي كمدرّسة موسيقا أتقنت العزف على معظم الآلات، منطلقة من محاولة إنشاء جيل من الموسيقيين المميزين، كما أن لي بصمة في التعليم المباشر (on line) عبر شبكة الإنترنت، وهي بالنسبة لي تجربة ناجحة استطعت من خلالها التواصل مع طلاب من مختلف أنحاء الوطن العربي».

لمى الضايع

وتضيف من ناحية اختيار "الأكورديون" كآلة عزف لها: «لا علاقة لاختيار آلة "الأكورديون" بالأنوثة، بل يعود الأمر إلى ذوق العازف وروحه، أنا أرفض الاعتقاد بأن هذه الآلة تليق بالرجل وتلك تليق بالأنثى.

فالأنوثة هي الرقة واللطافة والإحساس المرهف، وهذه الصفات عندما تمتزج بالموسيقا تعطي صورة رائعة للذات البشرية، لكن يجب الحذر من خطورة التصنع والمبالغة في هذه المشاعر، لأنها تقتل ما تسمو إليه الموسيقا من رقي وأخلاق».

وفي لقاء مع المدرس والموسيقي "عبد الله جبر حسن" قال: «المدرّسة "لمى" من العازفين المميزين على آلة "الأكورديون"، وهي قارئة من الطراز الرفيع للنوتة الموسيقية، وقد حصلت على عدة ألقاب موسيقية كان آخرها شرف العضوية في نقابة الفنانين.

شغفها بالعزف لم يتوقف عند آلة "الأكورديون" فحسب، بل درست آلة "القانون" في "حلب" أيضاً، وقدمت فيه الكثير من الأمسيات الموسيقية الرائعة، وشاركت بالعديد من الفرق الموسيقية، وكان لمشاركتها معي بالأمسيات الإيقاعية التي قدمت لأول مرة في "سورية" طابع خاص اغتنى بها».

يشار إلى أن العازفة "لمى الضايع" من مواليد "صافيتا"، عام 1974.