دخلتها بعثات استكشاف متعددة ولم تدرك نهايتها، وتفاجأت بتشكيلاتها الصخرية الرائعة، إلا أن الباحث "اياد السليم" وبعد دخوله لحوالي /3000/ متر يصف هذه التشكيلات الداخلية بالفريدة من نوعها.

مدونة وطن eSyria وبتاريخ 18/10/2012 التقت بالباحث "اياد السليم" مستكشف عمق مغارة "جوعيت"، ليحدثنا عن تشكيلاتها الصخرية التي وصفها بالفريدة، حيث قال: «اعتبر مغارة "جوعيت" من أجمل مغاور "سورية" لما تحتويه من تشكيلات صخرية فريدة من نوعها، تموضعت ضمن تفرعات وتقسيمات داخلية تشكلت بفعل عوامل طبيعية داخلية خاصة بالمغارة ساهم فيها جريان النبع الداخلي دائم الجريان.

تكونت بنية الجبل من عدة طبقات كلسية قد تسبب في حال حصول انهدامات فيها بإغلاق بعض أجزاء المغارة، ما يسبب صعوبة في العبور, كما أنه يسبب أيضاً بغمر بعض التشكيلات الصخرية, وكسر بعضها الآخر, وهنا يجب دعم الأسقف

تميزت المغارة بمعبرها الوحيد الضيق الذي يمكن توسيعه دون المساس بجماليته، وبتجويفها المستقيم الذي تتخلله بعض التعرجات الخفيفة والانحدار البسيط، إضافة إلى اتساعها بكامل مسارها الداخلي اللافت للنظر، وتشكلت فيها عدة تفرعات وتقسيمات ملأى بالصواعد والنوازل المذهلة من حيث أشكالها وأحجامها وطريقة تشكلها».

الباحث "أياد السليم"

على بعد حوالي سبعة كيلومترات جنوبي مدينة "الشيخ بدر" وارتفاع حوالي /300/ متر عن سطح البحر وبطريق سهل ممتنع يمكن الوصول إلى المغارة للتمتع بجماليتها وداخلها الذي استهوى العديد من بعثات الاستكشاف ومنها البعثة "البلغارية" التي لم تتمكن في عام /1995/ من دخول أكثر من عشرات الأمتار فقط، أما الباحث "اياد السليم" فدخل لحوالي /3000/ متر، وهنا يقول: «لقد ظن البعض أن طول المغارة لا يتجاوز تسعين متراً، وتنتهي ببحيرة مائية, ولكن ما لم يعرفونه أنه وبعد الغطس عبر فتحة في البحيرة، ومن ثم الزحف لحوالي ثلاثين متراً يمكن رؤية بهو المغارة المتسع لأكثر من /3000/ متر تمتد تحت مدينة "الشيخ بدر" نفسها. وبعد الدخول والزحف نصل إلى بهو صالة رائع بتشكيلاته الكثيفة اسميتها "صالة الاستقبال"، وبعد المسير تظهر الصالة تلو الصالة ومنها درب "النازل العملاق"، و"الكلكة"، و"الحلقة المذهلة"، و"الشلال الأحمر"، و"جدار السهام"، و"صالة الحبوب"، وهي تسميات أنا من اطلقها، إضافة إلى أنه يوجد فيها ثلاث بحيرات، وهذا ما يجعلها برأيي وبحساباتي الشخصية أهم اكتشاف بيئي بتاريخ "سورية" ولا يوجد أي اكتشاف قد يفوقها أهمية».

وعن بداية اكتشاف المغارة والغوص بتفاصيلها يقول: «لقد أبقيت خبر ومكان وتفاصيل اكتشافها شبه مخفيه حرصاً على عدم العبث بها من قبل الفضوليين، وأطلقت عليها اسما مستعاراً وهو "مغارة التنين السوري" لحين استكمال الاكتشاف والتمكن من حمايتها، ولكن مع اقتراب انتهاء اكتشافها علمت وسائل الاعلام الرسمية "القناة الفضائية السورية" بالخبر فزارت الموقع وأعلنت اكتشافها رسمياً، وهنا تم توضيح تفاصيلها وتقاسيمها الداخلية المتعددة ومنها "جرة الكوزة" و"عش العصفور"، وتشكيلات مذهلة تشبه الأعمدة اسميتها "أعمدة اللوج" وتشكيلات صخرية تشبه الشلال اسميتها "شلال الدرج" و"شلال اللبن"، وتشكيلات على هيئة طريق اسميتها "درب الوحل والقطن"، إضافة إلى "النازل العملاق" الرائع الجمال الذي بقي كنازل وليس عمود، وهذا بسبب جريان الماء المستمر تحته، حيث لامس سطح الماء وتوقف نموه، و"النازل المكسور" وتشكلات "المائدة" و"خلية النحل" و"سقف الإبر" الشلمونات الحساسة جداً التي تسقط بلمسها بقسوة، وما حفظها بهذه الكثرة عدم تمكن الخفافيش من دخولها، و"صالة الاستقبال"».

من صالة الحبوب

وللباحث "اياد" رؤية تخصصية لحماية المغارة وهنا يقول: «تكونت بنية الجبل من عدة طبقات كلسية قد تسبب في حال حصول انهدامات فيها بإغلاق بعض أجزاء المغارة، ما يسبب صعوبة في العبور, كما أنه يسبب أيضاً بغمر بعض التشكيلات الصخرية, وكسر بعضها الآخر, وهنا يجب دعم الأسقف».

وفي لقاء مع السيد "زيد محمود" أحد المشاركين بدخول المغارة مع الباحث "أياد" يؤكد أن مدخل المغارة يتخلله نبع مياه دائم الجريان يتميز بغزارته في فصل الشتاء، أما محيطها فتكسوه غابة من الأشجار الطبيعية الحراجية، وهو ما أضاف لها جمالية الموقع والتجويف الداخلي».

موقع المغارة من خرائط غوغل