كاتبة حالمة، نجحت في المزج بين الواقع والخيال بطريقة إبداعية، وطرحت الكثير من القضايا التي تهمّ شرائح المجتمع على اختلافها وتعدّدها، تؤمن بالحب سلاحاً قوياً تواجه فيه كل آلام الحياة وصعوباتها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 كانون الثاني 2018، الروائية "ميسون جعمور" لتتحدث عن رحلتها في عالم الكتابة منذ البدايات، حيث قالت: «أنا إنسانة حالمة، والحلم هو من فتح الأبواب أمامي لدخول عالم الأدب، هذا العالم المبني على الخيال الممزوج بالواقع؛ فالأدب والخيال عالم واحد لا يمكنهما الانفصال. أما قصة عشقي للأدب، فقد بدأت مع رواية قرأتها للكاتبة "مارغريت ميتشل" تحمل عنوان: "ذهب مع الريح"، في الرابعة عشرة من العمر، هذه الرواية بالتحديد قادتني إلى الدخول في عالم يسكنه الحب والألم، عشت فيها قصة البطلة "سكار ليت" وعشقها للبطل "ريد بيتلر"، وبعد إنهاء الرواية وجدت نفسي أمسك القلم وأبدأ مشروعي في كتابة القصة، وكانت الكتابة حينئذٍ ساذجة، لكوني صغيرة، ولم أمتلك الخبرة بعد».

أرى فيها قلماً واعداً، وننتظر منها عملاً يرى النور على الشاشات ودور السينما، لأنها سيناريست مبدعة، وكاتبة تعرف كيف تعلّق الخيال مع الذاكرة والصورة. لا شك أنها تمتلك أدواتها الأدبية وتحترم عقل القرّاء بما تطرحه من مواضيع تهم الشرائح المختلفة في المجتمع، وهي تعدّ مهمة وجودها كإنسان أولاً، ثم كأدبية في المرتبة الثانية

وعن أعمالها الأدبية، قالت: «أعمالي بالعموم تنتمي إلى الخط العاطفي الاجتماعي، وربما الألم الموجود حولنا شدني باستمرار لأكتب عن الحب المفقود، فرواياتي تحكي الحب؛ فهو وحده كفيل بمواجهة كل الصعاب، وهي أيضاً تطرح مشكلات اجتماعية عدة، ومهمتي دائماً طرح الكثير من الجوانب الاجتماعية، كمعاناة الأهل من العبء المادي، والزواج المدني، وحاجاتنا لإزالة الحواجز الدينية، وأيضاً الدعوة إلى الحوار المتحضر، والكره وما ينتج عنه من أحقاد تدمّر صاحبها، وفي هذا كلّه كان خطابي دائماً موجّهاً إلى شرائح المجتمع كافة. وربّما في كتابات أخرى سأتوجه إلى الشريحة المثقفة فقط، أما تجربتي مع كتابة القصة القصيرة، فلها جماليتها ونكهتها المميزة، ونموذج آخر يختلف كليّاً عما أعيشه أثناء كتابة الرواية».

كتاب في ظلال الياسمين

أما عن أعمالها ومؤلفاتها، فقد قالت: «على الرغم من السنوات التي مضت، إلا أنني لم أعدّ نفسي دخلت عالم الأدب والكتابة إلا في سن الخامسة والثلاثين، فقد بدأت أشعر حينئذٍ أنني امتلكت أدوات الكتابة، وأمسكت بناصيتها، وقد بدأ أسلوبي ينضج أكثر، وفي الوقت الحالي لديّ ثلاث روايات حملت أسماء: "بيسان"، و"المستذئب"، و"في ظلال الياسمين"، ولدي مجموعة قصصية عنوانها: "صوت إلى السماء"».

وعن مشاركاتها والتكريمات التي حصلت عليها، تضيف: «كان لي العديد من المشاركات في مناسبات مختلفة، أذكر منها مشاركة مميزة في مهرجان القصة القصيرة، ومشاركة في صيف "طرطوس" الثقافي، والعديد من الأمسيات الأدبية، وقد تم تكريمي سابقاً بعد حصولي على المرتبة الأولى في مسابقة "من يقرأ أكثر"، وأظنّ أن التكريم مهم جداً؛ فهو محفّز للكاتب على مواصلة مشواره ويضعه أمام مسؤولية تقديم أفضل ما عنده، كما أن الاهتمام من قبل بعض الجهات بالتعريف بالكاتب له دوره المهم، إلى جانب أسلوبه وطريقة عرضه لأفكاره في إبرازه وانتشاره أكثر».

الشاعرة ريما محمود

أما الأديبة والشاعرة "ريما محمود" المتابعة والقارئة لأعمال الروائية "جعمور"، فقد قالت: «أرى فيها قلماً واعداً، وننتظر منها عملاً يرى النور على الشاشات ودور السينما، لأنها سيناريست مبدعة، وكاتبة تعرف كيف تعلّق الخيال مع الذاكرة والصورة.

لا شك أنها تمتلك أدواتها الأدبية وتحترم عقل القرّاء بما تطرحه من مواضيع تهم الشرائح المختلفة في المجتمع، وهي تعدّ مهمة وجودها كإنسان أولاً، ثم كأدبية في المرتبة الثانية».

يذكر أن الكاتبة والروائية "ميسون جعمور" من مواليد مدينة "حماة" عام 1976، عملت مدرّسة رسم عدة سنوات، وحالياً مقيمة في مدينة "طرطوس".