حبّاً بالمغامرة والاستكشاف، ودافعاً لتوثيق الجمال السوري، تأسس فريق "روح سوريا" على المحبة وتوحيد الثقافات، وروح التحدي، من خلال الأنشطة الرياضية المحترفة، بهدف نقل صورة جميلة عن بلادهم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت قائد ومؤسس الفريق "علي إسبر" بتاريخ 3 تموز 2020 ليتحدث عن التأسيس والنشأة، فقال: «أتت فكرة تأسيس الفريق بعد مشاركتي بعدة نشاطات رياضية لجهات مختلفة، حيث التقيت بأشخاص يحملون الهدف نفسه، لنضع أفكاراً لنشاطات متميزة ومختلفة عن غيرها، ونكون فريقاً متكاملاً، وكان الهدف من "روح سوريا" هو السعي لإدخال رياضات احترافية غير موجودة تحمل طابع المغامرة والتحديات، وتجمع الشباب السوري، وبالأخص الفئة العمرية بين الثامنة عشرة والأربعين عاماً على المحبة والانتماء للفريق بعيداً عن كل الفروقات والاختلافات، من خلال أجواء اجتماعية ونشاطات رياضية افتقدتها البلاد خلال الأزمة».

يتم الانتساب على مرحلتين في السنة عن طريق استمارة إلكترونية على صفحة الفريق الرسمية بشروط معينة ما يتناسب مع متطلبات الفريق، وبعدها يتم فرز المنتسبين إلى الفرق حسب اختصاص المنتسب، ومن ثم مرحلة المقابلة ليتم بعدها تجريبه وتدريبه على أرض الواقع

وأضاف: «بدأت نشاطات الفريق في تشرين الأول من عام 2015 من خلال رحلات مدمجة تتضمن ترفيهاً ومسيراً رياضياً، لتتحول بعدها إلى نشاطات رياضية محترفة، في محافظتي "اللاذقية" و"طرطوس"، وبعدها تطورت الفكرة، وبدأنا باستقطاب الناس، واتسعت النشاطات لتشمل عدة محافظات أخرى منها "دمشق" وريفها، "حمص"، "حلب"، "حماة"، "السويداء"، إضافة إلى مناطق "الوادي"، "مصياف"، "سلمية" و"محردة"، وتم ترخيصه من قبل الاتحاد العربي السوري للرياضة للجميع، واللجنة العليا للأنشطة الخارجية، وتأسس بنظام داخلي خاص، وبنية تنظيمية خاصة، حيث يتألف من سبعة فرق يتم تدريبها وتأهيلها بشكل مستمر لتكون على أتم الجاهزية، تشمل فريق إداري يضم قادة الأفرع الموزعة في المحافظات، وفريق الدراجين المسؤول عن أنشطة الدراجات "Riders"، والفريق الاستكشافي المسؤول عن تحضير المسارات ومواقع المخيمات، وفريق الميديا الموثق لنشاطات الفريق، والفريق الإعلامي لإدارة الصفحات الرسمية للفريق، والفريق الطبي المسؤول عن معالجة الحالات الطبية الطارئة أثناء النشاطات، إضافة إلى الفريق التنظيمي الذي يعتبر عصب الفريق في تنفيذ المهمات الميدانية والتنظيمية التي تسبق النشاط، ورغم كل الصعوبات التي واجهتنا، وتحديداً الموضوع المادي والتمويل لشراء المعدات اللازمة، تمكن الفريق من وضع نظام مالي بتنسيق منظم يضمن تلبية احتياجات النشاطات بشكل مستمر».

علي إسبر قائد فريق روح سوريا

وعن النشاطات التي يقدمها الفريق، قال: «يقدم الفريق عدة أنشطة تنفذ بطريقة مميزة ومختلفة عن الطريقة التقليدية، ولها طابع خاص، منها المسير ونشاطات إنزال، تسلق، مبيت، مخيمات بحرية، جبلية، أنشطة تجوالية، رحلات ترفيهية، مسير الخيول، مسير الدراجات، أنشطة التجديف بالقوارب. ويتم تجهيز نشاط المشي على الحبل "slack line"، ودراجة السماء "sky bike"، ونشاط "water sky"، إضافة إلى نشاط "zip line" التي تم تنفيذه بتسعة وعشرين نشاطاً وبمشاركة ألفين مشترك ومشتركة، والذي يعتبر من أهم النشاطات التي قدمها الفريق».

