قالوا عنها نسخة من سفوح "جبل قاسيون"، وقالوا عنها بلدة الحمامات الشعبية القديمة، وقالوا عنها قرية الزراعة والعلم، وقالوا عنها قرية المجاهدين الشهداء، أقاويل كثيرة والقرية واحدة وهي قرية "حمام واصل" التي تبعد عن مدينة "طرطوس" حوالي /60/ كيلومترا، وعن بلدة "القدموس" حوالي /7/ كيلومترات.

وهي القرية الجميلة بسكانها وطبيعتها وعمق جذورها وتاريخها العريق الذي يمتد إلى قرون متعددة، وهنا يقول الأستاذ "إبراهيم علي نده" الذي التقاه موقع eSyria بتاريخ "3/5/2011": «مهما تحدثت عن قريتي "حمام واصل" أكون مقصراً بحقها كثيراً، لأنها أعطت وقدمت الكثير من العطايا ومن أوسع الأبواب.

في القرية الكثير من الينابيع الطبيعية ومنها نبع "الضيعة" ويقع في "حارة الضيعة" ونبع "عين خلاقين" ونبع "عين حارة مسيل" ونبع "العجوز"

فزراعياً تميزت بتربتها الخصبة جداً الملائمة لزراعة أشجار الزيتون والكثير من الأشجار المثمرة وزراعة القمح والتبغ، فتجد الكثير من أشجار الزيتون المعمرة بمئات السنين، والتي احتاجت إلى المحبة والرعاية على الدوام للوصول إلى ما هي عليه، وهذا ناتج عن طبيعة سكان القرية البسيطة والطيبة والمتعلقة بجذورها، والتي امتدت بمحبتها لتشمل علاقاتها مع بعضها وصلة رحمها المعروفة لدى القاصي والداني، والتي تنال احترام الجميع في المجتمع المحيط بنا.

المختار "محمد نده"

كما افتخر بأن قريتي قدمت تضحيات كثيرة من شهداء ومجاهدون أمثال المجاهد "علي زاهر" والمجاهد "سلامة حسن محمود" والشهيد "محمد عزيز نده"».

ويتابع: «لم تكن قرية "حمام واصل" وليدة عقود متعددة بل كانت وليدة قرون امتدت على مراحل تاريخية متعددة دلت عليها الحمامات الشعبية الرومانية الموغلة في القدم، التي أعطت من ذاتها اسماً للقرية "قرية الحمامات" لحين جاء أحد قاطنيها وكان أول الواصلين في تلك الفترة الزمنية فحصل على لقب الواصل، ومن ثم أصبح اسم القرية قرية "حمام واصل"».

جانب من القرية

المختار "محمد علي نده" تحدث عن القرية وطبيعتها فقال: «تتميز قرية "حمام واصل" بموقعها الجغرافي الطبيعي الذي جعلها شبيه لموقع سفوح "جبل قاسيون"، وكيف تحتضن الشام وتطل على أغلب مناطقها، وهذا ظهر في القرية بتوضعها على سفح جبل الشيخ "يوسف النمر" الذي يرتفع عن سطح البحر بحوالي /800/ متر وما فوق، وامتدادها حتى أسفل هذا السفح لتلتقي مع مجرى نهر طبعي والعديد من الينابيع حوله.

وقد ضمت القرية خمس حارات وهي حارة "بيت نده"، وحارة "الرويسة" مع حارة "الطويل" كحارة واحدة امتدت نحو الربوة المطلة على النهر باتجاه مدينة "الشيخ بدر"، وبالمقابل يوجد ثلاث حارات موجودة في كتف الجبل ذاته، وهي حارة "بيت واصل" وحارة "الضيعة" وحارة "بيت الشيخ"، حيث يبلغ تعداد سكان هذه الحارات التي شكلت القرية حوالي /5000/ نسمة».

الأستاذ غاندي علي"

ويتابع: «وتميزت القرية أيضاً بنظافتها وتنظيم الطرق الخدمية فيها وكثافتها، وهذا ناتج عن قناعة السكان بأهمية هذه الطرق، وبالتالي السماح لها بالمرور بأراضيهم دون أي اعتراض، بل على العكس من الممكن أن يقدم صاحب الأرض المزيد لو تطلب الوضع العام للطريق ذلك».

ويضيف: «تميزت القرية بالعلاقات الطيبة جداً بين سكانها، إضافة إلى عمق روح التعاون فيما بينهم، وهذا يؤكده إنشاء المخفر في عام /1971/ وبقائه أكثر من /6/ سنوات دون تسجيل أي ضبط في سجلاته، ما دفعهم إلى نقله إلى قرية أخرى، لحين تسجيل القرية وتوابعها إدارياً بصفة ناحية "حمام واصل" وعودة قسم الشرطة لها، مع استمرار ذات الحالة الاجتماعية النبيلة».

