بهدفِ نشرِ الوعي الصحي في المجتمع، وتقريبِ المسافةِ بينَ المرضى والأطباء، أسسَ مجموعةٌ من المهندسينَ من شركة "الساحل السوري لتكنولوجيا المعلومات"؛ منصةً طبيةً مجانيةً، بقصد توفير الوقت، والجهد، وتقديم استشاراتٍ ونصائحَ طبية في حال تعذرَ الوصولُ إلى عيادة الطبيب.

مدونةُ وطن" eSyria" تواصلت بتاريخ 9 تموز 2019 مع المهندس "مازن داؤود" أحدُ المشاركين بتطبيق "طبيبك هون"، ليحدثنا قائلاً: «في إطار سعينا كشبابٍ متعلمٍ لتكريس خبرتنا ودراساتنا الأكاديمية لخدمة مجتمعنا، ولضرورة وجود منصة طبية متكاملة مجانية تساهمُ في تطوير الوعي الصحي، وتقديم خدمات طبية مجانية، وانطلاقاً من مشكلة أساسية نعاني منها في واقعنا الحالي؛ تكمن في انتشار الكثير من الأطباء منتحلي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يسعون للربح المادي دون أدنى اهتمام بصحة أو حياة الأشخاص الذين يقدمون لهم منتجاتٍ، واستشاراتٍ، وأدويةً لا تتوافقُ مع قوانينِ وزارة الصحة، وغيرِ مسجلةٍ لديها، وبعيدةً كل البعد عن الجانب الطبي المهني؛ إضافةً إلى زيادة الوعي الطبي وايصال الخدمات الطبية لأوسع شريحة من المجتمع؛ خاصةً في ظل الأزمة، حيثُ تقطعت السبلُ بالكثيرين للوصول إلى المشافي بسبب الحرب. كما كان لا بدّ من التفكير برجال الجيش الذين يتعرضون للمرض أو الإصابة ولا يمكنهم الوصول إلى المراكز الطبية، وانطلاقاً من كل ذلك أتت فكرة "طبيبك هون" لتكون صلة ربط مباشرة بين كل من المرضى، والأطباء والحل الأمثل في حال عدم إمكانية الوصول إلى عيادة الطبيب دون أن يصبحَ المكانُ الجغرافيُ عائقاً».

أردتُ أنْ أكونَ ضمن فريق أطباء "طبيبك هون" بعد الاطّلاع على الخدمة التي يقدمها سواءً للطبيب في المساهمة بشهرته، وتعريف الناس به، وللمرضى بالاستفسار عن شكوى معينة وتقديم المعلومة الطبية الصحيحة أو على الأقل توجيهه نحو الطبيب المناسب لحالته المرضية، ولي تجارب ناجحة مع مرضى لا تسمح ظروف عملهم بالوصول إلى العيادة كرجال الجيش، حيث أقوم بالرد على شكواهم، وإرسال الوصفة الطبية المناسبة

وعن خطواتِ العمل والجدوى من التطبيق، يحدثُنا المهندس "حسن ديب" رئيسُ قسمِ الويب قائلاً: «كانت البداية بالمرحلة الأصعب، حيث كان الهدفُ الأساسي إطلاقَ نسخةٍ تحوي الخدمات الأساسية للمنصة؛ تمثلت بفهرسٍ للأطباء مع جمع معلومات كاملة عنهم، وأماكن وجودهم، والمشافي التي يعملون بها، والتأكد من الشهادات قبل توثيق الحساب كطبيب أو صيدلاني، إضافة للسماح لهم بنشر النصائح، والمقالات الطبية ضمن الموقع، ولأنّ هدفَنا دعمُ كاملِ القطاع الطبي؛ انتقلنا إلى المرحلة الثانية والتي تمثلت بإضافة الصيادلة إلى التطبيق، مع دعم لعرض الصيدليات المناوبة، ولكي يكونَ التطبيقُ أكثرَ فعاليةٍ ويقدمَ الخدمةَ والفائدةَ المرجوةَ منه، خاصةً في ظل الحالات الطارئة، وتمّت إضافةُ ميّزة الاستشارات الطبية، والسماح للمستخدمين بنشر استشاراتهم بشكل مخفي دون كشف هويتهم مع السماح للأطباء بتخصيص الاستشارات الطبية كما يرونه مناسباً، كما تمّت إضافةُ ميّزة الاستشارات العامة، والخاصة؛ والتطبيق قيد الاستخدام منذ عام 2015 بعد موافقة الجهات المعنية، وهو في حالة انتشار واسع، وهذا ما يبدو واضحاً من خلال المتابعين، وزيادة عدد الأطباء والصيادلة المسجلين الذين يظهرون بعمليات البحث».

