تعد عملية ربط التعليم المهني والتقني باحتياجات المجتمع ومواكبته لسوق العمل من أهم مقومات تحقيق أهدافه وتمكينه من دعم البنية الاجتماعية والاقتصادية، حقائق تؤكدها الجهود المتنامية من أجل تطوير وتأهيل الموارد البشرية التقنية والمهنية القادرة على التعامل مع المستجدات العلمية.

كليتان للهندسة التقنية، عدة ثانويات مهنية إضافة إلى عمليات التحديث والدورات والمهن الجديدة، وغيرها من إنجازات حديثة العهد شرح عنها الدكتور "عدنان أحمد" مدير التربية للتعليم المهني لموقع eTartus مبيناً بعض العقبات التي تنتظر بدورها الحلول المناسبة.

سوف يتم في الأيام القليلة القادمة استلام مجمعات مهنية في كل من مدن "صافيتا"، "بانياس" و"الدريكيش"، وهي مخصصة لمهن موجودة ولفك الازدحام الموجود في بعض الثانويات وفقاً لما جاء في اجتماع "اللجنة المركزية" الخاصة بالتعليم المهني والتقني على مستوى المحافظة، إضافة إلى إحداث مهن جديدة في هذه المجمعات وفقاً لاقتراح إلى "وزارة التربية" وبما يحقق شروط الإحداث

ثلاثة معاهد وأكثر من خمسين ثانوية مهنية في المحافظة، شكّل الحاسب فيها خلال السنوات القليلة الماضية نواة لعدة اختصاصات، كما يوضح: «بالنسبة للتعليم المهني والتقني توجد مهن متعددة وتم حديثاً إحداث المهن الحاسوبية في كل من ثانوية الشيخ "صالح العلي" في "الشيخ بدر"، وثانوية الشهيد "مصطفى حسين" في "الدريكيش"، بالإضافة إلى إحداث مهنتي تجارة في كل من "مشتى الحلو" و"الصفصافة" وهناك ثماني ثانويات صناعية، ثماني ثانويات تجارية وسبع وثلاثون ثانوية نسوية.

الدكتور "عدنان أحمد"

توجد ثلاثة معاهد تقنية: "المعهد التجاري المصرفي"، "المعهد النسوي التقني"، "المعهد الصناعي التقني"، أما الاختصاصات: ميكانيك مركبات، تقنيات كهربائية، تقنيات إلكترونية وإنشاءات معدنية، كما تم حديثاً إحداث اختصاص "تقنيات الحاسب" لاستيعاب القسم الأكبر من الناجحين في الثانويات المهنية».

التسلسل الهرمي للكوادر المتخصصة يبدو متيناً، وفي طبقاته الطلابية عرف طفرات نوعية أشار إليها في حديثه قائلاً: «تضم المحافظة كادراً تدريسياً لجميع الاختصاصات وبشهادات عالية بالإضافة إلى المدرسين المساعدين ومعلمي الحرف وهم: 277 مهندساً ومهندسة، 681 معلم حرفة، 461 مدرساً مساعداً/ فنون نسوية، و146 مدرس علوم تجارية.

الجديد في التعليم المهني ولأول مرة في تربية محافظة "طرطوس" هو استيعاب طلاب ممن حصلوا على مجموع عال في شهادة التعليم الأساسي/ 273- 283، وأعداد كبيرة في شريحة 200- 290 درجة».

أما تلبية حاجات التزايد الطلابي والاختصاصات الحديثة فجاء من خلال ثلاث مهنيات إضافية، كما يبين مدير التربية للتعليم المهني: «سوف يتم في الأيام القليلة القادمة استلام مجمعات مهنية في كل من مدن "صافيتا"، "بانياس" و"الدريكيش"، وهي مخصصة لمهن موجودة ولفك الازدحام الموجود في بعض الثانويات وفقاً لما جاء في اجتماع "اللجنة المركزية" الخاصة بالتعليم المهني والتقني على مستوى المحافظة، إضافة إلى إحداث مهن جديدة في هذه المجمعات وفقاً لاقتراح إلى "وزارة التربية" وبما يحقق شروط الإحداث».

