كثرت الأحاديث في الفترة الأخيرة وخصوصاً في أوساط الشباب في محافظة "طرطوس" عن التجارة الإلكترونية والتسويق الشبكي، وأكثر تداعيات هذه الأحاديث تعود إلى حداثة هذا النوع من التجارة في "سورية" وعدم المعرفة الصحيحة عن طبيعته.

"هل اشتركت"؟! عبارة سمعناها كثيراً خلال العام المنصرم، بالطبع eSyria اشترك في هذا الحدث وبتاريخ 28/4/2009، ولكن في حوار أجراه مع الدكتور "رائق حمود"- دكتوراه في المعلوماتية، تحليل نظم، مدير المعلوماتية في "المصرف التجاري السوري" سابقاً ومسؤول التسويق في "المصرف التجاري السوري" في المنطقة الساحلية حالياً، لمعرفة المزيد عن التجارة الإلكترونية والتسويق الشبكي.

التجارة التقليدية تحتاج لوصول المنتج إلى الزبون إلى وجود وسطاء هم الوكلاء والتجار لتصل إلى المستهلك، وأثبتت الإحصائيات والدراسات التي أجريت أن 80% من سعر المنتج النهائي هي تكاليف مضافة كأرباح للأوساط التجارية والدعاية والإعلان

بدأ د."رائق" بالحديث عن التجارة الإلكترونية وأسباب ظهورها فقال: «التجارة التقليدية تحتاج لوصول المنتج إلى الزبون إلى وجود وسطاء هم الوكلاء والتجار لتصل إلى المستهلك، وأثبتت الإحصائيات والدراسات التي أجريت أن 80% من سعر المنتج النهائي هي تكاليف مضافة كأرباح للأوساط التجارية والدعاية والإعلان».

معلومات عن بطاقة "الفيزا" في المصرف التجاري

وأضاف: «بعد إيجاد وسائل الدفع الإلكترونية (البطاقات العالمية) وانتشار الإنترنت بشكل واسع أصبح بالإمكان تنفيذ خدمات من خلال الشبكة العنكبوتية ومنها خدمات التجارة، وصار بالإمكان الشّراء مباشرة من الشركة المنتجة من خلال موقعها على الإنترنت، وأصبح أكثر من 50% من حجم التجارة العالمية ينفذ عبر التجارة الإلكترونية، لما لهذه التجارة من أهمية في تنظيم حركة السلع والأموال وضبطها، فلاقت اهتمام الشركات المنتجة والمستهلكة والحكومات أيضاً، ويمكن القول أنّ التجارة الإلكترونية والتسويق الشبكي هي حاضر ومستقبل التجارة العالمية».

التجارة التقليدية قديمة قدم المجتمعات، والإلكترونية حديثة حداثة التكنولوجيا، وفي هذه المسافات الشاسعة تتهاوى الفروق التي تحدث عنها قائلاً: «في التجارة التقليدية الأسواق تحوي المزيد من المنتجات المهربة بين الدول والمقلدة والكاسدة، وهذا يؤثر على حركة الأموال.

مخطط لأحد أنظمة التسويق الشبكي

بينما في التجارة الإلكترونية الشراء هو مباشرة عن طريق المعمل بعيداً عن جميع السلبيات المذكورة، وكحركة الأموال فهي منضبطة لأنه يتم تحويل ثمن المنتج من حساب المستهلك إلى حساب الشركة أي من بنك إلى بنك، بعيداً عن مخاطر تداول النقد، وهذه العملية تلقى دعماً من الحكومات في معظم دول العالم».

وبما أنّ مواكبة التطور هي من سياسة الكثير من الدول فكانت هناك إجراءات من قبلها، وعنها قال: «ودعماً لهذا التطوير الهائل في التجارة العالمية أصدرت معظم الدول قوانين التجارة الإلكترونية، وأصبح جزءاً من قانون التجارة في الدول، (في "سورية" لدينا مسودة قانون تجارة إلكترونية بانتظار إصداره)، وهذه القوانين بغية المحافظة على حقوق المنتج والمستهلك والحكومات، أمّا عدم وجود تجارة إلكترونية في "سورية" فهو لعدم تطور أنظمة المعلومات والاتصالات ووسائل الدفع الإلكترونية، بالإضافة إلى قناعة التشكيلة الاجتماعية للدخول في هذا المضمار».