المهندس مازن داوود

وعن أهمية اختيار وسائل التواصل الاجتماعي، والصعوبات التي واجهت الفريق، يتابع قائلاً: «بعد مناقشة الفكرة كان الاتفاق مع فريق العمل للبحث عن وسيلة لإيصالها؛ فوقع الخيار على وسائل التواصل الاجتماعي لسرعة انتشارها وقلّة التكاليف، وسهولة استخدامها من قبل العامة بشكل مجاني، وبالرغم من ذلك وكأيّ عمل لا بدّ من مواجهة بعض الصعوبات، والعراقيل تمثلت بنشره وايصال أفكاره وزيادة الوعي المعلوماتي والتقني قبل زيادة الوعي الطبي بين مختلف شرائح المجتمع، ولأنّ الإنسانَ عدو ما يجهل تردد بعضهم باستخدام التطبيق، ومع ذلك استمر عملنا الذي بدأ يأتي بثماره من خلال عدد المستخدمين، ولكن الصعوبة الأكبر كانت بإقناع الطبيب أو الصيدلاني الذي اعتاد تقاضي الأموال عند تقديم استشارته؛ أن يقدمها بشكل مجاني، وفي حال وجود الأطباء والصيادلة كيف لنا أن نوثقهم، ونتأكد من شهاداتهم، لذلك قصدنا النقابات التي كان لها دور وتعاون كبيرين بتزويدنا بالمعلومات والمساهمة بنشر التطبيق والتعريف بخدماته، وإعطائنا المساحة الكافية لشرح ميزاته في المؤتمرات الطبية».

الدكتور "مدين خضر" أخصائي طبّ أسنان، وأحد الأطباء المشاركين بالتطبيق، والإجابة على أسئلة المرضى يقول: «أردتُ أنْ أكونَ ضمن فريق أطباء "طبيبك هون" بعد الاطّلاع على الخدمة التي يقدمها سواءً للطبيب في المساهمة بشهرته، وتعريف الناس به، وللمرضى بالاستفسار عن شكوى معينة وتقديم المعلومة الطبية الصحيحة أو على الأقل توجيهه نحو الطبيب المناسب لحالته المرضية، ولي تجارب ناجحة مع مرضى لا تسمح ظروف عملهم بالوصول إلى العيادة كرجال الجيش، حيث أقوم بالرد على شكواهم، وإرسال الوصفة الطبية المناسبة».

الدكتور وائل عبد الصمد

بدوره الدكتور "وائل عبد الصمد" أخصائي جراحة أوعية؛ يحدثنا حول مشاركته بنشر معلومات طبية على التطبيق قائلاً: «"طبيبك هون" تطبيقٌ مهمٌ ومميز، وفي الوقت نفسه رائدٌ من نوعه، يقدم توعيةً عامةً بأسلوب سهل لأوسع شريحة من المجتمع، وكان لي الشرف أن أكون من أوائل المشاركين فيه فور إطلاقه منذ ثلاث سنوات، وقد أصبح لي الكثير من المشاركات، والنصائح، والاستشارات الطبية، وعلى الرغم من أهميته إلا أنّه لا يمكن بالمطلق الاستغناء عن زيارة الطبيب، لأنّ هناك الكثير من الحالات التي لا بدّ من الفحص السريري لها، لكنّه برأيي الحل الأمثل في حال تعذر الوصول إلى الطبيب».

من جهتها ربّة المنزل "هزار خضر" تحدثت عن تجربتها الشخصية مع التطبيق قائلة: «أنا أم لثلاثة أطفال، اضطررت بسبب الحرب لمغادرة منزلي في المدينة، والسكن في مكان بعيد يفتقر للكثير من الخدمات منها الطبية، وأثناء لعب أحد أبنائي بكرة القدم تعرض لكسر في ساقه، وكان ذلك أثناء الليل، ولم أتمكن من الوصول إلى مركز طبي، وكالعادة أصبحت تنهال عليَّ النصائح من الأهل والجيران بكيفية التعامل مع الوضع كل حسب تجربته الشخصية وخبرته، وأثناء التفكير عن حل استرجعت ذاكرتي حيث لفتني سابقاً أثناء تصفحي "الفيس بوك" وجود تطبيق يقدم الخدمات والاستشارات الطبية، وبالفعل قررت إرسال رسالة أشرح بها وضع ابني كخطوة علّها تنجح، وفي الحقيقة لم أتوقع أن ألقى الرد بالسرعة التي حدث بها، كانت مجموعة من النصائح من قبل طبيب مختص التزمت بها إلى أن تمكنت من اصطحابه في اليوم الثاني إلى المشفى، وكانت النتائج جداً رائعة».

يذكر أنّ المهندس "مازن داؤود"، والمهندس "حسن ديب" من مواليد محافظة "طرطوس" 1983.