لم تكن أفكار "دارين" مع سيارتها ذات اللون "الزهري"، التي شغلت المجتمع السوري، وأسمتها "على موقف دارينا"، حلم صعب التحقق بوجود صديقها "إيهاب"، الذي أعجبته فكرة المشروع، فشاركها للوصول به إلى مرحلة الإنتاج، وكان "كورنيش طرطوس" أمام مدخل ميناء جزيرة "أرواد" مستقراً له.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 5 شباط 2018، خريجة قسم الترجمة "دارين كعكة"، والمهندس "إيهاب شربا" للتعرّف إلى مشروع "على موقف دارينا"، والبداية كانت مع "إيهاب"، الذي قال: «تعرّفت "دارين" قبل عام ونصف العام، وخلال متابعتها لورشة عمل حول إدارة المشاريع التي تقيمها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مباشرة على شبكة الإنترنت، أخبرتني بفكرة مشروع مقهى متنقل وغير تقليدي، يقدم المشروبات الساخنة بطريقة متميزة، مع كامل دراسته وتكاليفه التقريبية، فأعجبتني الفكرة، وقررت الشراكة معها؛ لإلمامها بمختلف التفاصيل، ودقتها في توصيفها وتوظيفها».

بالنسبة للألوان، أردنا أن تكون جاذبة، وتشمل رسومات عن طبيعة ما نقدمه على كامل العربة المتنقلة، وهي ألوان قريبة من الجميع بمختلف أعمارهم

وتابع: «كانت مغامرة وشغف شباب، خاصة أننا بدأنا المشروع قبل الحصول على منحة المفوضية، وبعد عملية بحث عن سيارة مناسبة للفكرة "فوكس فاغن" اشتريناها بـ750 ألف ليرة سورية، وأجرينا عمليات تعديل عليها، شملت السقف الثابت ليصبح متحركاً مع مظلة "رول" أمامية على جانب السيارة الأيمن، وأخرى على الجانب الأيسر.

إيهاب ودارين

كل هذه الحركات والتعديلات كانت مدروسة ومدعمة بخيارات من شبكة الإنترنت، حيث اطلعنا على تجارب عالمية جديدة، وكانت المفارقة أن جميع النتائج خلال البحث تدل على أن فكرتنا هي الأولى في "سورية".

وبطبيعتي لا أقف أمام فكرة مشروع تروقني مهما كانت الغرابة تلفه، أو الصعوبات تعترضه، فأحب المغامرة والمبادرة مع الآخر؛ وهو ما وجدته مع شريكتي "دارين"».

على كورنيش طرطوس

العمل بتجهيزات المشروع استمر نحو عام، كما تقول "دارين كعكة"، حيث تعرفت خلال هذا العام إلى طرائق صناعة المشروبات الساخنة بحرفية غريبة عما هو معروف، ومتناول في أغلب المقاهي، وهذا من مبدأ التفرد والتميز للجذب والمحافظة على الزبون، وتابعت: «انطلقنا بمشروعنا منذ بداية شهر شباط الحالي، بمحبة كبيرة، وكل خطوة فيه أو مشروب يقدم للزبائن مجبول بهذه المحبة، ونحاول تقديم مشروبات خاصة بنا من خلال التميز بطريقة تحضيرها، وأظن أن لعلاقتي ومحبتي بهذه المشروبات منذ الصغر دوراً كبيراً في التميز بتحضيرها، كما أن الحلويات الخفيفة التي نقدمها مصنوعة يدوياً من قبل والدتي».

وما يلفت النظر أنه ضمن مساحة صغيرة جداً، أبدعا بتوظيف المكان، وهنا قالت: «دراسة المشروع شملت توظيف المساحة الضيقة لمصلحة الحاجة، فتوجد لدي مغسلة صغيرة بمقاس معين لتناسب المساحة، ومساحة أخرى لبراد صغير، وأيضاً كرسي صغير، لأن دوامنا يستمر نحو خمس عشرة ساعة متواصلة، وآلة (الكابوتشينو) مع بطاريات التشغيل والطاولة الخشبية الصغيرة القابلة للثني، ورفين صغيرين؛ أحدهما لوضع قطع البسكويت المعروضة، والآخر لوضع المشروب لمن يرغب بالجلوس، والأجمل أنه يمكننا تغيير موقفنا متى شئنا؛ لأن السيارة جاهزة للحركة، مع المحافظة على كل شيء كما هو ضمنها».

السيارة "كافيه" متنقل على مفرق دارينا

وتضيف: «بالنسبة للألوان، أردنا أن تكون جاذبة، وتشمل رسومات عن طبيعة ما نقدمه على كامل العربة المتنقلة، وهي ألوان قريبة من الجميع بمختلف أعمارهم».

وفي لقاء مع المخبرية "ريما شريدي" أحد مرتادي "على موقف دارينا"، قالت: «بالمصادفة كان مرورنا على "الكورنيش البحري" بجانب السيارة ذات اللون الزهري، حيث جذبتنا الفكرة والألوان، وقررنا معرفة ما يحدث هنا، فهي فكرة مبتكرة لأول مرة نراها من شباب يحلمون بمشروعهم المستقل.

وما لاحظته أن كل من يمر بجانبها ينجذب لتجربة ما يقدمانه، وأظن أنه سيعيدها مرة أخرى، لأن ما يقدم له طابع خاص مرتبط بجمالية المشهد المباشر على البحر، وبطريقة بسيطة، وانسجام كبير بين المقادير، وكأنها لمسة خبيرة، وخير مثال "النسكافيه" الذي حضّر أمامي مباشرة بأسلوب مميز».

أما "مانيا البطيحي"، فقالت: «أتيت لزيارة "طرطوس"، وأرى أن هذا المناخ الهادئ فيها يحتاج إلى جلسة بسيطة وعفوية، وكل ما يحيط بها يشعرني بالهدوء، كالألوان والتعامل وتحضير المشروب مباشرة أمامي، وأظن أن الشابين تمكّنا من تحقيق مشروعهما بجدارة، والنتائج والناس خير دليل على النجاح».