إنسانة من نوع آخر في الجهد والمثابرة، وبجميع مراحل حياتها العملية والنظرية، جعلت من الإعلام طريقها الذي شقته نحو التميّز، لتحصد درجة الدكتوراه، إضافة إلى تكريمها بدكتوراه فخرية من "ألمانيا" لشخصيات مهمة في العالم، كتقدير رفيع المستوى لنشر القيم الثقافية والإنسانية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 أيار 2019، الدكتورة الإعلامية "مها صبري جحجاح"، لتتحدث عن بداية حياتها قائلة: «سؤالي عن بداية حياتي لذيذ ومثير بالنسبة لي، وقناعتي بأنني ما زلت في بداياتي، والطفلة التي تدرك ماذا تريد، وتختار كما تشعر، وفقاً لما تراه مناسباً لها. أما عن دراستي، فالتفوق بامتياز لازمني، والتحصيل العلمي كان كل اهتمامي إلى أن أضفت إلى هذا الاهتمام مهام عن كل ما يتعلق بالإعلام والنشاطات. وبالنسبة لغروري الدراسي وتحصيلي العلمي، كان بالنسبة لي تحصيل حاصل أن أحقق حلمي بأن أدخل كلية الطب البشري، إلا أن هذا لم يحدث».

إنها شخصية واسعة الثقافة، جميلة من الداخل والخارج، مبادرة نشيطة، وذات كفاءة عالية، إضافة إلى أنها إنسانة معطاءة جداً، مثابرة بمجالها؛ فالشيء الذي تسعى إليه تحصل عليه، شخصيتها قيادية مقربة جداً من الناس، شاملة لصفات الإعلامي الناجح ذي المصداقية العالية

وتابعت حديثها عن دراستها وبداياتها في الإعلام قائلة: «دخلت كلية الآداب والعلوم الإنسانية، قسم اللغة الإنكليزية، علماً أنه كان بإمكاني دخول كل الفروع إلا الطب البشري، ولعدم رغبتي بالفرع الذي اخترته؛ انشغلت مجدداً بنشاطات مكثفة في اتحاد "شبيبة الثورة"، الذي بدأت به خلال دراستي الثانوية، وكان أول ظهور لي على شاشة التلفزيون السوري. خلال هذه المدة كانت لي مشاركات متنوعة في المجالين الثقافي والاجتماعي، فقد شاركت في المحافل المحلية والدولية، وبأول مشاركة لي في "لاهاي" تعرّفت إلى صحفي أميركي، ومن خلال اطلاعه على حماستي وشغفي بالإعلام؛ عرض علي الالتحاق بـ"كورس" يختص بالتنمية والسكان، ثم عملت كمحررة في مجلة "إنترناشيونال فاميلي بلييننغ"، و"وول ستريت"، وفي "هولندا" انضممت إلى ورشات إعلامية متعددة. خلال سفري أدركت قيمة أن يمتلك المرء لغة، لذلك عندما عدت إلى "سورية" استأنفت دراستي، وتابعت أيضاً وبالمراسلة عبر صندوق البريد إرسال المواد الإعلامية إلى "وول ستريت نيويورك"، فلم يكن لدينا الوسائل الغزيرة المتاحة اليوم. ثم عملت معدة ومقدمة برامج في قناة فضائية سورية خاصة، وكان لدي ثلاث برامج هي "صنع في سورية"، و"جمالك"، و"حكاية مجد". بعدها تسلّمت مديرة قناة فضائية سورية خاصة، وشاركت بالعديد من النشاطات والندوات المهمة والحوارات والتوعية في المراكز الثقافية، إضافة إلى مشاركتي في كثير من الملتقيات».

أثناء حصولها على الدكتوراه

وبالنسبة للإعلام في نظر الدكتورة "جحجاح" قالت: «أنا لا أعدّ الإعلام مهنة المتاعب، بالنسبة لي التعب الحقيقي عندما لا نعلم كيف نُعلّم؛ هذا هو التعب المضني، فثمة من يولد وهو إعلامي بالفطرة، والإعلام بدمه، نعم لقد شعرت بأنني أنتمي إلى هذا المجال، ولأن الإعلام في حركة متسارعة، وكل يوم معلومة جديدة، فأنا متدرّبة ومدرّبة ومساعدة لكل زميل لي بالتحضير لأي ورشة إعلامية. تدرّبت في بداياتي في مبنى الإذاعة والتلفزيون بـ"دمشق"، وأول تجربة لي كانت في معرض "دمشق" الدولي، ثم اتبعت دورات عديدة في معهد الإعداد الإعلامي، ومركز التطوير والتحديث، وكمدرّبة إعلامية في اتحاد "شبيبة الثورة"، ومبنى الإذاعة والتلفزيون بـ"طرطوس"، ولي العديد من المقالات على مواقع إلكترونية ولقاءات كثيرة».

وعن رسالة الدكتوراه، والإنجاز الأخير الذي حققته، قالت: «شغفي بالإعلام لم يكن سرّاً، لذلك قدم لي أحد الأصدقاء في الخارج اقتراحاً أن أعدّ أوراقي، وأرسل كل الثبوتيات، وعدة مقالات كخطوة أولى للحصول على الدكتوراه، والدراسة كانت عبارة عن ستة فصول دراسية؛ اختيار الموضوع الصحفي، وإجراء التحقيقات والاستقصاء، وأساسيات علوم التواصل، والقوانين الإعلامية، والثقافات المختلفة، وكتابة تقارير تلفزيونية، وتحرير الخبر، إضافة إلى الصحافة الدولية وإدارة الإعلام. وكان هناك الكثير من الامتحانات والمطالبة بتقديم مادة قصيرة إعلامية لمجلة، ومادة لمحطة تلفزيونية أو إذاعية، وأخيراً أبحاث عن شخصيات مهمة، وكان التواصل عبر البريد الإلكتروني، فقدمت المقررات وكانت النتيجة من المركز الدولي الألماني أنني قدمت الأبحاث كلها بميزة خاصة جداً، وتم منحي الدكتوراه الفخرية التي تمنح فقط لشخصيات مهمة في العالم؛ كتقدير رفيع المستوى لنشر القيم الثقافية والإنسانية».

الدكتورة المخبرية "وفاء سلمان" حدثتنا عن معرفتها بالدكتورة "مها" قائلة: «إنها شخصية واسعة الثقافة، جميلة من الداخل والخارج، مبادرة نشيطة، وذات كفاءة عالية، إضافة إلى أنها إنسانة معطاءة جداً، مثابرة بمجالها؛ فالشيء الذي تسعى إليه تحصل عليه، شخصيتها قيادية مقربة جداً من الناس، شاملة لصفات الإعلامي الناجح ذي المصداقية العالية».

"إدريس ضوّا" مدير قسم الغرافيكس في تلفزيون "سما" حدثنا عن معرفته بها قائلاً: «الدكتورة "مها جحجاح" رمز حقيقي للإنسانية، يستطيع أي أحد أن يتعلّم منها، فهي رمز للعطاء ومحبة الناس. الجانب الإنساني والأخلاقي لديها مميّز جداً، أما الجانب العلمي والمهني، فحدّث ولا حرج، فعند العمل تقوم باستشارة الموظفين بوجه دائم، ولا تتعالى على أحد مطلقاً، إضافة إلى أنها تمنحهم كل المساعدة والتدريب لكي يكتسبوا كل المهارات والخبرات المطلوبة بمجال العمل».

يذكر أن الإعلامية "مها جحجاح" من مواليد محافظة "طرطوس" ومقيمة فيها.