نشأت في عائلة أدبية، كتبت الشعر الوجداني وانضمت لاتحاد الكتاب العرب عام 2000، وكانت من أهم الداعمين للمواهب الشابة في محافظة "طرطوس".

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الشاعرة "لينا حمدان" بتاريخ 26 نيسان 2020، لتحدثنا عن بدايتها مع الشعر والأدب فقالت: «أحببت اللغة والأدب منذ الصغر، وازداد تعلقي بالقراءة والمطالعة لشعراء عدة منهم "بدر شاكر السياب، جبران خليل جبران، نازك الملائكة"، وعندما ظهرت ميولي الشعرية، كان والدي الشاعر "منير حمدان" هو المشجع الأول من حيث تأمين الكتب، ومن ناحية مناقشتي وتوضيح كل ما أجهله، دخلت كلية الآداب قسم اللغة العربية، وعملت مدرسة للمادة للمرحلتين الإعدادية والثانوية، خلال هذه المدة كنت على تواصل دائم مع اتحاد الكتاب العرب والمراكز الثقافية، والصحف المحلية، وشغلت أمين صندوق الاتحاد في "حمص"، وبسبب الحرب والظروف تقاعدت من عملي كمدرسة وانتقلت مع عائلتي إلى "طرطوس"، لأكون أمين سر اتحاد الكتاب فرع "طرطوس"».

عملت مع الشاعرة "لينا" في منتدى ثقافة "طرطوس" فكانت مرجعاً لغوياً وفكرياً، أثرها كان واضحاً في استقطاب المواهب وتقديمهم، هي إنسانة مرهفة الإحساس، تتحلى بالمشاعر النبيلة الراقية

أما عن النمط التي تفضله فأوضحت: «آمنت دوماً بتحرر الفكر والأدب من الزمان والمكان، وأن لكل عصر أسلوبه وجماله الطبيعي، فرغم إعجابي بالشعر الجاهلي وشعراء الغزل العذري، وجدتني أكثر ميولاً لشعر التفعيلة بعد أن أتقنت الشعر العمودي، بحيث أكون أكثر صدقاً وعفويةً، متماشية مع موسيقاي الداخلية، فأجيد التعبير عن وجداني أكثر، دوماً ما ابتعد عن شعر المناسبات وأميل للشعر الوجداني، الإنساني، الوطني».

مع المواهب الشابة

وعن متابعتها للمواهب الشابة قالت: «هم الحالة الأساسية والأهم عندي، اهتمامي بهم منذ بداية تدريسي حيث كنت استقطبهم لإنجاز مهرجان ثقافي فني في نهاية كل عام دراسي، وبعضهم عرض في مراكز ثقافية في "حمص" و"طرطوس"، ولما أصبحت في موضع مسؤولية ضمن اتحاد الكتاب، كان من الطبيعي أن ينتقل الاهتمام إلى المواهب الشابة الأكثر نضجاً بالشعر، والنثر، والقصة، والموسيقا، فأثمرت اهتماماتنا بالنشاطات والمهرجانات باكتشاف أسماء شابة متنوعة المواهب، وحتى الآن مستمرة في منتدى الثقافة لاستقطاب الشباب الموهوب وسماعهم وتقديمهم للمجتمع، وأذكر هنا أننا قمنا بعدد من المسابقات في اتحاد الكتاب للمواهب الشابة على مختلف الأصعدة الأدبية تشجيعاً لهم ولاستمرارهم، وأنا بصدد إنشاء صفحة خاصة بأدب الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي أسميتها "المنارة"».

وعن دواوينها وجديدها قالت الشاعرة "لينا": «أعترف أنني مقصرة في النشر، فإلى الآن لدي أربعة كتب شعرية فقط، كان أولها في أوائل التسعينيات بعنوان "ظلال من نور"، ثم في أواخر التسعينيات صدر لي ديوان "شواطئ ليل"، وبعد عام 2000 كان كتاب "أمواج"، بعدها توقفت كاستراحة حتى عام 2015، حينها أنجزت الكتاب الأخير بعنوان "يوم احتراق الذاكرة"، معظم كتاباتي تتحدث عن الإحساس الوجداني والفكر الاجتماعي والإنساني، مع شعر عمودي جاء بعفوية دون قصد مسبق».

من نشاطات اتحاد الكتاب في "طرطوس"

ثلاثون عاماً من الشعر الوجداني لم تدخل الشاعرة "لينا" أي مسابقة شعرية، عن هذا قالت: «أنا مقتنعة تماماً بأن ما أكتبه هو إمكانياتي، وأنا منسجمة مع ذاتي، هناك شهادات تقدير جاءت بشكل طبيعي من اتحاد الكتاب العرب، والمراكز الثقافية، والمهرجانات، طبعاً أشكر كل من اهتم وأعطى ذكرى جميلة في هذه المناسبات.

أما عن مشاركاتي فكانت عديدة ومتنوعة على امتداد "سورية"، مترافقة مع مشاركات في الوطن العربي منها مهرجان "المحبة" في "اللاذقية" في سنواته الأولى، ومهرجان "الشيخ صالح العلي"، ومهرجان "المربد" في "البصرة - العراق" 2019، ومهرجان الشعر النسائي في جمعية "الأدباء والكتاب" في "مسقط - عُمان" أيضاً عام 2019».

مما نشر عنها

الشاعر "يزن عيسى" قال عن الشاعرة "لينا": «الشعر نافذة الإنسان التي تطل على حياته، على تساؤلاته ورؤاه، هذا ما نجده دائماً في تجربة الشاعرة "لينا"، في لغتها العذبة كالماء وعاطفة الأنثى المرهفة، عرفناها في بدايات تجاربنا الفتية رافقتنا في اتحاد الكتاب العرب وصنعت معنا أسرة أدبية رائعة، كيف لا وهي التي كانت وما زالت تقول لكل شاب في بداياته: نحن نتعلم منكم».

أما الموجهة التربوية "هدى حجوز" فقالت: «عملت مع الشاعرة "لينا" في منتدى ثقافة "طرطوس" فكانت مرجعاً لغوياً وفكرياً، أثرها كان واضحاً في استقطاب المواهب وتقديمهم، هي إنسانة مرهفة الإحساس، تتحلى بالمشاعر النبيلة الراقية».

يذكر أنّ الشاعرة "لينا حمدان" من مواليد "حلب" عام 1956، حاصلة على إجازة في اللغة العربية، تنقلت خلال حياتها بين "حلب"، "حمص" و"دمشق" وتقيم في حالياً "طرطوس".