بعد نتاج متعب، ومجهود جبار بالوصول إلى تفوّق باهر؛ كان بمنزلة السلاح الحقيقي الذي تسلحت به لأربع سنوات، فتخرجت بمرتبة "شرف" في كلية الآداب، قسم اللغة العربية، وحصلت على الإيفاد الداخلي لمتابعة الدراسات العليا كما سعت وخططت.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 شباط 2019، الطالبة "مها علي" لتتحدث عن شغفها ومهاراتها بتعلّم اللغة العربية وقواعدها بالقول: «إن الاعتياد على اللغة منذ الصغر يؤثر إيجاباً في العقل، ومع حصولي على الشهادة الثانوية كان لديّ ميول واهتمام واسع وإتقان بتحدث اللغة الفصحى وكتابتها من دون أخطاء، وكان الأهل الداعمين الأوائل في الحفاظ وتطوير مهارات الكتابة والفصاحة والإلقاء وحفظ القواعد كل مدة الدراسة الجامعية السابقة، لكن دخولي إلى عالم اللغة العربية كان برغبتي، وساعدني بذلك قراءة القرآن الكريم، وإعرابه وبيانه في هذا المجال، إضافة إلى الاطلاع على الكتب الثقافية الأخرى التي عزّزت إمكاناتي اللغوية وأعانتني جداً في عملية الحفظ والتذكر».

عبر سنوات دراسة "مها" للغة، تميزت بالتفوق، وهي طالبة لطالما كانت ملتزمة أشد الالتزام، هي هادئة، جادة، مجتهدة، وإيجابية، وليست بحاجة إلى من يساعدها، وتم إيفادها داخلياً مؤخراً من قبل الجامعة، وهي على بعد خطوة من تحقيق مستقبل ناجح، وأن تكون معيدة بوجه دائم ضمن القسم في الجامعة بـ"طرطوس"

وعن الصعوبات والتحديات التي تعرضت لها "مها" بعد التحاقها بالجامعة، قالت: «مثل أغلب الطلاب في "سورية" أثرت الظروف التي حدثت في البلاد بدراستي، وهناك أسباب أخرى أدت إلى بعض العوائق، ولا سيما أنها كلها خارج إرادتنا كطلبة راغبين في العلم والعمل، لكنني تجاوزتها بإرادتي وصممت على الحضور وتقديم جميع المقررات من دون تأخير، كنت على تواصل دائم مع كل أساتذتي، خصوصاً أن التعمق والبحث في قواعد اللغة يحتاج إلى دقة وليس بالأمر السهل، وفعلياً كل محاضرة تتمة للأخرى؛ لذلك قلة جداً من الطلاب يتفوقون باللغة. وليس كل طالب دخل الكلية عنده الذخيرة اللغوية الكافية للتعلّم وكسب المهارات التي تؤهله ليكون باحثاً أو معلماً في اللغة، لذلك في هذا العصر اللغة الآن تضعف، ويحب النهوض والتمسك بها بشتى الوسائل الممكنة في المدارس والجامعات ونشرها كثقافة أولى عبر تكثيف الأبحاث المطروحة للتميز في هذا الميدان، والعمل على إجراء دورات تدريبية للإحاطة أكثر باللغة وفهمها، ورفع كفاءة المعلمين وتأهيلهم علمياً وتربوياً ولغوياً، لذلك اللغة هوية الإنسان العربي، وأفصح اللغات في عبقريتها وقدرتها المتجددة على التكيف مع مختلف العلوم الأخرى».

شهادة الباسل لمها (الخريج المتفوق)

وتابعت "مها" عن طريقها مع اللغة قائلة: «منذ بداية العام استكملت أوراقي للتسجيل في الماجستير، لكن هناك أمراً مهماً فيما يخص إعادة النظر في موضوع الكفالة بالنسبة للمعيد أو الموفد الداخلي، لأن من لا يملكها مدة أقصاها سنتين يمكن أن ينفصل من عمله بأسلوب خارج عن إرادته، ويعدّ بحكم المستقيل، وخصوصاً مع وجود الكفاءات العلمية الكبيرة، وكذلك بالنسبة لتذليل العقبات نوعاً ما أمام الطلاب بوجه عام وأهمية تخفيض شروطها؛ لأن بلدنا أحق بكل خريج متفوق بإكمال دراسته العليا في أي مجال».

الدكتور "حسن شحود" رئيس قسم اللغة العربية الحالي في جامعة "طرطوس"، تحدث عن أهمية الإيفاد الداخلي بالقول: «عبر سنوات دراسة "مها" للغة، تميزت بالتفوق، وهي طالبة لطالما كانت ملتزمة أشد الالتزام، هي هادئة، جادة، مجتهدة، وإيجابية، وليست بحاجة إلى من يساعدها، وتم إيفادها داخلياً مؤخراً من قبل الجامعة، وهي على بعد خطوة من تحقيق مستقبل ناجح، وأن تكون معيدة بوجه دائم ضمن القسم في الجامعة بـ"طرطوس"».

إجازة بمرتبة شرف قسم اللغة العربية

الدكتورة "ميساء عبد القادر" مدرّسة مادة اللسانيات، تحدثت عن تميز "مها" وإبداعها، بالقول: «هي طالبة متميزة علمياً، وعندها القدرة الممتازة على المحاكمة العقلية، مهذبة وذات أخلاق عالية، هادئة هدوء المنطوي على الملكات، وليس هدوء من لا يمتلك شيئاً، إضافة إلى معدلها العالي، وهو أمر غير معتاد في قسم اللغة العربية تحديداً؛ لأن الآداب عموماً تمتاز بأنها نظرية، فهي تحتاج إلى مقدرات خاصة، واللغة العربية كما ذكرت قوامها أيضاً ذاكرة وقّادة مع قدرة الربط النظري بالتطبيق فورياً، ومقدرة على الإحاطة بتفاصيل دقيقة لقواعد مقررات متشعّبة، ولا سيما النحو والعروض والبلاغة، فضلاً عن قدرات خاصة بالاستظهار، فالحصول على معدل عالٍ كمعدل "مها" يحتاج إلى ذهنية ممتازة».

من الجدير بالذكر، أن "مها نبيل علي" من مواليد عام 1996 مدينة "طرطوس"، هي معيدة وطالبة ماجستير في كلية الآداب، قسم اللغة العربية جامعة "طرطوس".

د. ميساء عبد القادر