بحسّ فني وتقني، وأدوات بسيطة، يبدع الفنان الحرفي "أسامة اسماعيل" في نحت أشكال وقطع فنية استوحاها من الطبيعة الريفية، مستفيداً من أخشاب الزيتون وبعض أنواع الأخشاب الأخرى.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 أيار 2019، "أسامة اسماعيل" ليحدثنا عن موهبته في النحت على الخشب، حيث قال: «الموهبة جاءت بالفطرة، فمنذ أن كنت طفلاً أحببت نحت الخشب، وفي البداية كنت أنحت أسماء العائلة، وماركات السيارات على شكل حمالات للمفاتيح، لكن هذا كله كان بواسطة بعض صناديق الخضار الخشبية، لكونها كانت المادة الوحيدة المتوفرة، حينئذٍ كنت أقيم في العاصمة "دمشق"، وخلال إقامتي فيها عملت في مجال إصلاح بعض الأدوات المنزلية المصنوعة من الخشب أصلاً، أو تلك التي يكون الخشب أحد مكوناتها، لكن ممارستي الفعلية لهذه الهواية بدأت بعد اضطراري للانتقال إلى قريتي "عين الباردة" التابعة لمدينة "صافيتا"، بسبب الأحداث التي شهدتها البلاد».

صعوبات عدّة تعترضني، منها تأمين المعدات اللازمة للعمل، وهذا يعني المزيد من الجهد والوقت، وأيضاً الأخشاب لا تتوفر بوجه دائم، ودخلي لا يسمح لي بشرائها لكونها مرتفعة الثمن بسبب قيام بعضهم ببيعها بهدف التدفئة، وهذا كله انعكس سلباً على هذه المهنة، فقد اضطررت للتوقف عن بيعها، لأن مردودها أصبح أقل بكثير من تكلفتها والجهد الذي أبذله لصناعتها

ويتابع: «بعد تقليم أشجار الزيتون، وبدل أن أقوم بجمعها وحرقها، قررت الاستفادة منها في تشكيل بعض القطع الفنية، ونجاح المنحوتة الأولى شجعني لأكمل في هذا المجال، فصنعت مصاصات (المتة) الخشبية، لكونها من المشروبات الشعبية الأكثر رواجاً في منطقتنا. وأيضاً قمت بنحت الكاسات والسكريات والملاعق والصحون بالأحجام المختلفة، إضافة إلى بعض الأثاثات الجميلة التي يمكن أن تزين منازلنا، منها: (الفازات، واللمبديرات، وكلوبات الإنارة)، ومختلف أنواع (الصمديات)، وجميعها نحتت بشكل متقن ولافت للانتباه.

دراجة نارية

كما مزجت بين اختصاصي في الميكانيك وهذه الموهبة، من خلال العمل على نحت أشكال متنوعة من السيارات والآليات، كالتريكسات، والطائرات، والدراجات النارية، والقوارب والسّفن، وغيرها، إضافة إلى أشكال تلهمني بها الطبيعة الريفية التي أعيش فيها. وفي أعمالي هذه كلها أستخدم إلى جانب أخشاب الزيتون، خشب التوت والزان والسويد، وبوجه عام توفر المادة الأولية يعني بالنسبة لي المزيد من الأفكار والمزيد من العمل الإبداعي».

عوائق عدة تعترضه في عمله، عنها يقول: «صعوبات عدّة تعترضني، منها تأمين المعدات اللازمة للعمل، وهذا يعني المزيد من الجهد والوقت، وأيضاً الأخشاب لا تتوفر بوجه دائم، ودخلي لا يسمح لي بشرائها لكونها مرتفعة الثمن بسبب قيام بعضهم ببيعها بهدف التدفئة، وهذا كله انعكس سلباً على هذه المهنة، فقد اضطررت للتوقف عن بيعها، لأن مردودها أصبح أقل بكثير من تكلفتها والجهد الذي أبذله لصناعتها».

رسالة أحب أن يوجهها في ختام حديثه، حيث قال: «كمحترف في هذا النوع من الصناعة، أتمنى لو نأخذ حقنا من خلال التعريف بنا وبموهبتنا، وتذليل جميع الصعوبات التي تعترضنا، فإن لم تأخذ هذه الصناعة حقها ستكون عرضةً للاندثار. أما الاهتمام بها، فسيجعلها أكثر تطوراً، وستكون هناك فرصة أمام الهواة للعمل والإبداع أكثر، وأقول لمن يحرق الأشجار والأخشاب، إن ما تحرقونه لأي سبب، يمكن أن يكون منحوتة فنية إبداعية، ومصدر رزق بيد شخص آخر».

عنه يقول صديقه وداعمه والمروج لأعماله "محمد بلال": «كان لقائي الأول مع "أسامة" بعد تكليفه بالعمل لدى المركز الثقافي في "صافيتا"، قادماً من دار "الأوبرا" في "دمشق"، ومنذ الأيام الأولى لمست لديه حسّاً فنياً وتقنياً في الوقت نفسه، وقد أطلعني على بعض المنحوتات الخشبية الصغيرة، وعلى بساطتها فقد حملت الكثير من التميز، وبعدئذٍ بدأ إنتاج أعمال فنية أكثر صعوبةً ودقةً، بعد أن صنع بيده وبإمكانات بسيطة مخرطةً للخشب، استبدلها لاحقاً بأخرى أكثر تطوراً لتناسب حجم المنحوتات.

ومع أن منتجاته بدأت ببعض الأدوات المنزلية البسيطة، إلا أنه اليوم يقدم أعمالاً ذات مضمون أكبر، يبدو فيها انطباعه الفني الميكانيكي، فنحت السيارات والدراجات والآليات المتعددة، ولقد قدمت له عروض عمل ومعارض، لكنها لم تكن جدية بالمعنى الحقيقي، فقرر من خلال صفحته على "الفيسبوك" أن يعرّف الناس بموهبته ويروج لأعماله، وبالفعل نجح وباع بعضها لعدد من المغتربين والمعارف».

يذكر، أن "أسامة اسماعيل" من مواليد "دمشق" عام 1971، موظف لدى وزارة الثقافة.