تميّز بأسلوبه الواضح ومستواه الراقي والمميز، قصائده مكثّفة، مملوءة بالمعاني والتعابير اللغوية، يعرف كيف يوظّف حروفه وكلماته، جمع نتاجه في كتاب "من الخيال إلى الخيال".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "محمد نديم مصطفى" بتاريخ 2 أيار 2020، ليحدّثنا عن موهبته في الكتابة، فأجاب: «بدأت بكتابة الشعر عندما كنت في الـ15 من عمري، عندها شجعني صديق لي ومعلمي في المدرسة، وتلقيت الدعم المعنوي الأكبر من عائلتي، حيث كانت بداياتي بالشعر الحديث أو ما يُعرف بالخواطر الشعرية، مع مرور الزمن وتقدم العمر بدأت أنمي وأطور الموهبة، واكتسبت المعرفة أكثر باللغة والمعاني وأساليب الشعر، وأصبحت كلماتي تقترب من الوزن والقافية، وبمرحلة تلتها أصبحت أكتب بشكل أفضل وتنوعت مواضيعي أكثر، وبعد الدارسة الثانوية دخلت فرع الأدب العربي الذي كان له أثرٌ كبيرٌ في تطوير وتنمية موهبتي».

"محمد مصطفى" صديق وداعم لكل فرد في الفريق، يساعد الجميع ويقف إلى جانبهم ومشجع لكل موهبة تبحث عن جمال في اللغة والشعر، تخضع المفردات لأحاسيسه، فتصنع أجمل القصائد وأكثرها شاعريّة

وتابع "محمد": «في عام 2019 أصبحت فرداً من العائلة الثقافية "خمسون زهرة ياسمين"، المكونة من ثمانية أفراد، وهي عائلة ثقافية تهتم بالشؤون والمواضيع الثقافية (شعر، نثر، رسم) وتهتم بتنمية ودعم مواهب الشباب وتحويل أفكارهم وأنظارهم إلى الثقافة العميقة والصحيحة، وبمساعدة أستاذ مختص تدربنا على كتابة الشعر الموزون بشكل حرفي ومهني، وشاركنا بأصبوحة ومناظرة شعرية ألقيت فيها من كتاباتي وقد فزت فيها مع فريقي كما أني شاركت معهم أيضاً بفعاليات تقديم وتنظيم وإلقاء».

غلاف كتابه

وعن نتاجه قال: «كتبت حوالي خمسين قصيدة بالشعر الحديث، ولديَّ كتاب مطبوع بعنوان "من الخيال إلى الخيال" يتضمن قصائد شعرية حديثة تتمحور حول الغزل والرثاء والفخر بالوطن والأسى، والقصد من هذه التسمية أنه كان من خيالي لشخصية غير موجودة، لأن أغلب قصائدي كانت غزلية وغرامية».

وأضاف أيضاً: «الشعر بالنسبة لي بوح وتعبير عن المكنونات، وهو غذاء الروح، وملجأي عند شدتي، وليس لدي وقت أو طقس محدد للكتابة، عندما تكتمل القصيدة في داخلي فهي تصرخ وتخرج عندما تريد، أما عن مصادر إلهامي الشعري فهي كثيرة، وأهمها زوجتي "رهف" حيث كان لها تأثيرٌ كبيرٌ على شعري وكانت المشجع والداعم الأكبر لي، أما مصادر إلهامي الأخرى فهي القراءة والكتابة المتواصلة إضافةً إلى حياتي العائلية والاجتماعية».

آية نعمان

ومن أشعاره اخترنا لكم بضعة أبيات ومن قصيدة "اغفري":

«اغْـفِرِي

تَـسـتَاءُ رُوحِـي إِنْ رأيتُـكِ تَـهـجُـرِي

محمود سليمان يونس

وَالقَــلـبُ يُـدمِـي وُالـعُيُـونُ لَتَـفتَـرِي

قَـد بُــتُّ مَســـجُوناً مَقيـــتاً يَغـــدَقُ

مَـــوتٌ علـيَّ وَأَنــتِ لَا لَـم تَغــفِـرِي

مَــا مِـن هَنَــاءٍ زَارَنــي بَــعـدَ النَّــوى

هَـل يَـا تَرى فِـي البُعـدِ مـنِّي تَقتري؟

وَتـَجَلبَبَـتْ عَـيـنَـايَ دَمْـعَاً قَـد سُـكِـبْ

وَالــوَهْـنُ زَارَ الضـِّـلـعَ إِن لَم تَــجْـبُـرِي

وَلَقَــدْ بَكَــى المَـــزنُ العَسِيــرُ بِبُــعْدِكِ

وَبِـدَمْعِــهِ أَكْــوَى النُّــفُوسَ فَـأَبْصِـرِي».

"محمود سليمان يونس" صديق مقرب من "محمد" قال: «يتميز شعره بالعمق والجمال، طموحه وإبداعه لا يعرفان الحدود، صاحب إرادة قوية وكلمات ساحرة، قلمه جميل ومعبر، وشعره يبقى معلقاً في الذاكرة وحروفه تجذب أي شخص يقرأ، ففي كلّ لحظة يعيشها نعيش معه في قصيدة تخترق قلوبنا، وتلامس أرواحنا».

"آية وائل نعمان" عضو في فريق "خمسون زهرة ياسمين" قالت أيضاً: «"محمد مصطفى" صديق وداعم لكل فرد في الفريق، يساعد الجميع ويقف إلى جانبهم ومشجع لكل موهبة تبحث عن جمال في اللغة والشعر، تخضع المفردات لأحاسيسه، فتصنع أجمل القصائد وأكثرها شاعريّة».

جدير بالذكر أنّ "محمد مصطفى" من مواليد مدينة "طرطوس" عام 1997.