لا يوجد حدٌّ لطموحه أو سقفٌ لإبداعاته، كان له فضلٌ كبيرٌ في نشر ثقافة الرقص في محافظة "طرطوس"، قاطعاً شوطاً طويلاً من النجاح والتميز.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الرّاقص المسرحيّ "عيسى صالح" بتاريخ 12 نيسان 2020 ليخبرَها عن بدايته فتحدّثَ قائلاً :«شغفتُ بالرّقصِ منذ الطّفولةِ؛ بسبب والدتي الّتي كانت تستمعُ إلى الأغاني والموسيقا في المنزل وتطلب منّا الرّقص معها، وفي التّاسعة من عمري التحقتُ بمدرسة الأنشطة، حيث شاركت في الرّقص الشّعبيّ و الرّقص المسرحيّ والكثير من الأعمال المسرحيّة لمسرح الطّفل، وعندما أتممتُ عامي الثّاني عشر انضممت لفرقة "البحّارة" للفنون الشّعبيّة التّابعة لـ"اتحاد شبيبة الثّورة"، واستمرّيت مدّة ثماني سنواتٍ، وشاركت مع الفرقة بمختلف الأنشطة والمهرجانات الشّبيبيّة».

شاركت بعدّة نشاطات وفعاليّات سوريّة منها مهرجانات السّينما، "معرض دمشق الدّولي"، مهرجانات وزارتي الثّقافة والسّياحة، وذلك مع فرقة "إنانا"، أمّا خارج "سورية" فكان لي شرفُ المشاركة أيضاً في مهرجان "لوميناتو" العالميّ في "كندا"، ومهرجان "الحمرا" في "إسبانيا"، وافتتاح أولمبياد "آسيا"، ودورة الألعاب العربيّة في "الدّوحة"، فضلاً عن مهرجانات "جرش"، "قرطاج"، "مسقط" وغيرهم

وبعد أن أنهيت مرحلة الدّراسة الإعداديّة والثّانويّة تقدّمت إلى المعهدِ العالي للفنون المسرحيّة، وقُبلت في قسم الرّقص، وتخرّجت عام 2011 بإجازة في الرّقص المسرحيّ، وتزامناً مع دراستي في المعهد، دخلت في صفوف المتدرّبين مع فرقة "إنانا" السّورية للمسرح الرّاقص، ومنذ ذلك الوقت وحتّى الآن أنا مع الفرقة، وشاركت معها في مختلف المهرجانات العربيّة والعالميّة.

مع شقيقته براءة صالح

وفي بداية عام 2014 تمّ اختياري ضمن أفضل ستّة عشر راقصاً للمشاركة في مسابقة أفضل راقصٍ في الوطن العربيّ "so you think you can dance" "يلّا نرقص" الّذي عرض على شاشة "mtv" اللّبنانيّة.

بعدها عدت إلى "طرطوس" ونظّمت احتفاليّة يوم الرّقص العالميّ، ليصبحَ تقليداً سنويّاً في كلّ عامٍ، ومنها انطلقت إلى تأسيس "استديو توازن" للرّقص المسرحيّ، من خلال الصّفوف والتّدريبات في "اللّاذقيّة"، "طرطوس"، "مشتى الحلو"، و في عام 2017 تحقّق الحلم؛ إذ قدّمنا أوّل عمل راقص باسم "استديو توازن" وانطلقت بعدها الأعمال والمشاركات في التّلفزيون والمهرجانات المحليّة».

من أحد العروض

أمّا عن نشاطاته، فقال: «شاركت بعدّة نشاطات وفعاليّات سوريّة منها مهرجانات السّينما، "معرض دمشق الدّولي"، مهرجانات وزارتي الثّقافة والسّياحة، وذلك مع فرقة "إنانا"، أمّا خارج "سورية" فكان لي شرفُ المشاركة أيضاً في مهرجان "لوميناتو" العالميّ في "كندا"، ومهرجان "الحمرا" في "إسبانيا"، وافتتاح أولمبياد "آسيا"، ودورة الألعاب العربيّة في "الدّوحة"، فضلاً عن مهرجانات "جرش"، "قرطاج"، "مسقط" وغيرهم».

وعن مهاراته، قال "عيسى": «درّبت أكثر من مئة طفل وطفلة، وأجيدُ جميع أنواع الرّقص: الرّقص المسرحي، الباليه، الجاز، المودرن والمعاصر، رقص الصّالونات، الرّقص اللّاتيني، ورقص "الهيب هوب"، وعلى الرّاقص تعلّم كلّ أنواع الرّقص لأنّها مثل أدوات الرّسام أو النّحات عندما يريد رسم أيّ لوحة، والرّقص في النّهاية فنّ، وليس مجرّد رياضة، ولا يمكن لكلّ النّاس ممارسة بعض أنواع الفنون، بينما الرّقص وعلى تعدّدِ أنواعه يتيح للنّاس تعلّم ما يعجبهم منه بسهولة، ومن أنواع الرّقص السّهل والبسيط ما يسمّى بالرّقصات الشّعبيّة مثل رقص "السّالسا" والرّقص الرّياضي مثل "الزّومبا"، أمّا عن اختصاصي فهو الرّقص المسرحيّ المعاصر، وهو النّوع المحبّب والمفضّل عندي».

قفزة

"لؤي وطفي" عضو راقص في فرقة "استديو توازن" وأحد طلّاب "عيسى"، قال: «بدأت معه بمرحلة مبتدئة وكان له فضلٌ كبير باكتشاف موهبتي وتنميتها وتدريبي على أسس الرّقص، وتشجيعُه لي كان من خلال العروض المسرحيّة الّتي شاركت بها، إنّه مثال يُحتذى في الطّموح والإرادة، يمتلك مشاعرَ مرهفة فضلاً عن خبرته الّتي جاءت بعد مسيرة طويلة من التّعب والتّحصيل العلميّ والعمليّ، وبصرفِ النّظر عن كونِه خريج المعهد العالي للفنون المسرحيّة في "سورية" اختصاص رقص، فهو من القلائل الّذين بقوا في وطنهم؛ ليقدّموا الفنّ وينشروه أنّى حلّوا، وبصورةٍ خاصّة في محافظة "طرطوس" الّتي كانت تفتقر إلى الفنّ المسرحيّ الرّاقص».

أما رئيسة قسم الرّقص في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، والأستاذة في المعهد "مايا جناوي" فقالت: «درّستُه مادّة الرّقص الكلاسيكيّ الّتي تمكّنه من الانطلاق إلى كافة أنواع الرّقص الأخرى؛ مثل الرّقص الحديث والمعاصر، والجاز، وبرأيي الشّخصيّ، الرّقص يحتاج إلى دراسة بصرف النّظر إن كانت أكاديميّة أو غير ذلك، فالرّاقص بلا مكان يقصده ليتعلمَ ويطوّر موهبته، كالطّفل الّذي يرسم بعشوائيّة، أو كعازف الإيقاع الّذي لا يعرف ضبط إيقاعه، و"عيسى" تحديداً كان وما زال يملك شغفاً كبيراً في مهنته، ولم يتوقّف عن مزاولتها وممارستها أبداً، وهذا يكفي ليعطيه القوّة والخبرة الّتي وصل إليها اليوم».

جدير بالذكر أنّ "عيسى صالح" من مواليد مدينة "طرطوس" عام 1986، ويعمل كمدرس لمادة الرقص في جامعة "المنارة" الخاصة.