"الجوز"، "اللوز"، "التين اليابس" و"الزبيب"؛ هي بعض المواد التي يبيعها بطل لقائنا هذا، وبما أنّ سوقه متنقل من مدينة إلى قرية ومن بلدة إلى محافظة، فقد كانت الصدفة وحدها هي من جمعتنا به بتاريخ 6/5/2009.

التقينا به في أحد أسواق "طرطوس"، أو بالأحرى أحد أحيائها الشعبية التي أصبح يعرفها جيداً، وهناك حدثنا "علي محمد زاهدي" الذي يعمل كبائع متجول عن بعض أسرار هذه التجارة، وبدأ بالحديث عن بداية هذه المهنة التي تمارسها عائلته فقال: «في بداية عملي هذا منذ عدة سنوات كنت أسافر مع والدي إلى "الأردن" و"لبنان" في المواسم، وكذلك إلى "طرطوس" شتاء و"صلنفة" صيفاً و"كسب" و"رأس البسيط" و"مشتى الحلو".

كنا نبيع أيضاً "الورد"، "الخبيزة"، "الزنبق"، "الجوري"، ورد "السمكة" في "دمشق"، "النفوقة"، "المليسة"، "القرنفل"، وشجر "الليمون" و"البرتقال". كنت أسافر وأحمل "الخرج" على كتفي وفيه هذه المواد من "زبيب" و"لوز" و"تين" وأقوم بضيافة الزبون لكي يظل مسروراً وإذا صادفنا من جديد حتى لا ينفر ويشتري مرة أخرى

أهم أصنافنا هي "الزبيب"، "التين اليابس"، "الجوز البلدي"، "اللوز الفرك" (السهل التقشير)، "دبس العنب"، "دبس الخرنوب" و"دبس التمر".

أماكن أصبحت معروفة لديه

كنا نحضر "دبس الخرنوب" من "لبنان" وهو يستخدم مع "الطحينة" و"العسل"، وكنا مشهورين في "الأردن" و"لبنان" ببيع هذه المنتجات السورية، فكانوا يشترون منا عندما يعرفون أننا من "سورية"».

وتابع بالحديث عن غيرها من الأصناف: «كنا نبيع أيضاً "الورد"، "الخبيزة"، "الزنبق"، "الجوري"، ورد "السمكة" في "دمشق"، "النفوقة"، "المليسة"، "القرنفل"، وشجر "الليمون" و"البرتقال".

فن الضيافة

كنت أسافر وأحمل "الخرج" على كتفي وفيه هذه المواد من "زبيب" و"لوز" و"تين" وأقوم بضيافة الزبون لكي يظل مسروراً وإذا صادفنا من جديد حتى لا ينفر ويشتري مرة أخرى».

بالرغم من بساطة أدواته، في جعبة بائعنا الكثير من الخبرة والمهارة التي لا يمتلكها إلا القليلون، فها هو كمثال يشرح عن طريقة تحضير "اللوز" فيقول: «"اللوز" يكون بقشرتين، نقوم بانتزاع القشر الأخضر وتبقى "اللوزة" مع قشرة واحدة ثم نقوم بتجفيفها بالتعريض للشمس حوالي ثلاثة أيام، ثم ننقعه في المستودع وبعد ذلك نضعه في "المحمصة" ونضع عليه بعض الماء والملح و"مرقة الكاتشب" من أجل النكهة، ونحركه عدة مرات حتى يجف تماماً ويعلق الملح عليه، بعد ذلك نحوله إلى "بيت النار" لمدة ربع ساعة، ثم ننشفه بـ"النشافة" لتزيل عنه أية رطوبة ولكن يبقى طعمه ونكهته، ونعبئه في أكياس بخمسة أو عشرة كيلوغرامات ونبيعه في المناطق المذكورة، كما نوزع على بعض السوبر ماركات المحلية».

منهم من يشترون ومنهم من يحتارون

أصناف معينة يتم تحضيرها في مناطق إنتاجها بعد أن نالت شهرة بجودتها، وغيرها من الأصناف الهامة للكثير من المنازل، فكما شرح: «"الزبيب" نحضره جاهزاً من "السويداء"، فهي أشهر مناطق "سورية" به، أما "التين" فنجففه بتعريضه للشمس حوالي شهر، وبعدها نضعه في أكياس ونضع معه مادة تسمى "حب غاز" لكي يحافظ على طعمه ويبقى نظيفاً ومن دون حشرات.

"الجوز" مصادره متعددة مثل "بلودان"، "سرغايا"، "مضايا"، "بقيم"، "الزبداني"، "سهل الزبداني"، "دير مقرم" و"عين الخضرة" ويكون أخضر، حيث يبقى حوالي شهر ونصف وينزع عنه القشر الأخضر بواسطة قشارة خاصة، وبعد أن ييبس نبيعه للمؤونة، وبالأخص لـ"المكدوس" و"الحلويات" و"الكبة" و"بابا غنوج"».

تلك هي الأصناف التي يبيعها "علي زاهدي"، وربما تثير فضول الكثيرين- حتى من دون ضيافة، والفرصة الوحيدة هي مصادفته في أحد هذه الأسواق: «من أكثر المناطق إقبالاً "طرطوس" مثل "صافيتا"، "بانياس"، "الغمقة"، "المشبكة"، "العريض"، "القدموس" و"الدريكيش".

في "الأردن" نسافر إلى "عمان" وقرى "عمان" مثل "البجعة"، "صويلح"، "خربة السوق"، "شارع سحاب"، "الزرقا" و"شارع الكاردز" وهو منطقة سياحية.

وفي "لبنان" نزور "بيروت" و"طرابلس" وقرى مثل "بحمدون"، "أبو رمانة"، "مفرق عليق"، "الليلكة" و"بوابة فاطمة" في الجنوب».