سوق عمل مفتوح يعتمد على أفق واسع من الشباب الذين وجدوا طريقاً لمستقبلهم في المعهد التقاني للطاقة الشمسية، على الرغم من قلة فرص العمل الحكومية المتاحة المحكومة بمتابعة بناء محطات الطاقة، والنتيجة كانت فنيين بخبرة عملية ومدخل لمتابعة الدراسة الأكاديمية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 تشرين الأول 2015، "علي عيسى" طالب سنة ثانية في المعهد التقاني للطاقة الشمسية، وعن انتسابه للمعهد يقول: «وفقاً لمعدلي في الثانوية العامة لم يحق لي سوى هذا الاختصاص، لكن هذا الخيار الوحيد لم يمنعني من البحث عن أهمية الانتساب إلى المعهد، وما يمكن أن يوفر لي من فرص عمل بعد التخرج، خاصة أنني في بداية بناء مستقبلي العملي والاجتماعي، وكانت النتيجة أن سوق العمل وخاصة منه في القطاع الخاص متوفر ويبحث عن فنيين مختصين للعمل فيه، ناهيك عن إمكانية متابعة التحصيل العلمي العالي والدراسة الأكاديمية الأكثر اختصاصية.

المخبر مجهز بكامل التجهيزات اللازمة للتأهيل والتدريب، واللافت بالأمر أن المعهد يعتمد على نشر ثقافة العمل الخاص لأن أبوابه مشرعة للعمل المثمر

وإن مجمل عمليات البحث مثّلت لدي اللبنة الأساسية لفكر العمل في القطاع الخاص بعد تحصيل الخبرة الفنية العملية من الدراسة المتوسطة، فالخبرات التي تتخرج في المعهد ممتازة، لكن نحن بطبيعتنا نهتم بالعمل الوظيفي الحكومي، وهذا يدفعنا ويمثل لدينا أملاً أن يكون اهتمام الجهات الرسمية المعنية أكبر بنا كخريجين فنيين مختصين».

الطلاب محمد وأريج وعبد الكريم

الطالبة "أريج المحمود" أيضاً سنة ثانية في المعهد، تقول: «قبل الانتساب إلى المعهد لم يكن لدي ثقافة الخيار أو ثقافة ما بعد المعهد، وهذا أعزيه إلى تقصير إعلامي إعلاني تجاه أهمية المعهد والخريجين فيه، والطامة الكبرى بالنسبة للخريجات الإناث اللواتي يبقى سوق العمل بالنسبة إليهن محصوراً ومحدوداً بالوظائف الحكومية، لأن أفق العمل بالسوق الخاص محدود جداً ونسبته ضعيفة مقارنة مع الخريجين الذكور، فيبقى لدينا خيار الجلوس في المنزل ريثما تتحقق شروط فرصة عمل حكومية مرتبطة بالخبرة الفنية التي أعتقد أنها ستكون مقتصرة على الإدارية المكتبية فقط».

وتتابع: «هذا الكلام والمفهوم رائج بيننا كطلاب بناءً على الدفعتين السابقتين اللتين تخرجتا في المعهد، وهنا لا أنكر أهمية المعهد مع توفر الاهتمام الرسمي وبناء محطات توليد طاقة شمسية».

مدخل المعهد

في حين أن الطالب "عبد الكريم لحلاوة" القادم من مدينة "أريحا" يرى أن حصص التدريب العملي بالمعهد ضعيفة بعض الشيء، ويرافقها الترويج لمباشرة العمل في القطاع الخاص لكسب المزيد من الخبرة، ويتابع: «كنت على دراية بأهمية المعهد وما يمكن أن أحصل عليه من خبرة فنية تمكنني من تأمين مستقبلي الخاص، لكن ضعف الدروس العملية كان عائقاً أمام هذه الخبرات المكتسبة، حتى إن ضعف المناهج التدريسية من حيث مواكبتها لآخر المستجدات العلمية كان همّاً كبيراً بالنسبة لنا، فالمناهج التدريسية موضوعة منذ عام 2000 أي قبل خمسة عشر عاماً، وخلال هذه السنوات توافر الكثير من الأبحاث والدراسات والمناهج العصرية المواكبة لأهمية هذه الطاقات واستخداماتها وطرائق التعامل معها كفنيين».

الطالب "محمد زاهر" كوّن ثقافته الخاصة، ويقول: «انتسبت إلى المعهد وأنا أملك الثقافة الخاصة تجاهه ومستقبله المنشود؛ أي إنني وعلى الرغم من أن مجموع علاماتي 200 في الثانوية العامة الفرع العلمي اخترت برغبة كبيرة الانتساب إليه، نتيجة تلك الثقافة وإمكانية تأمين فرصة عمل مناسبة منه، فمستقبلي مخطط له مسبقاً، وهو بالسفر ومتابعة الاختصاص بهذا المجال».

الدكتور حسن وسوف

لكن يبقى لديه شجونه الخاص الذي أوضحه بالقول: «إن مشكلة السكن الطلابي المعتمدة على العلاقات الشخصية مع مالكي المنازل كبيرة ومرهقة من ناحية الأجور المرتفعة، التي تمثل عبئاً كبيراً على أسرنا نشعر به ولا يمكننا التخفيف منه».

ويعد المعهد التقاني للطاقة الشمسية المعهد الاختصاصي الوحيد على مستوى "سورية"، وهذا كان له الأثر الإيجابي بالحالة الاجتماعية الطلابية، قال عنها "محمد": «هنا نجد طلاباً من مختلف المناطق والمحافظات؛ وهذا مثّل بالنسبة لنا عامل الانتماء، وجعلنا أسرة واحدة مهتمة بهذا الانتماء والرابط الاجتماعي بعد أن ننتشر كأفرادها في مختلف الأصقاع للعمل».

وفي لقاء الدكتور "حسن وسوف" مدير المعهد التقاني للطاقة الشمسية، يقول: «أحدث المعهد في عام 2012 نظراً لأهمية الطاقات البديلة في الحياة اليومية، وما يمكن أن توفره من بدائل عن الطاقات المعروفة، وهنا يمكن القول إن الطالب يتخرج في المعهد كفني مختص بعمليات التركيب والفك لمختلف اللواقط الشمسية والتعامل مع "الإنفرترات"؛ أي إنه ينهي دراسته ليخرج إلى سوق العمل، وهنا تكمن القيمة المضافة من المعهد بتوفير الفنيين للسوق، خاصة أنه بات مُشَرّعاً لذوي الخبرة الاختصاصية ضمن مختلف القطاعات العامة والخاصة، وهي الأوسع كنطاق عمل يمكن للفني استثماره مباشرةً.

كما أن المعهد يؤهل كوادر اختصاصية من خارج طلابه، وذلك من خلال عمليات التشبيك والتعاون مع القطاع الخاص المهتم بهذا الجانب، حيث يتم تأهيل مجموعة من المهندسين المختصين في مجال الطاقة الشمسية ليتثنى لهم الدخول في سوق العمل وتحقيق مشاريعهم الخاصة».

ويتابع: «المخبر مجهز بكامل التجهيزات اللازمة للتأهيل والتدريب، واللافت بالأمر أن المعهد يعتمد على نشر ثقافة العمل الخاص لأن أبوابه مشرعة للعمل المثمر».