تمكن "سليمان فياض" و"حسام محمد" في مشروع تخرجهما من إنتاج حبيبات بلاستيكية جاهزة للاستخدام الصناعي، عبر خط إنتاج متكامل محلي الصنع لإعادة تدوير توالف المواد البلاستيكية والتخلص من ضررها بالبيئة.

فكرة إعادة التدوير، استثمارية بالمطلق للموارد والمواد المتاحة، بحسب رأي الطالب الجامعي "سليمان فياض" (سنة خامسة قسم المعدات والآليات في كلية الهندسة التقنية الثانية في جامعة تشرين)، يقول في لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 آب 2015: «انطلاقاً من أهمية مادة البلاستيك في الحياة اليومية والأضرار السريعة التي يمكن أن تؤثر بقيمتها الاستخدامية كان يجب التفكير بإمكانية إعادة تدويرها، وكانت المشكلة في الآلة التي يمكن أن تحقق ذلك وبتكاليف مادية بسيطة، فيجب علينا الاعتماد على الخبرات المحلية السورية في العمل، وهو ما عملت عليه مع زميلي "حسام محمد" في مشروع تخرجنا».

انطلاقاً من أهمية مادة البلاستيك في الحياة اليومية والأضرار السريعة التي يمكن أن تؤثر بقيمتها الاستخدامية كان يجب التفكير بإمكانية إعادة تدويرها، وكانت المشكلة في الآلة التي يمكن أن تحقق ذلك وبتكاليف مادية بسيطة، فيجب علينا الاعتماد على الخبرات المحلية السورية في العمل، وهو ما عملت عليه مع زميلي "حسام محمد" في مشروع تخرجنا

الكراسي والأقلام والعبوات البلاستيكية وغيرها من الأدوات التي يمكن أن نستخدمها يومياً ومباشرة، وتنتهي فعالية استخدامها بعد مرحلة معينة فتصبح مخلفات ضارة بالبيئة حينها يجب التخلص منها، من هنا انطلقت شرارة فكرة المشروع، يقول "سليمان": «كان الهدف التخلص من هذه المخلفات بطريقة علمية وتوفير المادة الخام التي يمكن الاستفادة منها في العمليات الصناعية، خاصة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الحالية التي منعتنا وأدت إلى صعوبة عملية استيراد المواد الأولية الخاصة بهذه الصناعة.

الطالب حسام محمد

الدراسة كانت مستفيضة على مختلف أنواع البلاستيك الذي يمكن إعادة تدويره والاستفادة منه، وأقمنا تجارب عدة حتى وصلنا إلى معرفة ماهية كل مادة بلاستيكية وكيف أنتجت بشكلها الحالي، ومنها البلاستيك المتصلب بالحرارة الذي لا يمكن إعادة تدويره، وتوصلنا إلى إمكانية الاستفادة منه بطريقة معينة بعد عملية الطحن».

الطالب "حسام محمد" شريك "سليمان" بالمشروع يقول: «درسنا إمكانية إنشاء خط إنتاج متكامل حتى وصلنا إلى المرحلة النهائية منه، وهي تجديد البلاستيك وإنتاج الحبيبات، أي إننا تجاوزنا مراحل عدة منها التقطيع والتجفيف والفرم وصولاً إلى آلة تدوير البلاستيك وتأمين الحبيبات البلاستيكية، وذلك بعد إيصالها إلى درجات حرارة عالية لصهرها، فتصبح مادة لدنة، وهنا تخضع أيضاً لعملية تصفية من الشوائب، وهذه مرحلة مهمة للحصول على مادة عالية الجودة، وبعدها يتم سحب المادة اللدنة وفق معايير جودة عالمية بآلات محلية الصنع تمكنا من تقديمها بإشراف مختصين أكاديميين راقبوا جودتها ومراحل تصنيعها، ففور خروج المادة اللدنة على شكل حبال يتم تقطيعها إلى حبيبات عبر آلة أخرى خاصة بذلك، فتصبح جاهزة للاستخدام في العمليات الصناعية».

جزء من المشروع المتكامل لإعادة التدوير

ويضيف: «تكمن أهمية المشروع في توفير الحبيبات البلاستيكية الجاهزة للاستخدام محلياً، حيث إن هذه الحبيبات هي بالأساس مستوردة من الدول النفطية، لأنها من مشتقاتها الصناعية.

لكن يجب التأكيد هنا أن بعض المواد البلاستيكية لا يمكن إعادة تدويرها أكثر من مرة، أما المواد التي يمكن إعادة تدويرها لصناعة الأكياس البلاستيكية، فهي شرائح البيوت المحمية المهترئة، التي تعد رافداً جيداً لهذه الصناعة، ضمن محافظتنا الزراعية».

الدكتورة ميساء شاش

خلال عملية البحث والمتابعة لاستكمال فكرة المشروع بجدوى اقتصادية عالية، توجه الطالبان "سليمان" و"حسام" إلى صفحات الإنترنت، وهنا يقول "سليمان": «فكرة هذا المشروع الصناعي المبسط والمحلي الصنع كانت بعد عملية اطلاع شاملة على آخر ابتكارات إعادة التدوير، عبر صفحات الإنترنت، حيث تمكنا من توظيفها بطريقة منهجية للاستفادة منها ووضع البصمة السورية في النهاية على الفكرة.

فعلى الرغم من وجود معمل يعيد تدوير شرائح بلاستيك البيوت المحمية فقط، لصناعة الأكياس في قرية "يحمور"، إلا أن تجهيزات المعمل مستوردة، وهذا خلق لدينا حافزاً لمحاولة إيجاد حالة تميزنا، من خلال صناعة الآلة بخبرات ومهارات سورية، والقدرة على توصيف مقدار وإمكانيات الاستفادة من كل نوع من البلاستيك، إضافة إلى إنتاج الحبوب البلاستيكية بآلة محلية الصنع ضمن خط إنتاج متكامل».

وفي لقاء مع الدكتورة "ميساء شاش" النائب العلمي لكلية الهندسة التقنية، قالت عن المشروع وجدواه الاقتصادية: «لقد وضع الطالبان الحالة الاقتصادية هدفاً لهما، ولذلك كان التركيز على توفير القطع الأجنبي الخاص باستيراد الحبيبات، وأنا أرى في هذا المشروع خطوة رائعة في مجال الصناعة البلاستيكية، لأنها تؤمن الحبيبات من إعادة تدوير البلاستيك المستخدم، كي لا يصبح مخلفات تضر بالبيئة.

كما أن الفكرة المشروع حققت العلمية والنوعية، وهي جاهزة للاستثمار في السوق مباشرة، لكنها تحتاج إلى قدرات صناعية».