سمكة لا يمكن صيدها بكميات كبيرة رغم أنها محلية البيئة وتظهر خلال الفصول الأربعة، حيث يتعامل معها الصياد بكل حذر مهما بلغت خبرته البحرية، ولها طريقة خاصة في تنظيفها وطهو لحمها الأبيض الدسم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بحثت في تفاصيل حياة سمكة "الدرقن" مع الصياد "محمود هلهل" المهتم بتوثيق الحياة البحرية، وذلك بتاريخ 17 تشرين الأول 2020 حيث قال: «تعدُّ سمكة "الدرقن" أو كما تسمى شعبياً "الدرقني"، من الأسماك المسماة شعبياً بلغة الصيادين بلدية، أي أنها موجودة في بيئتنا البحرية على مدار العام، ولا تغادرها بداعي الهجرة والبحث عن مياه دافئة للتزاوج، فهي تتزاوج في المياه قليلة الأعماق ذات الجغرافيا الرملية، أو كما يطلق عليها شعبياً مراعي رملية، وتنمو فيها كامل دورة حياتها الطبيعية، وهذه المراعي تجعل من عمليات صيدها سهلة وبسيطة بواسطة السنارة، وكذلك خلال الصيد بالشباك تعلق فيها دون عناء.

يمكن أن يصل طولها لحوالي عشرين سنتيمتراً، ولونها بين الأبيض والرمادي الفاتح، مع وجود بقع متعددة الألوان منتشرة على كامل جسدها المغزلي

يتعامل معها الصيادون بكل حذر خلال تخليصها من السنارة أو الشباك التي علقت فيها، وذلك نتيجة وجود عدة أشواك في أعلى الظهر وجانبي الرأس، مهمتها حماية السمكة عند الشعور بالخطر، حيث تقوم بإفراز مادة سامة قوية بما يكفي لتحميها من مفترسي البحر، ولكن هذه المادة غير قاتلة بالنسبة للإنسان عند معرفة التعامل معها خلال صيدها وتنظيفها.

محمود هلهل

البعض يطلق عليها اسم سمكة "العقرب" نتيجة سمية أشواكها الموزعة في أعلى ظهرها وعلى جانبي رأسها في منطقة الغلاصم، حيث تقوم هذه الأشواك بإفراز المادة السامة من خلال غدد صغيرة خاصة موجودة عند بداية التقاء الشوكة مع جسد السمكة، وهذه ميزة لا توجد في جميع الأسماك حتى التي تعدّ سامة ولا يمكن تناولها، وتستخدم هذه الأشواك قدرتها الدفاعية والقتالية ضد الأسماك المفترسة التي تحاول دوماً جعلها وجبتها الأساسية، لطبيعة ولذة لحمها.

أما بالنسبة لشكل جسدها العام فهو مغزلي تماماً باستثناء تموضع عينيها في أعلى الرأس، لكونها تتخذ من الرمال مسكناً لها، فتغطي جسدها بها باستثناء عينيها، تراقب بهما أي كائن بحري يقترب منها، فربما يكون كائناً مفترساً يبحث عنها كوجبة طعام مميزة، وربما يكون فريسة صغيرة من فرائسها التي تتغذى عليها بشكل مستمر لتحصل على القيمة الغذائية الهامة التي جعلت لحمها لذيذاً ودسماً».

سمكة الدرقن

أما الصياد "عصام طه" فقال: «سمكة "الدرقن" من الأسماك التي يتم صيدها بقلة، فغالباً يصطاد الصياد كميات قليلة جداً منها دون قصد بشباكه المرمية في البحر، وإن كانت هدفاً لنا فيتم صيدها بالسنارة وليس بالشباك، ورغم ذلك فلا يمكن إكمال حاجة السوق منها نتيجة ضعف عمليات صيدها والكميات الناتجة عنها، علماً أنها تسمى (سمكة مختلف أيام السنة) أي أنها تظهر في مختلف الفصول السنوية».

بينما الصياد "خالد خليل" فقال: «يعدُّ لحم سمكة "الدرقن" من اللحوم اللذيذة جداً التي يبحث عنها زبائنٌ معينون، لإدراكهم فائدتها وغناها بالفوسفور والمعادن، وهذا يحتاج منهم لحذر كبير خلال عمليات تنظيفها، حيث تجب إزالة أشواك الظهر أولاً مع الغدد الجلدية المرتبطة بها، ومن ثم إزالة الأشواك الجانبية في منطقة الغلاصم مع الرأس، ومن ثم قشر الجلد الخارجي بالكامل، لتبقى بين اليدين كتلة من اللحم الأبيض اللذيذ، حيث يمكن طهوها وجبة صيادية أو صفائح».

خالد خليل

ويتابع: «في حال التعرض لأشواكها خلال عملية التنظيف سيؤدي ذلك إلى احمرار المنطقة المصابة مع بدء آلام تزداد شدتها تدريجياً، مع ظهور بعض البقع الجلدية، وهنا تجب مراجعة الطبيب فوراً، علماً أن هناك مقولة شعبية في عرف الصيادين تقول إنّ علاج حالة التسمم هذه هو في تناول مرارة السمكة، ففيها الداء والدواء».

ويضيف: «يمكن أن يصل طولها لحوالي عشرين سنتيمتراً، ولونها بين الأبيض والرمادي الفاتح، مع وجود بقع متعددة الألوان منتشرة على كامل جسدها المغزلي».