جمعت بين قوة الشخصية وليونتها، وعلى الرغم من دراستها للحقوق، إلا أن الشعر كان ملجأها الأمين لتعبر عن نفسها وتبدع في عالمها الشعري الخاص، فشاركت في أمسيات شعرية عديدة، ليكون ديوانها الأول "عواصم النوب".

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاعرة "صباح عيسى" بتاريخ 10 آذار 2019، لتحدثنا عن بداياتها في عالم الشعر، فقالت: «تتلبسنا الكلمة وتسافر بنا نحو عوالم من الدهشة لتعود بنا إلى نبض التراب وحتمية الوجود، بدأت الكتابة منذ الصغر وتبلورت لدي الحالة الشعرية في ديواني الأول "عواصم النّوَب"؛ لما فيه من دلالة على ما ألمّ بعواصمنا العربية من نوائب ومصائب، التي كانت باكورتها اجتياح الغزو الأميركي لـ"العراق" وسقوط "بغداد".

قسماً بشرائطِ الصُّبحِ النديّة قسماً براياتِ الحقِّ العصيّة ## قسماً بالنور ## يزغردُ عند أضرحةِ الطّهر والدمُ القاني يسابقُ الغيمَ ## ينسكبُ عندَ ضفةِ العشقِ ## أنواراً إلهيّة ## سيبقى الفارسُ ## على صهوةِ قاسيون ## ينازلُ الريح ## وعلى مدارجِ الشّهادةِ ## نعبرُ سويَّا

الشعر مرآة لانفعالاتنا وما تلتقطه أرواحنا، وحتماً لا بد من محفز أو مؤثر خارجي أو داخلي لينسكب هذا الإحساس حروفاً وتعبيراً، وهنا يأتي دور مخزوننا الأدبي والفكري والتاريخي لصياغة هذا الانفعال وتجسيده شعراً يلامس الواقع ووجدان المتلقي، فالشعر مسؤولية والتزام ولا حياة أو استمرار لحرف لا يحمل قضية».

أثناء قراءة ديوانها

وعن النشاطات الشعرية والأدبية التي قامت بها الشاعرة "صباح" حدثتنا قائلة: «لدي ديوان مطبوع بعنوان: "عواصم النُّوَب"، والديوان الثاني قيد الطباعة، شاركت في العديد من المهرجانات الثقافية لنقابة المحامين، والمهرجانات الأدبية والشعرية في مختلف المحافظات السورية، ونشرت في الصحف المحلية والعربية، إضافة إلى مشاركتي في ديوان مشترك لمجموعة من الشعراء السوريين، عنوانه: "همسات على أجنحة البحر"، وديوان مشترك لمجموعة من الشعراء العرب بعنوان: "عزف على أوتار الحروف" بإشراف ورعاية مجلة الآداب والفنون العراقية، وكانت تجربة غنية وخطوة رائدة لمشاركة الشعراء العرب والاطلاع على نتاجهم الأدبي والتقارب الذي نسعى إليه في ظل الحروب والمؤامرات التي تعصف بأوطاننا».

أما أين ترى نفسها بين الحقوق والشعر، فقالت: «الربط بين الحالتين أو الانفصال عسير بعض الشيء، فالشعر حالة شعورية وجدانية لا تتعلق بأعمالنا أو وظائفنا في الحياة، لكن لا أنكر تأثير مهنتي بي؛ لأنها تلامس هموم ومشكلات الناس؛ خاصة بما يتعلق بالمرأة ومعاناتها في مجتمعاتنا، ولأن الشاعر أقدر على تلمس مواضع الخلل والإشارة إليها؛ لذلك تكون المسؤولية مضاعفة والواجب كبيراً، وبالدرجة الأولى تحكمنا ثقافتنا وإنسانيتنا بصرف النظر عن أعمالنا».

في إحدى الأمسيات

بعض الأبيات الشعرية للشاعرة "صباح عيسى":

«قسماً بشرائطِ الصُّبحِ النديّة

قسماً براياتِ الحقِّ العصيّة

قسماً بالنور

يزغردُ عند أضرحةِ الطّهر

والدمُ القاني يسابقُ الغيمَ

ينسكبُ عندَ ضفةِ العشقِ

أنواراً إلهيّة

سيبقى الفارسُ

على صهوةِ قاسيون

ينازلُ الريح

وعلى مدارجِ الشّهادةِ

نعبرُ سويَّا».

الشاعر والمؤلف "محمد الدمشقي" حدثنا عن معرفته بالشاعرة "صباح" قائلاً:

«هي الصباح عندما يصحو بهديله وعصافيره ويشرق على الوجود ببسمته وبشائره، شاعرة تمتلك روحاً محلقة وقدرة تأملية عالية المستوى، تأخذنا بحرفها إلى سماء أكثر امتداداً وبهاء. قلم يعرف كيف يجعل الكلمات والمشاعر أرقى وأسمى، وفوق هذا هي إنسانة متصالحة مع ذاتها، هادئة وراقية جداً، تتعامل مع الجميع بلطف واحترام، وتقدر قيمة الحرف وتحترم الشعر والإنسانية، حضور قوي وناعم بذات الوقت، شخصية قيادية وفي الوقت نفسه قادرة على الاحتواء والتفهم بنعومة ولباقة ورقي. باختصار هي صباح مشرق وصدق، وكما قيل: لكل امرئ من اسمه نصيب».

يذكر، أن الشاعرة "صباح عيسى" من مواليد مدينة "حمص"، مقيمة في "طرطوس"، حاصلة على شهادة الحقوق من جامعة "دمشق"، وتزاول مهنة المحاماة.