يسعى مجلس بلدية "القدموس" لإحياء التراث المعماري والعمراني في البلدة القديمة من خلال خطة تتطلب الحفاظ على أسلوب فتح النوافذ إلى الخارج والبناء بالحجر الطبيعي، بالإضافة إلى الحفاظ على الأزقة لتبقى بذلك من أهمّ المعالم التراثية وصلة وصل بين "السوق القديم، البلدة القديمة وقلعة القدموس".

خطة المجلس تبلورت حتى الآن من خلال تنفيذ بعض متطلباتها من قبل تجار السوق القديم وبحسب الإمكانيات المادية المتاحة كما يصفها رئيس مجلس البلدية "مجد الدالي" الذي تحدث لموقع eTartus قائلاً: «قام المواطنون بإزالة الطينة وجميع أشكال الإكساء الخارجي عن الواجهات القديمة للمحلات التجارية في السوق القديم بناء على طلب مجلس البلدية، لكن بسبب ضعف الحالة الاقتصادية لهذا السوق بقيت مسألة ترميم الواجهات وتكحيل الحجر، وسنقوم بسؤال الدائرة المالية والقانونية في المحافظة إن كان بإمكان مجلس البلدة القيام بالعمل على نفقته الخاصة».

المواد التي استخدمتها هي الإسمنت والرمل الأبيض لتشكيل الطينة التي نضعها بين مفاصل الحجارة وإجراء ما يسمى "تكحيل الحجر"، وقد وردني كتاب شكر من مجلس البلدية على هذا الإنجاز

ويضيف: «تشمل خطة المجلس البلدي لإحياء التراث المعماري والعمراني في المنطقة عدة متطلبات تم البدء بمناقشتها منذ عام 2007، وأهمها أن يتم البناء في البلدة القديمة بحسب واقعها الراهن وبالحجر الطبيعي، الحفاظ على أسلوب فتح النوافذ والأبواب، والحفاظ على الأزقة القائمة على الواقع، وقد تم عرضه ضمن مجموعة من المقترحات على اللجنة الإقليمية ولكن تم رفضه».

رئيس البلدية "مجد الدالي"

المجلس البلدي أراده مشروعاً متكاملاً من شأنه الحفاظ على تراث المنطقة وزيادة عدد زوارها، من خلال إضفاء المزيد من الطابع التراثي والاهتمام بالموقع الأثري الأبرز كما يبين: «أما البند الثالث من خطة إحياء التراث فيتضمن دراسة مشروع تبليط أزقة البلدة القديمة بالحجر بكلفة حوالي خمسة ملايين ليرة سورية، لكنّ الإمكانية المادية حالياً لا تسمح بتنفيذه ويحتاج لتصديق الخدمات الفنية، بالإضافة إلى قرار المجلس البلدي بدراسة مشروع إنارة تزيينية للقلعة ضمن خطة "إحياء التراث المعماري والعمراني" والمشروع قيد الدراسة».

وفي السوق القديم أصبحت العودة إلى التراث هي الاختراع الأقل كلفةً من أجل المنفعة الاقتصادية والسياحية، وهذا هو رأي "محمد علي" الذي يعبّر: «لهذا المشروع عدة فوائد من الناحية السياحية، ومن شأنه تنشيط الحركة التجارية في السوق، مما يعود بالفائدة على البلدية أيضاً، والعائق الوحيد حالياً هو عدم وجود إمكانيات مادية لدى أصحاب المحلات، كما توجد ضرورة لإنارة السوق بشكل أفضل، ورصف الأزقة المؤدية إلى القلعة بالحجر لتستعيد طابعها القديم».

"أيمن عزوز"

أما فكرة قبو السوق القديم التي تعد الأقدم وتحاكي مشروع سوق مدينة "مصياف" فهي رهن المزيد من التغيرات كما يشير: «منذ حوالي عشر سنوات تم طرح فكرة قبو السوق القديم بكامله، لكننا نقترح قبو المقطع الذي يضم المحلات القديمة فقط، وهذا الأمر يقتضي إعادة كل ما هو قديم إلى شكله السابق من الحجر والأبواب الخشبية المعروفة في السوق، كما يمكن إقامة معارض ومهرجانات خاصة بالسوق القديم، علماً أنّه يضم أحد أقدم جوامع "سورية"».

المزيد من الشهرة أضافها "أيمن عزوز" إلى خبرته في إصلاح الأدوات الإلكترونية بعد إضفاء الطابع التراثي لمحله، ويقول: «بناء على طلب مجلس البلدية منذ عدة أشهر بدأت بعملية إزالة الطينة الخارجية وإظهار الحجر، وقمت بذلك عن قناعة تامة لأنّ ذلك برأيي يعطي مظهراً جميلاً ولائقاً لمحلّ تجاري في بلدة وسوق قديمين».

الأبواب الخشبية في السوق القديم

فالنتائج إذاً من مظهر وثناء كانت تستحق العناء كما يشير: «المواد التي استخدمتها هي الإسمنت والرمل الأبيض لتشكيل الطينة التي نضعها بين مفاصل الحجارة وإجراء ما يسمى "تكحيل الحجر"، وقد وردني كتاب شكر من مجلس البلدية على هذا الإنجاز».