استعانت "ميادة ديب" بحرفتها اليدوية في صناعة الإكسسوارات لملء أوقات فراغها؛ وتزيين ابنتها الشابة بقطع إكسسوارات غير رائجة في الأسواق، وفتحت سوقاً لتصريف مشغولاتها اليدوية، لتعيل أسرتها وتصبح فرداً منتجاً في مجتمعها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 كانون الثاني 2019، الحرفية "ميادة ديب" التي انطلقت بعملها في مجال الإكسسوارات والمشغولات اليدوية لتحقق استقلالها الذاتي، فتحدثت عن بداياتها بالقول: «البدايات كانت موهبة رافقتني منذ الصغر كحال أغلب الموهوبين في مختلف المجالات الفنية واليدوية وغيرها، فشاركت بمسابقات رواد الطلائع في مجال الأشغال اليدوية عدة مرات، لكن لم يحالفني الحظ على مستوى القطر. وشاءت الأقدار أنني لم أتابع وأنمي موهبتي إلا بعد زواجي، حيث أصبح أبنائي قادرين على الاعتناء بأنفسهم، وكان الدافع الإضافي لي في العودة إلى إحياء موهبتي؛ ابنتي الشابة المهتمة بالتزيين كبقية الفتيات، فبت أصنع لها الإكسسوارات التي ترغب بها، وأقوم بتعديلها وفق رغبتها وبما يتناسب وشخصيتها، وهذا خفف عليّ مصاريف كبيرة من جراء شراء تلك الإكسسوارات الجاهزة والتقليدية وغير المتينة.

تتميز الحرفية "ميادة" بالتنوع الكبير في أعمالها اليدوية، إضافة إلى إتقانها الملحوظ للأنماط المختلفة من منتجاتها، وتعدّ رائدة باستخدام خيط "الكليم" لصناعة منتجات مستخدمة في الحياة اليومية بأسعار مناسبة للجميع، وهي تنافس المنتجات الجاهزة بجودتها ومتانتها. وكذلك تميزت باستخدام عجينة الورق باحتراف من ناحية الأفكار لتزيين لوازم يومية تضاف كديكور جميل إلى المنازل، وكل هذا التنوع جعلها لافتة من الناحية التجارية لنا كمتجر، وباتت من أهم الأشخاص في مجال صناعة الأعمال اليدوية لدينا، والنتائج التجارية بالأرقام توضح الإقبال الكبير على أعمالها

صناعتي لإكسسوارات ابنتي فتح لي سوق تصريف عبر صديقاتها اللواتي تهافتن للتسوق مما أنتجه وفق رغباتهن، أو بما أجده يناسب شخصية كل منهن.

من مشغولاتها

وأيضاً عندما أصبح أبنائي في الجامعات شعرنا ببعض الضيق المادي، فقررت أن تكون موهبتي التي أعدت إحياءها وسيلة داعمة لمصروف المنزل ولملء أوقات فراغي، فبدأت التوسع بها وفق تصاميم أبتكرها بنفسي أو أجدها في المواقع الإلكترونية التخصصية».

وتتابع: «وظفت شبكة الإنترنت لخدمتي وتجديد "الموديلات" التي أعمل عليها بوجه عام، فهو بمنزلة سوق واسع للأشغال اليدوية التي امتهنتها لخدمة أسرتي، وهنا لم أكتفِ بالبحث فيه فقط وإيجاد التصاميم الجميلة، بل أدخل إليها لمستي الخاصة التي أصبح الجميع يدركونها في أعمالي، من خلال تغيير بعض التفاصيل وتمازج بعضها الآخر المنتمي إلى ثقافات شعوب مختلفة تماماً عن ثقافتنا، وتتناسب وبيئتنا العامة، حتى إنني استعنت بأذواق الشابات المهتمات بهذه الأنواع من الإكسسوارات، ومازجت بين أذواقهن وفق طلبهن لتكون قطعي سريعة التسويق.

وسادة العروس

وهذا البحث خدمني من عدة نواحٍ؛ أهمها أن التصاميم المتعارفة في بيئتنا العامة أصبحت تقليدية، بينما ما يوجد في صفحات التواصل والمواقع التخصصية بالأشغال اليدوية شيء مختلف تماماً ومتجدد، حيث بدأت أستعين بأبنائي في عمليات البحث المعمق في هذا التخصص، حتى أدركت بنفسي تلك الآلية، وأصبحت قادرة على البحث الذاتي.

فمن الثقافة المغربية أدخلت إلى أعمالي الوسادة الخاصة بتقديم شبكة العروس، وطورت طريقة التقديم بشكل جميل، وهذا نال إعجاب المتابعين لأعمالي وروج لها بطريقة جيدة».

من أعمالها

وعن بعض أعمالها تقول: «أعمل بعجينة الورق كنوع من إعادة تدوير التوالف المنزلية القادرة ربة المنزل على التعامل معها حين تمتلك الإرادة والتصميم، فأصنع منها نماذج لتزيين الأواني الزجاجية، ولتكون حواضن حماية لها من الكسر، وكذلك أصنع منها نماذج مختلفة غير مطروقة سابقاً، لتكون مميزة وجاذبة للمتلقي، فأضيف إليها مثلاً أكواز الصنوبر وقطع الخشب وأكياس الخيش.

وكذلك أصنع الإكسسوارات التزيينية التي تعشقها الفتيات، ويرغبن بقطع متميزة وغير مطروقة، وأيضاً الزهور التزيينية للمنزل، وهنا يكون البحث في رغبات النساء ومعرفة ما يردن، فأقاطع بينهن جميعاً وأنتج ما يناسب شخصياتهن؛ وهذا ساهم بآلية تسويق لمختلف أعمالي، وحقق استقلاليتي وشخصيتي.

ولم أكن بخيلة بمعرفتي وخبرتي، بل حاولت عبر عملي كمتطوعة في مؤسسة "بصمة شباب سورية" تدريب المهتمين والراغبين بتحقيق فرص عمل، إلى جانب عملي الإنساني المجتمعي التنموي مع الشهداء والجرحى والمحتاجين من المجتمع المحلي».

"بهاء حسن" مشرف أحد المتاجر المتخصصة بالإكسسوارات، والمتابع لمشغولات "ميادة"، قال: «تتميز الحرفية "ميادة" بالتنوع الكبير في أعمالها اليدوية، إضافة إلى إتقانها الملحوظ للأنماط المختلفة من منتجاتها، وتعدّ رائدة باستخدام خيط "الكليم" لصناعة منتجات مستخدمة في الحياة اليومية بأسعار مناسبة للجميع، وهي تنافس المنتجات الجاهزة بجودتها ومتانتها.

وكذلك تميزت باستخدام عجينة الورق باحتراف من ناحية الأفكار لتزيين لوازم يومية تضاف كديكور جميل إلى المنازل، وكل هذا التنوع جعلها لافتة من الناحية التجارية لنا كمتجر، وباتت من أهم الأشخاص في مجال صناعة الأعمال اليدوية لدينا، والنتائج التجارية بالأرقام توضح الإقبال الكبير على أعمالها».

يشار إلى أن الحرفية "ميادة إبراهيم ديب" من مواليد "بانياس"، عام 1969.