وظّفت ربّةُ المنزل "سوزان خضور" مهاراتها اليدوية في صناعة الورود، وشغفها بالطهي وصناعة المؤن المنزلية والحلوى في تأمين عملها الخاص ضمن منزلها الصغير، ليعيلها وأسرتها التي بدأت تكبر وتكبر معها المصاريف اليومية.

مدونةُ وطن "eSyria" زارت بتاريخ 19 آب 2019 ربّةُ المنزل "سوزان خضور" التي شكّلت حالة من التميز تسجل للمرأة السورية بشكل خاص والمجتمع السوري بشكل عام، لتحدثنا عن بداياتها في عملها الذي أصبح مصدر رزقها الرديف لعمل زوجها الموظف المتقاعد، وهنا قالت: «بدأت بجهد شخصي منذ 15 عاماً بشكل بسيط نتيجة شغفي بالورود بشكل عام وحبي لصناعتها، وكان لأثر والدتي فيّ وما تميّزت به من مهارة في الطهي حالة خاصة ونقلة نوعية تجاه طهي مختلف أنواع الطعام وصناعة الحلوى والمؤن الشتوية، ومن ثمّ استثمارها في تأمين دخل مادي يعيلني وأسرتي التي بدأ أفرادها بالازدياد وتزايدت حاجاتهم الشخصية، ورغم هذه النقلة في العمل المنزلي، لم أتخلَ عن شغفي في صناعة الورود التي قلّما وجدت أحداً يصنعها في منطقتنا وإلى جانبها صناعة الخيزران، وهنا كان لزاماً عليّ تطوير مهاراتي بشكل متسارع، فبدأت بتصريف كامل منتجاتي وفتحت أسواقاً مختلفة ضمن البيئة المحيطة بي وخارجها، حتى أني بدأت بتأمين طلبيات من المؤن المنزلية الشتوية إلى خارج "سورية" نتيجة السمعة التي حصلت عليها بعد جهد كبير في العمل حققته بالتفرد والتميز بالعمل».

أحضر موادي الأولية من مدينة "جبلة" وخاصة من المؤسسات الحكومية كونها أرخص من بقية الأسواق، وأبحث خلالها عما هو أفضل كنوعية وجودة من منطلق تحقيق إنتاج يلقى القبول عند الزبائن

وتتابع بالحديث: «أحضر موادي الأولية من مدينة "جبلة" وخاصة من المؤسسات الحكومية كونها أرخص من بقية الأسواق، وأبحث خلالها عما هو أفضل كنوعية وجودة من منطلق تحقيق إنتاج يلقى القبول عند الزبائن».

سوزان خضور خلال عملها

التميز الذي حققته ربة المنزل "سوزان خضور" على مدى سنوات عملها الطويلة، يكمن في فتح أسواق تصريف خاص لها في بيئتها المحيطة وخارجها بخلاف بقية ربات المنازل، ومتابعتها لرجع الصدى لمنتجاتها، لتحقيق الأفضل دائماً، وكذلك توظيفها لتقنيات التواصل الاجتماعي التي ساهمت بفتح أفق أوسع بالنسبة لها لم تكن بالحسبان، وهنا قالت: «شاركت بالكثير من المعارض التي أمنت لي الترويج الجيد، وكذلك وظفت تقنيات التواصل الاجتماعي لخدمتي، عبر إنشاء صفحة خاصة بما أنتجه، لأؤمّن من خلالها أسواق متجددة دوماً، وهذا كان له الأثر الإيجابي في عملي، ورغم خبرتي بالعمل اتبعت العديد من الدورات التخصصية في صناعة الخيزران، وذلك لتطوير مهاراتي والحصول على المزيد من المعرفة، من مبدأ عدم التكبر على المعرفة، وهنا يكمن حبي للعمل، حيث أعمل جاهدة على تقديمه بأفضل وجه ممكن، ففي كثير من الأحيان أعيد ما أصنعه مرة أخرى لتحقيق أفضل إخراج له، وخاصة المؤن المنزلية وصناعة الخيزران».

لقد تمكنت ربة المنزل "سوزان" من تحقيق الاكتفاء الذاتي من حيث المواد الأولية، وساهمت بتصريف الفائض في بيئتها الزراعية، وهنا قالت: «أستفيد من بيئتي الزراعية في تأمين بعض المواد الأولية لزوم صناعة المؤن الشتوية كالعصائر والمربيات والقطريات "القرع" و"الباذنجان"، ما حقق لي وفراً في بعض التكاليف المادية الناتجة عن سمسرة التجار، وكذلك ساهمت بتصريف بعض الفائض من هذه المواد الأولية التي تنتجها قريتي الزراعية "حريصون" شمال مدينة "بانياس" بحوالي عشرة كيلومترات».

من أعمال الخيزران

في لقاء مع ربة المنزل "نورا مسعود" وهي إحدى المستفيدات من خدمات "سوزان" قالت: «بشكل عام أهتم بموضوع النظافة في الطعام، وهذا دفعني للتسوق مما تنتجه "سوزان" التي تعدّ من أمهر صانعات الحلوى المنزلية، كأقراص العيد و"السيوا" والكعك بحليب، إضافة إلى أن أسعارها مدروسة وتناسبني جداً، وأشتري منها دوماً لأدعمها كون هذا الجهد فرصة عمل لها، وكذلك هي تهتم بمنتجاتها وتسأل كل زبون عن رأيه بما اشتراه، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أهمية هذا العمل لها، ومحاولة تطويره باستمرار، كذلك هي تعمل بمفردها دون مساعدة أحد لتكون المسؤولة عن نتائجه بشكل مباشر».

يشار إلى أنّ "سوزان مصطفى خضور" من مواليد "بانياس" عام 1966.

منتجات المربيات