التفوق والتميز في مجال التعليم المهني على مدى السنين، أصبح أحد اهتمامات الوزارة التي عملت على إنصاف المتفوقين: «تولي "وزارة التربية" في السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بقطاع التعليم المهني والتقني في القطر وبالأخص من قبل وزير التربية الدكتور "علي سعد"، حيث وجه نحو الكثير من الحلول والتوجهات ليرتقي هذا النوع من التعليم للمستوى المطلوب منه.

وعلى مستوى القطر أحدثت كليتان للهندسة التقنية في كل من محافظتي "طرطوس" و"حلب" وهي تستوعب خمسين بالمئة من الطلاب المتفوقين من جميع ثانويات القطر المهنية من مختلف الاختصاصات».

المناهج كانت أيضاً ضمن أولويات "وزارة التربية"، إضافة إلى عملية ربط التعليم المهني والتقني بحاجات سوق العمل، كما يبين د. "عدنان": «على مستوى "وزارة التربية" واعتماداً على الخبرات المحلية والأوربية تم تحديث المناهج وفق المعايير الدولية وبما يتناسب مع سوق العمل، وأصبحت الوثائق للكثير من المهن جاهزة للتأليف وبوشر بالبعض منها.

أما "التلمذة الصناعية" التي أحدثت في عدد من المحافظات، فقد مكنت من إشراك سوق العمل الخاص بالإشراف على التدريب وإكساب المهارات وخاصة غرف الصناعة والتجارة مع الدوائر الفرعية للتربية، وقد اقتصرت على عدد من محافظات القطر، ولم تحدث في محافظة "طرطوس" لقلة المنشآت الاقتصادية الخاصة والورش الصناعية الضخمة التي يمكن أن تدرب الطلاب».

مهن جديدة جاءت بالتزامن مع ازدياد الحاجة إليها في كلا القطاعين، بالإضافة إلى الدورات وعمليات التحديث الضرورية التي شرح عنها قائلاً: «تم إحداث عدد من المهن في مختلف المحافظات وبما يتطلبه سوق العمل مثل الحاسوبية والتجهيزات الطبية، تحديث جميع المخابر والورش الصناعية بشكل يفوق تحضيرات سوق العمل، إقامة الدورات المركزية لإعادة التأهيل والتدريب لجميع الكوادر وكل حسب اختصاصه، مع إقامة دورات خارجية للتدريب والتأهيل أيضاً، بالإضافة إلى أمور كثيرة وإيجابيات متعددة تخص النظام التعليمي المهني والتقني بشكل عام من حيث المدخلات، العمليات والمخرجات».

بعد عمليات التطوير وحل أهم المعوقات، ما يزال هناك ما يمكن تحقيقه بحسب تعبيره: «توجد إيجابيات كثيرة كما توجد سلبيات تعمل "وزارة التربية" على الحد منها وحلها، وقد صرح وزير التربية الدكتور "علي سعد" عن مشروع إنشاء "الهيئة المستقلة للتعليم المهني والتقني"، الذي سيمكن الوزارة من التخلص من سلبيات كثيرة من حيث الاستقلال المالي والإداري والإشراف، ولوجود تعليم مهني وتقني في أغلب الوزارات.

ومن السلبيات أيضاً عدم وجود متابعة فعالة من قبل الجهات المعنية لمخرجات التعليم المهني وتوظيفها بالشكل الصحيح حتى هذه اللحظة، نسبة الاستيعاب القليلة ثلاثة بالمئة في الجامعات الحكومية وخاصة التعليم التجاري، وعدم فتح المجال للطالبات المتفوقات لإكمال دراستهن في كليات التربية وبقية الاختصاصات بما يتناسب مع المهنة».