"سراب خضرا" شيف أكلات شرقية وغربية، تحدت الواقع والمجتمع لتشقّ طريق الحلم بسكاكينها وأدوات مطبخها، وكانت من القلائل الذين عملوا في مهنة الشيف على صعيد النساء.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 أيار 2020، الشيف "سراب خضرا" لتحدثنا عن رحلتها المستمرة في عالم المطبخ، فبدأت حديثها بشرح بدايتها والصعوبات التي واجهتها فقالت: «دخلت إلى المعهد الفندقي دون هدف معين، لكنني أحب الفنادق وكل ما يتعلق بالسياحة، وجدت أربعة اختصاصات مختلفة، فلفتني المطبخ بشكل كبير وجذبني كونه يذهب للناحية الإنتاجية أكثر، وكان لصالحي أنه من النادر وجود فتاة ضمن هذا المجال بشكل أكاديمي، وكانت الفكرة مرفوضة مذ كنت طالبة في المعهد، حيث تم فرزي لقسم (الريسبشن) وبعد عدة محاولات انتقلت إلى قسم المطبخ، بعد استنكار كبير للفكرة، دخلت هذا الاختصاص عن قناعة وحب ودون تشجيع من أحد، لأجد الكثير من المتاعب وأعرف لماذا لا ترغب النساء بدخوله، فمهنة الشيف تحتاج إلى عمل لأوقات طويلة وقدرة تحمل لضغط العمل وبنية جسدية قوية، ولأن المتعارف عليه في مجتمعنا هو أن الذكور هم الأجدر بمهنة الشيف والأكثر عمل بها، قررت التميز بهذه المهنة والعمل بها».

بعد دخولي كلية السياحة، سعيت نحو حرفية أكاديمية عالية، فدخلت إلى مركز "الوادي" وحصلت على الدبلوم بعام 2019 إضافة للتدريب المنزلي على أطباق الحلويات كونها قسم منفصل عن المطبخ وتحتاج إلى تمكن أكثر، شخصيتي محبة للمغامرة فهاجسي الأول أن أكون ضابطة غذائية بمعايير عالمية لأي منشأة تقدم خدمة الإطعام

وعن دخولها سوق العمل بشكل فعلي تابعت "سراب" حديثها: «دخلت إلى العمل في مطبخ فندق "هوليدي بيتش" بـ "طرطوس" قسم الأكلات الغربية، ولكون معدل التخرج في المعهد كان جيداً جداً، تم قبولي في كلية السياحة سنة ثانية، فبدأت الموازنة بين العمل والدراسة و(الستاج) العملي، داخل المنشآت التي عملت بها كنت أسعى للموازنة بين الأطباق الغربية والشرقية مثل (سكالوب، فاهيتا، بيتزا، مقبلات، سلطات بأنواعها، كريسبي، وأطباق سمك)، وكنت أسعى جاهدة لترك بصمة تميز في كل مكان أعمل به، فمن يعطينا معلومة يقدم 50% منها والباقي يعتمد علينا، ومع تطور العمل انتقلت لمنشأة سياحية أشرفت فيها على طاقم المطبخ كاملاً إضافة لعملي كشيف رئيسي، ولاقت أطباقي استحسان الزبائن والمشرفين وكان هذا حافزاً أكبر للنجاح والاستمرار».

طبق السمك المشوي من إعداد سراب

وعن طموحها وإمكانياتها أشارت "سراب": «بعد دخولي كلية السياحة، سعيت نحو حرفية أكاديمية عالية، فدخلت إلى مركز "الوادي" وحصلت على الدبلوم بعام 2019 إضافة للتدريب المنزلي على أطباق الحلويات كونها قسم منفصل عن المطبخ وتحتاج إلى تمكن أكثر، شخصيتي محبة للمغامرة فهاجسي الأول أن أكون ضابطة غذائية بمعايير عالمية لأي منشأة تقدم خدمة الإطعام».

"حمزة سليمان" مدير مطعم "عشق" قال عنها: «"سراب" هي الشيف الرئيسي بمطعم "عشق"، مندفعة للعمل ومحبة له وغيورة عليه وموثوقة جداً، تعمل لساعات متواصلة دون تعب وتسعى لإضافة لمسات جميلة للمكان والطعام، حريصة على عدم وجود هدر، ولا تقبل بأي خطأ مهما كان صغيراً، وتساعد طاقم العمل وتعلمهم بشكل متواصل وحتى عمال الصالة والمحاسبة أعطتهم ملاحظات أثرت بشكل إيجابي في عمل المطعم».

أطباق التبولة في إحدى المنشآت

من جانبه الشيف "فراس أحمد" قال: «بحكم عملي في قطاع السياحة قسم الإطعام في المطبخ كان هذا العمل حصراً للرجال ولكن في الآونة الأخيرة أصبح هناك القليل من الخريجات في مجال الطبخ ومنهم كانت الشيف "سراب خضرا" التي تميزت في هذا المجال الصعب لأنه بحاجة لخبرات وقدرات لتحمل عناء العمل لكنها أثبتت جدارتها في إدارة القسم الذي تعمل به دون مساعدة و بشكل ممتاز وهي مثال واضح على أنه لا يوجد شيء مستحيل أو أقوى من قدارتها».

يذكر أنّ "سراب" من مواليد "طرطوس" عام 1997.

مقبلات من إعداد سراب