يرى بعض الشباب أن صفحات التواصل الاجتماعية هي مجرد تسلية وتمضية وقت، ولكن آخرين وهم الأغلبية، يرونها مشاريع للإنتاج والتحفيز وتحقيق الفائدة من أوسع الأبواب.

فكثيرون من الشباب بدأ بصفحاته في مواقع التواصل الاجتماعية على أساس بناء علاقات اجتماعية وتشكيل مجموعات تعارف فقط، ولكنها ما لبثت أن تحولت هذه الصفحات إلى مشاريع بناءة تحقق الفائدة والمعرفة، كلٌ بحسب توجهاته وميوله، وهنا تقول الشابة "آية محمد ضوا" الطالبة في المرحلة الثانوية، لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 تشرين الأول 2014: «بدأت تجربتي بحساب خاص وشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ومنه بدأت رحلتي في العالم الافتراضي، فقد انطلقت منه كمصدر للتسلية والمتعة لحين أدركت أنها أعمق بكثير مما أعتقد وبدأت بها، حيث تعرفت على المصطلحات اللازمة والمهمة لهذه التجربة، وبعدها أصبحت أكثر وعياً وإدراكاً لها، فتوسعت دائرة أصدقائي واهتماماتي، وتخطت التجربة البدايات وتعدتها إلى الموقع الأوسع وهو "جوجل"، حيث حاولت البحث عن المعلومات التي أحتاجها في دراستي وحياتي الاجتماعية، فزاد اهتمامي بالعالم الافتراضي لأنه شكل بالنسبة لي طريقة عصرية للبحث والاستفادة السريعة».

وأنا وبعض الرفاق حالياً في المدرسة نحاول إنشاء صفحة خاصة بنا كطلاب مرحلة ثانوية، لنتبادل الأفكار والمعرفة، ويمكن أن نضيف المدرسين إليها لتحقيق الفائدة بمناقشة الدروس والفروض المدرسية فيها

وتضيف "آية": «وأنا وبعض الرفاق حالياً في المدرسة نحاول إنشاء صفحة خاصة بنا كطلاب مرحلة ثانوية، لنتبادل الأفكار والمعرفة، ويمكن أن نضيف المدرسين إليها لتحقيق الفائدة بمناقشة الدروس والفروض المدرسية فيها».

شباب يتواصلون واقعياً

أما الشاب "يحيى جهاد عمار" فيقول: «تجربتي على موقع التواصل الاجتماعي لم تختلف كثيراً عن تجارب بعض الشباب فيما يخص التسلية وتمضية الوقت، لكنها بعد الغوص في هذا البحر من المعرفة والعلوم اللا متناهية، تبلورت وأصبحت ذات فائدة حياتية واجتماعية، حيث أدركت أن هذه الصفحات من أكبر الوسائل التي يمكن أن تجعلنا على تواصل مباشرة بمختلف أنحاء العالم، ففيها صفحات بمختلف الاختصاصات والاهتمامات، وهنا تمكنت من معرفة كل المعلومات التي أحتاجها في حياتي الشبابية والتعليمية، وأصبح استخدامها بالنسبة لي إيجابي.

كما أنني حاولت التخصص في المعرفة عبر موقع "التويتر" المعروف بتخصص صفحاته أكثر من "الفيسبوك"، وهذا أيضاً بالنسبة لموقع "أنستغرام" العالمي».

في حين أن الشابة "رنيم علي" أكدت أن تجربتها في العالم الافتراضي بدأت في المرحلة الجامعية بتحفيز من المدرسين، وهنا أوضحت: «كان لأحد مدرسي قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب ضمن السنة الأولى، حساب في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فحفزنا كطلاب على إنشاء صفحات شخصية نتواصل من خلالها معه لمناقشة كل ما يتعلق بالمادة التي يدرسها، وهنا بدأت الفائدة الحقيقية بالنسبة لتوضيح ما هو غير مفهوم أو واضح ضمن هذه المادة، وهذا كان دافعاً لتشكيل مجموعة خاصة بنا كطلاب آداب نسأل ونتحاور ونفهم خارج إطار الكلية.

كما أن هذه التجربة كانت مهمة جداً، لأن أدمن الصفحة يضع علامات المواد فيها بعد صدورها، مما وفر علينا الوقت والمال في هذه الظروف.

ولم تنته تجربة العالم الافتراضي عند هذا الحد، وإنما تعدتها لإنشاء صفحة أخرى خاصة باللغة الروسية، كما سابقتها».

الشابة "ولاء عبد الكريم داود" لم تستفد كثيراً من تجربتها على صفحات التواصل الاجتماعية؛ لأن الخوف ما زال يعتلي هذه التجربة، وهي لا تقبل طلبات الصداقة إلا ممن تدركم واقعياً في حياتها اليومية والمدرسية.

المهندسة الشابة "حنان اسماعيل" قالت: «بعيداً عن التسلية وملء الفراغ، فإن تجربتي مع "الفيسبوك" تعد مفيدة نوعاً ما، فإضافةً إلى كوني أستخدمه كوسيلة إعلامية لنشر النشاطات والأعمال التي تقوم بها رابطة الشبيبة في "بانياس"، فأنا عضو في عدة صفحات ومجموعات تقدم معلومات ونصائح مفيدة ومهمة في كافة نواحي ومجالات الحياة، وخاصة منها التي تعنى وتهتم بمجال تخصصي العملي وهو النباتات الحراجية.

أيضاً بوجود "الفيسبوك" أصبحنا نتعرف على آخر الأخبار، سواء السياسية أو الفنية أو الرياضية، بأقصى سرعة ودون الحاجة إلى اللجوء وسائل الإعلام التقليدية، كالجرائد والإذاعات وغيرها، إضافة إلى إمكانية التواصل مع أصدقائي خارج البلاد بشكل سريع وبتكلفة أقل، ولعل أهم ما يميز "الفيسبوك" بالنسبة لي أنه يمنحني مساحة من الحرية للتعبير عن كل ما يجول في خاطري من مشاعر وأفكار، وإبداء للرأي في كل ما يدور حولي من أحداث، مما انعكس على راحتي النفسية».