مخطط التوزيع كما تبينه إحدى الشركات

وعند سؤالنا عن "التسويق الشبكي" وظهوره أجابنا د."رائق": «المزاحمة في الصناعة والتجارة والخدمات أدت إلى وجود وسائل تسويقية كالدعاية والإعلان والتسويق عن طريق الأفراد، وفيما يخص التجارة الإلكترونية ظهرت فكرة التسويق الشبكي وتطوّر كمنهج علمي يدرّس في الجامعات في كليات التسويق في العالم واعتمدته الشركات العالمية التي تعتمد التجارة الإلكترونية.

وقد أثبتت الدراسات أن التسويق عن طريق الأفراد هو أنجح وأقوى من جميع أنواع التسويق الأخرى، ومن هذا المنطلق مثلاً تبنت شركة "كويست" العالمية هذا المنهج في العمل».

أما عن وصول فكرة التسويق الشبكي إلى "سورية" والمرتبط بشركة "كويست" العالمية فقال: «التسويق الشبكي ينتشر بين الأفراد من فرد إلى فرد من خلال لقاء الأشخاص فيما بينهم، ووصل إلى "سورية" عن طريق الأشخاص الذين كانوا في المغترب وانتشر في معظم محافظات القطر، والكثير من هؤلاء المشتركين في هكذا نوع من الأعمال يتفرع من خلال مجموعات العمل إلى الدول الأخرى.

وعلى سبيل المثال من خلال مجموعة يزيد زمنها على سنة بقليل يوجد لها فروع في أكثر من عشرين دولة من "أمريكا" إلى "أستراليا"».

ولمزيد من التوضيح عن آفاق هذه التجارة التي ما تزال حديثة العهد على بعض دول العالم شرح بالقول: «هناك الكثير من الشركات العالمية التي اعتمدت التجارة الإلكترونية 100% في بيع منتجاتها عبر الإنترنت، مثل شركة "كويست" العالمية، وهي شركة عالمية متحدة متعددة الجنسيات تضم 18 شركة عالمية، تأسست في "بريطانيا" وإدارتها الحالية في "هونغ كونغ"، وخدماتها منتشرة في أكثر من 200 دولة حول العالم من معامل ومنتجعات سياحية ومنتجعات للاستشفاء بطريقة الطب البديل والتعليم والثقافة».

وعن الفائدة المتبادلة بين الشركة وزبائنها في حال الاعتماد على التسويق الشبكي حدثنا فقال: «تتبنى كل شركة تعمل في مجال التجارة الإلكترونية والتسويق الشبكي طريقة خاصة بها وفق رؤية فريق البحث العلمي لهذه الشركة، فالتسويق الشبكي هو فكرة علمية يتم تطبيقها على أرض الواقع من خلال المسوقين الذين يشكلون مجموعات العمل، ليحصلوا على عمولاتهم من حجم الأعمال ومبيعات الشركة التي تتحقق من خلال نشاطاتهم، وهذه الأرباح تأتي على شكل شيكات أو حوالات بالعملة الصعبة بالدولار أو اليورو».

الإجابة التي لا تقلّ أهمية عن أيّ من تفاصيل حديثنا هي عن تأثير هذه الظاهرة الجديدة في مجتمعنا، وهي بحسب د."رائق": «يعتبر التسويق الشبكي إعادة لتوزيع الثروة في العالم لأنه لا يحتاج إلى رأس مال، ويتم الشراء عن طريق الإنترنت من خلال مواقع مخصصة لهذا الغرض، والدفع بوسائط الدفع الإلكترونية والمصدّرة من البنوك التجارية في العالم بما فيها البنوك السورية، وهذا الأمر يتم من خلال القوانين الناظمة لهذه العمليات في كل دولة بعيداً عن تهريب الأموال.

وتتم هذه العمليات بكل أنواعها وفق قوانين صادرة عن البنك المركزي، وتلتزم بها البنوك المحلية كما الحال في التجارة التقليدية، وتنظم هذه القوانين حركة الأموال بين البنوك المحلية والبنوك العالمية».