سمكة بلدية متعددة الأحجام، تعيش في المناطق البحرية الرغلية، تتغذى وفق الحالة والفصول السنوية على الأعشاب أو القشريات؛ وهو ما أفقدها سميتها المعروفة عالمياً، وجعلها سمكة دسمة مرغوبة جداً، وسميت "صلبن" تبعاً للونها.

في بعض المناطق البحرية العالمية والعربية يطلق عليها اسم "صلبا"؛ وهو ما يدعو إلى الشك في الوهلة الأولى بوجود ما يشبه الصليب على جسدها المغزلي المتناسق، لكن الصياد "محمود أحمد" الملقب بـ"محمود هلهل" من حيّ "الرادار"، المهتم بالحياة البحرية، تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 كانون الثاني 2018، وقال: «خلال البحث عن سمكة "صلبا" وجدت أن هذا الاسم هو الاسم العلمي لها، وقد أطلقه الباحثون البحريون عليها عالمياً، وقد حُرّف الاسم شعبياً عبر الصيادين لتسهيل لفظه، فأصبح "صلبن"، وهذه الحالة بالتسمية الشعبية تنطبق على الكثير من أسماء الأسماك.

المؤسف حالياً مع أنها كانت جزءاً من ثروتنا البحرية، تواجه اليوم خطر الانقراض، بفعل الصيد الجائر لها وتقلبات المناخ والعوامل البحرية المختلفة

وتتميز هذه السمكة بغرابتها المستمدة من غرابة اسمها عالمياً، حيث إن معنى اسمها يدل على الهلوسة، ومنهم من أطلق عليها اسم سمكة الأحلام؛ لأنه بحسب الكثير من المصادر العلمية من يتناولها يدخل في حالة هلوسة أو نوم عميق، أو حالة سمية بسيطة ومدركة، لكن هذه الحالة لم تتحقق لدينا ولم أسمع أبداً أن أحداً ممن تناولها انتابه أي شعور غريب، وهنا يجب توضيح أمر أن السمية الموجودة في هذه الأسماك التي تعيش خارج مياهنا البحرية، ليست من طبيعتها، وإنما من طبيعة مواقع غذائها "مراعيها"؛ وهو ما يعني أن طبيعة الجغرافية البحرية التي تعيش فيها وتتناول غذاءها منها ضمن مياهنا البحرية، قد لعبت دوراً كبيراً في طبيعة لحمها وخلوها من هذه المواد التي قد تسبب الهلوسة وغيرها؛ وهو ما جعلها سمكة مرغوبة جداً لدينا، باعتبارها سمكة بلدية؛ أي مقيمة في مياهنا البحرية».

محمود هلهل

ويضيف: «تتغذى سمكة "الصلبن" على الطحالب والأشنيات والأعشاب البحرية المتنوعة ضمن المواقع البحرية الرغلية؛ أي غير الصخرية، وهذا في فصلي الصيف والخريف؛ أي ما قبل مرحلة التكاثر، لتنتقل في طبيعة غذائها أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع خلال التحضر لموسم التكاثر إلى تناول القشريات والحلزون البحري والكائنات الحية الصغيرة والعوالق، لتعويض جسدها عن البروتينات والفيتامينات المفقودة خلال مرحلة الإباضة؛ وهو ما يجعلها سمكة عالية الدسم ومغذية جداً بعد مرحلة وضع البيوض».

الصياد وتاجر السمك في ساحة السمك بـ"بانياس" "خالد خليل" قال: «المؤسف حالياً مع أنها كانت جزءاً من ثروتنا البحرية، تواجه اليوم خطر الانقراض، بفعل الصيد الجائر لها وتقلبات المناخ والعوامل البحرية المختلفة».

أسماك صلبن

وبالنسبة إلى شكلها يقول "خالد": «قريبة بشكلها من سمكتي "المنوري" و"السرغوس"، إلا أنها أكثر انسيابية وأقل عرضاً من "السرغوس"، ولها شكل متناسق جداً من الأعلى والأسفل، ولها جمالية خاصة بطبيعة ألوانها».

الصياد "عصام طه" قال: «تعيش في أسراب متوسطة العدد وليست كبيرة كما أسراب سمكة "البذرة" مثلاً، وتتنقل ضمن هذه الأسراب بحثاً عن المراعي، لكن حين تستقر تبقى شبه منفردة، وهذا تميز يضاف إليها، وتعيش ضمن مختلف الأعماق البحرية، ويمكن صيدها بالصنارة أو الشباك بحسب حجمها، حيث يمكن أن يصل وزنها إلى واحد كيلو غرام وتزيد قليلاً، أما طولها، فقد يصل إلى نصف متر تقريباً فيما لو كانت محمية من الصيد الجائر».

ويضيف: «لونها أبيض مائل إلى الفضي تتخلله خطوط طولانية ذهبية، تنعكس على لونها العام، وطبيعة لحمها أبيض خالٍ من العروق الدموية، دسمة لذيذة وطرية، يمكن طهوها بحسب حجمها؛ فإذا كانت صغيرة تقلى، وإذا كانت كبيرة تشوى أو تطهى كسمكة حرّة».