لقد تعددت العائلات والتسميات في القرية، ولكنها تعود لأصول واحدة، وهنا يقول المختار: «تميزت العائلات القديمة بكثافة أفراد كلاً منها مما انعكس على التسميات وتعددها ضمن العائلة والواحدة وجعل منها عائلات كثيرة وأصل واحد، ومن أهم العائلات "آل نده، وآل نعوس، وآل واصل، وآل زاهر، وآل علي، وآل إبراهيم، وآل منصور، وآل الشيخ، وآل محمود، وآل عثمان، وآل وسوف، وآل ملحم، وآل حسن، وآل عبود، وآل سعدة"».

وعن أهم العادات والطقوس والتقاليد في القرية يقول السيد "اسماعيل نده": «صلة الرحم التي أمر بها الله هي أهم ما يميز علاقات أهالي قرية "حمام واصل"، فتجدها كثيفة وغنية بالفائدة والمعرفة وخاصة بين فئات الشباب والتي ينتج عنها تلاقح فيما بين هذه الثقافات التي تميزت بالتنوع والاختلاف وذلك بحسب عمل كلٍ منهم.

إضافة إلى الفئات العمرية الأكبر سناً والتي تتسم علاقاتهم بالعفوية والصدق والاعتيادية، وتتجسد بممارساتهم للألعاب الشعبية فيما بينهم وعلى الدوام».

ويتابع: «لقد استمرت بعض العادات والتقاليد الشعبية حتى الآن، وتمثلت بالأعراس الشعبية التي ما تزال تقام بالطرق التقليدية في وسط القرية ضمن ساحتها وعلى وقع الطبل والزمر».

وعن انتشار الثقافة التعليمية منذ القدم تقول السيدة "سنا واصل": «لقد وجد في الماضي العديد ممن تعلموا وتابعوا دراستهم حتى مراحل التعليم الثانوي، ومنهم من لم يتمكنوا من المتابعة، وهنا جاء دور الوعي تجاه أهمية التعليم والثقافة العامة، فاجتمع بعض ممن يحبون متابعة التعليم وعملوا على تجهيز صف خاص بهم تم تجهيزه بتبرعات قدموها.

فمنهم من تبرع بمكان الاجتماع فكان عبارة عن غرفة صغيرة، ومنهم من قدم قطعة خشبية مسطحة لتكون بمثابة لوح يكتبون عليه، وهذا حقق نتائج جيدة بين هؤلاء المناضلين من أجل التعلم، ومنهم من حقق الثانوية وبعدها المرحلة الجامعية، حيث أصبحت متاحة، وهذا طبعاً بمساعدة الأستاذ "إبراهيم نده"».

وفي لقاء مع المهندس "غاندي علي" رئيس بلدة "حمام واصل" حدثنا عن حدود القرية فقال: «يحد القرية من الشرق "عين البستان" و"خربة مكار"، ومن الجهة الغربية قرية "باملاخا"، ومن الجنوب قريتي "جويتي" و"المروية"، أما من الجهة الشمالية فيحدها "خربة القبو" و"اللتون"».

ويتابع: «تبعد القرية حوالي /60/ كيلومتر عن مدينة "طرطوس" باتجاه الشرق الشمالي، وعن بلدة "القدموس" حوالي /7/ كيلومترات، ويبلغ عدد سكانها حوالي /5000/ نسمة، بينما عدد سكان البلدة كلل مع القرى التابعة لها حوالي /10500/ نسمة، ويتبع لها قرى "باملاخا، والمروية، وجويتي، وخربة القبو، وبارياحا، وزهرة الجيل، وباشيشي، وبلعدر"».

وعن أهم المعالم في القرية يقول: «بالقرب من محيط القرية توجد "قلعة الكهف" الأثرية والتاريخية الموغلة في القدم، إضافة إلى جسر أثري تم ترميمه من قبل البلدية ويدعى جسر "الحاج حسن" ويقع ضمن قطاع البلدة في قرية "المروية"، وهذا الجسر يقع على نبع "الحاج حسن" الذي يروي الكثير من القرى المحيطة وتقدر بحوالي /30/ قرية».

أما عن أهم الينابيع في القرية يقول: «في القرية الكثير من الينابيع الطبيعية ومنها نبع "الضيعة" ويقع في "حارة الضيعة" ونبع "عين خلاقين" ونبع "عين حارة مسيل" ونبع "العجوز"».