بمبلغ مالي بسيط، تمكّنت الحرفية "ميرفت يوسف" من تأسيس مشروعها الصغير، الذي أصبح مع البحث عن كل متميّز هويتها الخاصة، وفتح أمامها آفاقاً واسعة، وحقّق لها ريعاً اقتصادياً جيداً.

على الرغم من عدم وجود محلّ تجاري تسوّق من خلاله "ميرفت يوسف" منتجاتها الحرفية، فهي تنتج مشغولاتها التزيينية باستمرار كمخزون احتياطي، وتبيع ما تنتجه لأشخاص أصبحوا بعد التجربة الأولى معها والرضا عنها زبائنها، بحسب رأيها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 كانون الأول 2016، وأضافت: «أشارك دائماً في المعارض الفنية التي تتم دعوتي لها، ومنها المعرض التراثي في مدينة "الشيخ بدر"، والمعرض البيئي في مدينة "القدموس"، اللذان أقيما منذ عدة أشهر، وهدفي من هذا فتح أسواق تصريف لمنتجاتي من الإكسسوارات التزيينية الخاصة بالشابات والسيدات، وحتى الأطفال بأعمار معينة، فهي مرغوبة لمختلف المناسبات، وهذا بحدّ ذاته دافع لمزيد من التطوير في العمل، ومحاولة إدخال اللمسات الفنية المتفردة إلى المنتجات لكسب المزيد من الحضور والجمهور كزبائن، ومن هذه اللمسات تداخل الإكسسوارات المتضادة بالألوان، أو صناعتها بأحجام غير مألوفة سابقاً.

بدأت الحرفية "ميرفت" مشروعها المنزلي الصغير بمبلغ مالي بسيط لا أظنّ أنه يمكن لأحد بمبلغ كهذا الانطلاق في عمل حرفي؛ وهذه ميزة تضاف إلى مهارتها في العمل، وناتجة عن شغفها لتصبح منتجة في المجتمع. ومردّ هذا إلى الثقة التي بنتها مع زبوناتها، وتصميم الإكسسوارات وفق رغباتهن وقدرتهن الشرائية

وهذا العمل لا يحتاج إلى تلكّؤ أو ملل أو تأفّف عند توقف التصريف لفترة معينة لأسباب خارجة عن الإرادة، وأظنّ أن هذا التفكير هو سرّ نجاح مشروعي الحرفي، إضافة إلى البحث الدائم عن كل تفرد بالمشغولات التي أقدمها، وذلك عبر البحث ضمن المواقع الإلكترونية التخصصية، وإضافة اللمسة الخاصة التي تجعل العمل مختلفاً تماماً؛ كاستخدام التضاد بالألوان، فكثيرون من الزبائن لا يحبون اقتناء مشغولات حرفية مكررة أو شعبية متوافرة في الأسواق بوجه عام، وإدراكي لهذا ساهم في الحفاظ على الزبائن واستمرار مشروعي المنزلي الصغير».

من مشغولاتها الحرفية

وعما تنتجه حرفياً، تقول: «أحضر المواد الأولية من الأسواق، مثل: "الستراس"، والأحجار، والنحاسيات الصغيرة الخاصة بالتزيين، وجميعها غير مصنعة، وأقوم بتصنيعها وفق إكسسوارات تزيينية تم التوصية عليها مسبقاً من قبل بعضهن، أو إكسسوارات مخطط لها في ذهني، تناسب أذواق أخريات. ومما أنتجه: الخواتم، وأقراط الأذن، وأقواس تثبيت الشعر، والأساور، وغيرها الكثير».

وتتابع: «لهذه المنتجات سوقها ورواجها بين الجميع، لكنها تحتاج إلى ثقة بين الحرفي والزبون؛ وهذا أمر أدركته بسرعة، وأشتغل عليه كثيراً، حتى بات لي سوقي الخاص من دون امتلاك المحلّ التجاري الخاص بالتسويق، وهو الشيء الوحيد الذي ينقصني في عملي؛ فكثيرات من الشابات يتصلن بي لتوضيح فكرة إكسسوارات يرغبن بها، ويطلبن وضع هويتي الحرفية عليه ليكون متفرداً، وفعلاً أقوم بهذا، وينال إعجابهن».

الحرفية روجيه إبراهيم

وفي لقاء مع الحرفية "روجيه إبراهيم"، قالت: «بدأت الحرفية "ميرفت" مشروعها المنزلي الصغير بمبلغ مالي بسيط لا أظنّ أنه يمكن لأحد بمبلغ كهذا الانطلاق في عمل حرفي؛ وهذه ميزة تضاف إلى مهارتها في العمل، وناتجة عن شغفها لتصبح منتجة في المجتمع.

ومردّ هذا إلى الثقة التي بنتها مع زبوناتها، وتصميم الإكسسوارات وفق رغباتهن وقدرتهن الشرائية».

منذر رمضان

وفي لقاء مع رئيس مكتب الثقافة والإعلام في اتحاد الحرفيين فرع "طرطوس"، الحرفي "منذر رمضان"، قال عن مهارة "ميرفت" نتيجة متابعته لها ضمن الأسبوع التراثي في مدينة "الشيخ بدر": «طورت معارفها في صناعة الإكسسوارات التزيينية بشغف ومحبة لخلق فرصة عمل لنفسها، لعلّها تكون شابة منتجة في زمن قلّ من يجد عملاً له، فبحثت عبر الإنترنت وتعمقت فيه، واختارت الأفضل، واشتغلت عليه بحرفيتها الخاصة، وقدمته إلى زبائنها؛ وهذا ينمّ عن براعة في التصميم، وبراعة إضافية في فهم طبيعة سوقها الخاص وحاجته».

يشار إلى أن الحرفية "ميرفت يوسف" من مواليد مدينة "الشيخ بدر"، عام 1985.