"درب حلب" الإنجاز الأكبر للفريق، قال عنه "إسبر": «أتت فكرة تنفيذ النشاط بعد تحرير طريق "حلب" الدولي "M5"، وتحرير الجزء الغربي من المحافظة، وكان الهدف منه زيارة المنطقة بعد تسع سنوات من الحرب، وتعريف الشباب السوري على تاريخ المدينة والأماكن الأثرية التي لم يرها من قبل بسبب الأزمة، والتأكيد على أنّ "حلب" هي المدينة التي لا تموت، حيث تم التنسيق مع كادر الفريق في كل المحافظات، ومع كل الجهات المعنية لتسهيل المسير، وشارك فيه أربعمئة مشترك، وتمت زيارة كل المواقع الأثرية ضمن "حلب" القديمة مع الشرح الكامل عنها، وتوثيق أغلب المعالم، والإضاءة على الدمار الذي أصاب المنطقة، وأخذ النشاط طابعاً تراثياً ثقافياً حيث اختتم بحفل على مسرح "دار التربية" بإشراف "أحمد شرم"».

من نشاط المخيم البحري

"محمد أزعط" قائد فريق الميديا في فريق "روح سوريا"، قال: «من أهم الأساسيات لنجاح أي عمل هو التسويق الناجح، وهذا ما عملنا به كفريق ميديا بنقل الصورة، وترك ذكريات جميلة وتوثيق النشاطات والأحداث بصورة وفيديو سواء للمشتركين أو حتى للأشخاص الذين لم تسمح لهم الفرصة بالمشاركة ليتعرفوا على المناطق والأماكن الأثرية في بلادنا، والإضاءة على البيئة العذراء التي لا يمكن اكتشافها إلا بالدخول لقاع الأرض، وهدفنا الرئيسي من ذلك هو رسم صورة جميلة لـ"سورية" وإيصالها للناس كافة».

وعن كيفية الانتساب للفريق، قال "أزعط": «يتم الانتساب على مرحلتين في السنة عن طريق استمارة إلكترونية على صفحة الفريق الرسمية بشروط معينة ما يتناسب مع متطلبات الفريق، وبعدها يتم فرز المنتسبين إلى الفرق حسب اختصاص المنتسب، ومن ثم مرحلة المقابلة ليتم بعدها تجريبه وتدريبه على أرض الواقع».

من نشاط "zip line"

"علاء ديب" مشرف تنظيمي في الفريق، قال: «اخترت الفريق بعد مشاركتي معهم بعدة أنشطة، أحببت الروح الرياضية الموجودة بين الكادر والعلاقة بينهم المبنية على التقدير واحترام الرتبة والخبرة، واحترام رأي أي فرد بإضافة مقترحات جديدة.

"روح سوريا" جمعنا على المحبة، فهو بالنسبة لأي فرد عائلة ثانية، حيث يتميز بطابعه الرياضي الترفيهي الذي يهدف إلى المغامرة والتحديات والتعايش مع الطبيعة، ومنفذ للراحة بعيداً عن ضجيج المدن، إضافة إلى تعريفنا على أماكن لم نرها من قبل، ودمج الشباب من كل المحافظات والثقافات وتوحيد أفكارهم بعيداً عن كل الاختلافات، وتعزيز ثقتهم وبناء قدراتهم وكسر الخوف وتحدي رهاب المرتفعات من خلال الأنشطة الرياضية المحترفة، حيث أضاف لي شخصياً الكثير من الخبرة كوني رياضي، وعزز قدراتي وثقتي بنفسي لتقديم أفضل ما يمكن».

يذكر أنّ فريق "روح سوريا" تأسس في حزيران عام 2015، في محافظتي "طرطوس" و"اللاذقية"، والصورة الرئيسية لأحد أنشطة الفريق في "حلب".