قدمت "أريج صالح" الموهوبة والمهتمة بالرقص الشعبي، رقصات مسرحية صعبة من ناحية تعدد الحركات فيها، والإضافات التي أدخلتها إليها، بهدف إيجاد حالة تميز خاصة، وهو ما دفع المهتمين بهذا النوع من الفنون إلى تسميتها "فراشة المسرح".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 كانون الثاني 2019، الطالبة الجامعية "أريج صالح" لتحدثنا عن موهبتها بالرقص، وكيف عملت على تنميتها حتى استحقت لقبها، وقالت: «بدأت الرقص الشعبي في سن التاسعة عندما حضرت أحد المهرجانات التي تهتم بهذا النوع من الرقص، حيث شدتني كثيراً الحركات التي قدمها المشاركون خلاله، والتي أذهلتني للوهلة الأولى، وهو الأمر الذي دفعني إلى تعلم هذا النوع من الفنون بجهد شخصي من خلال متابعة العروض الراقصة. وبعد مدة من الزمن بدأت تعلم الرقص الشعبي التراثي باحتراف مع فرقة "أرادوس"، وبعد تدريب وتنمية مهارات مع فريق عمل جماعي شاركت بتقديم لوحة راقصة بعنوان: "هذه دمشق"، وكانت تمازج ما بين الرقص التعبيري والرقص الشعبي، وهذا المزيج بين الرقصات كان من صلب اهتمامي وشغفي الذي لم يتبلور بعد، نتيجة ضعف التجربة بوجه عام على الصعيد الشخصي.

لدي زميل مهتم بالرقص الشعبي يدعى "بشار مجر"، حضر إحدى لوحات فرقة "إيل ياما" الراقصة، وتابع رقصتي التي تحتوي حركات صعبة ومعقدة، وكيف قدمتها بليونة ورشاقة ومازجتها بحركات خاصة من تأليفي، وحينئذٍ أطلق عليّ هذه التسمية التي أعدّها وسام شرف، وأصبح لقباً بالنسبة لي على مستوى زملائي في كلية التجارة والاقتصاد، وبين زملائي الراقصين

هذه اللوحة كانت وطنية، ومنحتني الكثير من المشاعر التي بادرت بعدها للمشاركة في مختلف احتفالات مدرستي بالرقص الشعبي الممزوج معه التعبيري، وهنا بدأت مهاراتي تظهر لتكوّن هاجسي في هذا الفن.

خلال أحد العروض

وزادت مهاراتي تنميةً، مشاركتي بأحد المعسكرات الصيفية التي أقامتها منظمة "شبيبة الثورة"، حيث وجد مختصون وأصحاب خبرة جيدة في التدريب، إضافة إلى المشاركات الجماعية بالعروض، ومن هذه التجربة بدأت من جديد مع الفرقة الراقصة المختصة بالرقص الشعبي "إيل ياما" الحاضنة لموهبتي وتنمية وتطوير مهاراتي.

وبدأنا التدريب واللياقة البدنية للمرونة وسهولة الحركات، واكتشاف ما هي الفنون الشعبية، وكيف هي الدبكة الشعبية الأساسية الخاصة بالساحل السوري».

بشار مجر

وأضافت: «تميزت بقوة شخصية خلال تقديم الحركات الراقصة، وكذلك ليونة جسدي خلال تقديم حركات راقصة صعبة ومتعددة، إضافة إلى سرعة البديهة في تلقي الحركة ومحاولة إضافة جديد إليها يمثل شخصيتي الراقصة.

فعلى المسرح حين تقديم الحركات الراقصة أحاول تقديم شخصيتي بقوة، مترافقة مع حركات جسدية ترتسم معالمها على وجهي، لتوحي وتحفز الانفعالات الفيزيولوجية مع المتلقي، وتولد حالة من الجذب والمتابعة، وهذا ليس بالأمر السهل على الطرفين، الراقص والمتلقي، فقوة الشخصية تلعب الدور الأساسي في التخلص من رهبة المسرح التي يقع فيها كثيرون من أصحاب التجارب والخبرات.

أريج صالح

وبالنسبة لليونة في تقديم الحركات، أقدمها مهما بلغت صعوبتها، وهذا ليس وليد تدريب وتمارين مستمرة فقط، وإنما هو نتيجة ممارستي للرياضة أيضاً بمختلف أنواعها منذ الصغر، ومنها رياضة الدراجات والسباحة وكرة السلة، حيث كانت لدي عدة إنجازات، منها المركز الثاني في بطولة المدارس على مستوى محافظة "طرطوس" بكرة السلة، والمركز الأول بالوثب الطويل على مستوى المحافظة، وحصلت أيضاً على ميدالية برونزية في السباحة على مستوى المحافظة».

وبالنسبة لتسميتها "فراشة المسرح"، قالت: «لدي زميل مهتم بالرقص الشعبي يدعى "بشار مجر"، حضر إحدى لوحات فرقة "إيل ياما" الراقصة، وتابع رقصتي التي تحتوي حركات صعبة ومعقدة، وكيف قدمتها بليونة ورشاقة ومازجتها بحركات خاصة من تأليفي، وحينئذٍ أطلق عليّ هذه التسمية التي أعدّها وسام شرف، وأصبح لقباً بالنسبة لي على مستوى زملائي في كلية التجارة والاقتصاد، وبين زملائي الراقصين».

تلقت "أريج" الدعم من جميع المحيطين بها، وخاصة من مدربيها المختصين بالرقص الشعبي التراثي، وهنا قالت: «جميع المحيطين بي دعموني فيما أقوم به من إبراز موهبتي وتطويرها، ومنهم المدرب الراقص "محمود رسلان" الذي منحني الكثير من الطاقة الإيجابية على المسرح، وألزمني على إخراج ما بداخلي من محبة وعشق للرقص الشعبي، من دون أن أشعر بأي صعوبة في تقديم تلك الحركات على المسرح.

وأيضاً المدرب "هاني حسن" الذي منحني فكرة الإبداع في تقديم الفنون الشعبية، حيث مكنني من تقديم أي حركة تخدم الحالة واللوحة على المسرح، حتى ولو كانت كوميدية أو رقصة معاصرة أو إبداعية».

وفي لقاء مع "بشار مجر" المهتم بالرقص الشعبي التراثي والمتابع لجميع عروض "أريج صالح" وتطور مهاراتها، قال: «عندما رأيت "أريج" ترقص للمرة الأولى ظننتها شرنقة وليدة تحاول الخروج لتصبح فراشة ناضجة في ربيعها المسرحي، فهي ترقص وتقدم حركات بليونة وانسيابية لم أشهدها سابقاً في عرض راقص، فهي تعدّ المسرح حديقتها الآمنة الملأى بالزهور ذات الروائح المثيرة لحركاتها وجسدها الراقص، إضافة إلى أنها تمتعت بسرعة بديهة في تلقي المعلومات وتحويلها إلى حركات راقصة تتدخل فيها بشخصيتها القوية على المسرح فتقدمها بكل براعة».

يشار إلى أن "أريج علي صالح" من مواليد "طرطوس"، عام 2000.